صناعة السعفيات

صناعة السعفيات من الصناعات التراثية المحلية والتي لأبدع فيها الإنسان العماني و توارثتها الأجيال العمانية من بعدها جيل بعد جيل فقد أسهمت تلك الحرفيات في إبراز تلك الصناعات التراثية بمختلف أنواعها في إستخدامها بمختلف مجالات الحياة اليومية وهي تعد مصدر ثابت يعود كل من يمارس هذه الصناعات لسهولة صناعتها وسهولة الحصول على المواد لإعتمادها على مخلفات أشجار النخيل مثل ( السعف أو الزور كما نطلق عليه بالعامية والجريد وسعف قمم النخيل والليف ) وقد لا تخلوا محافظة من محافظات السلطنة من هذه الصناعات الحرفية ، وفي ولاية سمائل يوجد الكثير من أبناء هذا الوطن يمارسون صناعة السعفيات – الشبيبة – إلتقت بالمواطن سعيد بن خلفان بن سالم الدرعي من سكان قرية الهوب بولاية سمائل ليحدثنا عن صناعة السعفيات ووصولها ليد المستهلك والصعوبات التي تواجه صناعة السعفيات بسبب الصناعات الصينية والتي دخلت حياتنا اليومية والجائحة التي يتعرض عليها العالم مرض كورونا كوفيد 19 وكذلك عدم المشاركة في المعارض المحلية والخارجية حيث أوضح بان :-

تعلمت الصناعة على يد والدتي وعمي

لقد تعلمت صناعة السعفيات على يد والدتي و عمي عام 1978م بصناعة بعض المنتجات الصغيرة باستخدام سفة ظروف التمور و حبل السرد ثم تدرجت بصناعة سفة ( القفير والعزاف والمخرافه والسمة الدائرية ) ثم توسعت في صناعة السعفيات بصناعة ( المخرف وخياطة حبل الطلوع ) وغيرها من الصناعات التراثية التي تعتمد على الحبال البلاستيكية ، لم يتعلم أحد من أخواني صناعة السعفيات إلا إن واحداً من اولادي أصر على تعلمها وقد سررت كثيراً بإصراره وبدأت في تعليمه بعض الصناعات الخفيفة التي لا تحتاج إلى جهد ومشقة .

مخلفات نخلتي المبسلي والفرض الأجود

أحصل على السعفيات من مخلفات النخيل بمتابعة المزارع أثناء تنظيفها ثم أقوم بتجميع مخلفاتها وأحملها إلى منزلي لأقوم بترتيب مراحل صناعة المنتجات التي ارغب في صناعتها وذلك حسب متطلبات كل صناعة ويعتبر سعف نخلة المبسلي او الفرض من افضل النخيل في إستخدام مخلفاتها في صناعة السعفيات منها أقوم بصناعة الظروف الخاصة بتخزين التمور ومن أعلى قمم نخلتي المبسلي أو الفرض استخدمها في سرد الحبال التي تدخل في جميع صناعة السعفيات و صناعة المنتجات الأخرى , وفي حالة عدم حصولي على قمم نخلتي المبسلي والفرض أستخدم أي خوصيات قمم بقية النخيل .

مراحل صناعة السعفيات بانواعها

تمر مراحل صناعة القفير بتجميع الخوصيات من السعف ثم تشخيله ووضعه في الماء ثم تبدا أعد كمية الخوصيات التي يحتاجها القفير وذلك حسب حجم القفير منها (المبدع ) وهو أصغر من القفير ويحتاج إلى ثلاثة أمتار وأكبرها 14 متر ويحمل أكبر كمية من التمور ، وعلى نفس المنوال يتم إستخدام الخوصيات في صناعة بقية المنتجات السعفية مثل المخرافة والمخرف الذي يستخدم أثناء جني الرطب من النخيل وغيرها من الصناعات التراثية .

أسعارالمنتجات في متناول الجميع

أسعار بيع المنتجات في السابق كانت زهيدة جداً وذلك لسهولة الحصول على مخلفات النخيل حيث يصل سعر منتج ( المخرافة ) إلى ( واحد ريال عماني ) أما الأن ابيعها بـ ( 2 ) ريال أما المخرف كان سعره ( 3) ريالات عمانية أما اليوم يصل سعره إلى ( 8 ) ريالات عمانية والطلب كثير عليه و لعدم وجود الوقت الكافي لدي يعدواحداً من الأسباب في تأخير وصوله إلى يد المستهلك ، لأن صناعتة تحتاج إلى جهد أكثر تجميع ( عسق النخلة ) وهو صعب الحصول عليه في الوقت الحاضروصناعته تحتاج إلى أكثر من سبعة أيام ، أما صناعة الحبل الخاص بطلوع النخيل والذي يطلق عليه ( حبل الطلوع ) يحتاج إلى شخصين لصناعته الأول يخيط حبل السرد أو حبل النايلون والثاني يسحب الحبل حتى يتماسك بعضه البعض وقد كان سعرحبل الطلوع المصنوع من البلاستيك بـ ( 3 ) ريالات فقط ،اما اليوم فقد تطورت صناعته ليدخل في صناعته حبل السرد القطني الذي يميل لونه إلى اللون الأبيض يصل سعره ( 10 ) ريالات عمانية .

صناعة القزقوزه

أقوم بصناعة العديد من المنتجات السعفية منها المخاريف بكافة أنواعها والقفير بمختلف أحجامه وانواعه والشتوت الخاصة بتغطية الأطعمة والتي تتراوح أسعارها من 2 ريال إلى 10 ريالات على حسب حجمها كما أقوم بصناعة الأحذية من السعفيات وهذه ليست للإستخدام بل لزينة المجالس بالمنازل . اما صناعة القزقوزه الخاصة بتخزين اللحوم تحتاج ثلاثة أيام لصناعتها وتستخدم القزقوزه لحفظ اللحوم من الضياع وذلك بعد غليانها على النارثم تجفيفها تحت أشعة الشمس فوق سطح المنزل ليتم حفظها في القزقوزه واستخدام اللحوم المجففة حسب الكمية المطلوبة بين الحين والآخر ، ويصل سعر القزقوزة الواحدة من 4 ريال إلى 12 ريال عماني حسب حجمها من الصغيرة حتى الكبيرة .

مراحل صناعة الملاهب

صناعة المراوح اليدوية وكما يطلق عليها باللهجة المحلية( الملاهب ) يتم صناعتها حسب الطلب حيث كان سعرها في السابق ( 5) ملاهب بـ ( 1 ) ريال عماني أما اليوم أصبحت ( 2) بـ (1) ريال عماني بسبب طلب قلة الطلب عليها وهناك ملاهب ذات الألوان الزاهية وهذه تحتاج إلى جهد وعمل وتبدا مراحل صناعة المراوح أو الملاهب الملونه بوضع اللون المطلوب في الماء شديد الغليان ثم يتم وضع الخوص بداخله ثم يستخرج الخوص من الماء ويضع تحت اشعة الشمس لمدة يوم أو يومين بأستخدم الحطب والخوص .

المشاركة في المعارض المحلية والدولية

لم أبيع أكثر من عاميين من تلك المنتجات وأنا أعتمد عليها في زيادة دخلي المادي لأعيل به اسرتي أحيانناً أبيع بـ ( 10 ) ريالات وأحيان تصل إلى ثلاثة أشهر ما أبيع شي من تلك المنتجات ، شاركت في العديد من المعارض المحلية منها المعرض المقام قبل اكثر من عامين بجمعية المسنين وقد بعت بعض المنتجات ، كنت أتمنى من الجهات المعنية إدراج إسمي ضمن الحرفيين المشاركين في جميع المعارض الدولية التي تقام داخل السلطنة أوخارجها وسوف أكون عند حسن ظنهم بصناعة كافة الصناعات السعفية المتداول صناعتها دخل السلطنة .


قد يهمك ايضًا:

36 حرفية إماراتية يعرضن إبداعاتهن من الحرف التراثية

 

70 فائزًا من الحرفيين والحرفيات يتقاسمون جائزة بارع