عمان ـ العرب اليوم
تعتبر السياحة في الأردن من أهم القطاعات الاقتصادية للبلد، إذ تُشكل 13 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتصل إيراداتها إلى نحو 2.8 بليون دينار أردني سنوياً (نحو 4 بلايين دولار). وقال الأمين العام لوزارة السياحة والآثار الأردنية عيسى قموة، خلال افتتاح أعمال "الملتقى الأول للسياحة الخضراء" في منطقة البحر الميت الذي ينظمه "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" ووزارة السياحة بدعم من "مرفق البيئة العالمي"، إن الأردن يعتبر أحد أهم مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط نظراً إلى أهميته الدينية والتاريخية، لافتاً إلى أنه يتمتع بمواصفات أخرى تجعله مقصداً للسياح والزوار من مختلف أنحاء العالم طوال السنة. وأضاف أنه يعتبر الخامس في العالم في مجال السياحة العلاجية.
وأشار إلى أن الملتقى سيسلط الضوء على مواضيع مهمة في مجال التنمية السياحية في الأردن تنسجم انسجاماً وثيقاً مع الاستراتيجية الوطنية للسياحة للأعوام 2017-2021، منها التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتوافق بين المستجدات التجارية والواقع البيئي وتأثير السياحة على التنوع الحيوي، إلى جانب الفوائد البيئية والاقتصادية من استخدام الطاقة المتجددة في قطاع السياحة، وبرامج الحوافز الاقتصادية السياحية للقطاع الخاص.
وأوضح مدير برنامج البيئة والتغير المناخي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نضال العوران، أن موضوع الاقتصاد الأخضر و السياحة الخضراء من المواضيع التي يركز عليها البرنامج، إذ نفذ على مدار السنوات الماضية، نشاطات ومشاريع بيئية عدة. وأضاف أن تنظيم هذا الملتقى يتزامن مع الخطة الاستراتيجية وبرنامج الشراكة بين منظمات الأمم المتحدة العاملة في الأردن والحكومة الأردنية والتي تمتد لخمس سنوات (2018-2022)، وتم تضمين عدد من المؤسسات المرتبطة بتطوير الاقتصاد الأخضر في شكل عام والسياحة المستدامة والسياحة البيئية في الأردن في شكل خاص، ما يعكس أهمية موضوع الاقتصاد الأخضر.
ولفت إلى أن هذا الملتقى الأول سيكون باكورة لملتقيات أخرى، مؤكداً أن البرنامج ملتزم العمل يداً بيد مع الحكومة الأردنية لتطوير القطاعات التنموية. وأضاف أن توقيت انعقاد الملتقى مهم جداً للقطاع السياحي الأردني، إذ تم إعلان عام 2017 كعام للاستدامة في القطاع السياحي، مبيناً أن تنظيم الملتقى جاء استجابة للمتطلبات العالمية والاتفاقات الدولية التي وقع عليها الأردن في مجال السياحة والبيئة.
ودعا القطاع السياحي إلى القيام بتغييرات سياسية ومؤسسية عدة، فضلاً عن تحديث الإجراءات الفنية على أرض الواقع، والعمل على تنسيق جملة من اللقاءات الفنية لجميع شركاء العملية السياحية على المستوى الوطني وإشراكهم في عملية التخطيط السياحي، والاتفاق على آليات جديدة تضمن استمرار التعاون في إجراء التدابير والإجراءات اللازمة لتحويل القطاع السياحي إلى قطاع مستدام.
ويهدف الملتقى الذي يستمر لثلاثة أيام، إلى تعريف المشاركين على آليات تحول القطاع السياحي إلى اقتصاد أخضر، من خلال ثلاثة محاور رئيسة وهي الاطلاع على واقع السياحة الحالي، من خلال مناقشة الفرص المتاحة أمام القطاع مستقبلاً والتهديدات التي تشكل خطراً على هذا القطاع المهم، إضافة إلى مناقشة الوجهات السياحية والوجهات المستقبلية المحتملة والأدوات وآليات التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وستتناول جلسات الملتقى قضايا محورية حول التحول نحو السياحة الخضراء، وفهم واقع الاقتصاد الحالي ومفهوم الاقتصاد الأخضر للأردن، ورسم خريطة السياحة في الأردن، والأبعاد المؤسسية والقانونية، وتطوير المسارات البيئية إضافة لمهارات الاتصال وتنمية القدرات في التخطيط والإدارة. ويأتي تنظيم هذا الملتقى ضمن مشروع دمج صون التنوع الحيوي في تطوير القطاع السياحي في الأردن، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع مؤسسات عدة، وبدعم من مرفق البيئة العالمي في ثلاث مناطق رئيسة هي البترا، محمية رم ومحمية دبين، بهدف دمج وتعزيز أهداف صون التنوع الحيوي في برامج تطوير السياحة في الأردن لتصبح جزءاً حيوياً من عملية تطوير القطاع السياحي وفرصة تنموية على المستوى الوطني والمحلي.