دمشق - جورج الشامي
تدمير الكنيسة الأرمنية في البوكمال ومتحف "معرة النعمان" لم يمس بأي سوء
تعرضت المواقع الأثرية السورية لحالات سرقة ونهب أخيرًا، حيث شهدت مواقع "حلبية"، و"ماري"، و"دورا أوروبوس"، لأعمال نهب وتنقيب سرية من جانب لصوص الآثار، فضلاً عن تعرض الكنيسة الأرمنية الوحيدة الموجودة في مدينة البوكمال للتدمير، في حين أكّد أمين متحف "معرة النعمان" أنه لم يمس بأي
سوء.
وَرَدَت معلومات من آثاريين في محافظة دير الزور السورية، ومن بعض أبناء المجتمع المحلي، نشرها موقع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، تفيد بتعرض موقع "حلبية"، منذ أيام، لأعمال نهب، يمارسها لصوص الآثار، حيث سُرقت جميع محتويات غرفة قطع التذاكر، ومعدّات البعثة السورية الفرنسية المشتركة العاملة في الموقع، كما سُرقت الأبواب الحديدية للأبراج، وذلك نتيجة لغياب الحراسة، لسبب عنف الأحداث في المنطقة، كما يتعرض الموقع لأعمال تنقيب سري مستمرة، رغم ما بذله أهالي قرية "الوسعة"، القريبة من الموقع، من محاولات لمنع هذه الأعمال، لكنهم فشلوا، على الرغم من محافظتهم على الموقع سليمًا حتى تاريخ 30 كانون الثاني/يناير 2013.
وقد أشارت معلومات الآثاريين إلى تعرض "الكنيسة الأرمنية" الوحيدة الموجودة في البوكمال للتدمير، والمبنية من الحجر والطين والجص، يرجع تاريخها إلى بدايات القرن العشرين.
كما وردت معلومات من مديرية آثار حلب تفيد بخروج المسلحين، الذين كانوا قد اقتحموا متحف "التقاليد الشعبية" لفترة قصيرة، ثم عاد الجيش السوري إلى المكان، وتنتظر المديرية وصول موظفيها إلى المكان لإجراء الجرد التفصيلي، علمًا أن القطع الأثرية في مخابئها وهي مؤمنة إلى الآن.
وكان تقرير سابق للدائرة قد بيّن تعرض جزء من جدار المتحف الشرقي لتفجير من خلال عبوة ناسفة، كما تم تفجير قفل باب المتحف الخارجي الحديدي.
في حين أعلنت دائرة آثار دير الزور عن استمرار أعمال تنقيب سرية في موقعي "ماري" و"دورا أوروبوس" من قبل لصوص الآثار، وهو ما ذكرته الدائرة في تقرير مفصل لها عن وضع المواقع والتلال الأثرية في دير الزور، نشر على موقع المديرية الإلكتروني في كانون الثاني/يناير الماضي، لكن الدائرة أوضحت صعوبة إجراء تقييم ودراسات تفصيلية، لسبب عنف الأحداث، وبيّنت أنها اعتمدت في معلوماتها على مصادر من المجتمع المحلي، وحراس في الموقع.
وفي شأن الأنباء المتضاربة الواردة من محافظة إدلب عن وضع متحف "معرة النعمان"، أكدت دائرة آثار المعرة لـ "العرب اليوم" تمكُّن أمين المتحف من الوصول إليه، بعد وساطة أجراها بعض وجهاء المدينة، حيث اطّلع على الأماكن التي حفظت فيها القطع الأثرية القيّمة، وأكد أنها بحالة جيدة ولم تُمس.
هذا، و لم يتمكن أمين متحف "المعرة" من تأكيد خبر سرقة بعض القطع (فخاريات وتماثيل صغيرة)، والتي أُشيع أنها أخذت من المتحف، نظرًا للحاجة إلى إجراء جرد شامل للمتحف، وهو أمر غير متاح حاليًا.