قال وزير التجارة والصناعة الكويتي الدكتور يوسف العلي، ان استضافة دولة الكويت أول مركز تابع لشركة "جنرال الكتريك للطاقة" خارج حدود الولايات المتحدة، يعد قفزة نوعية في مجال الاستثمار المباشر الذي تسعى الحكومة لاستقطابه وتوطينه بما يواكب رؤيتها لعام (2035).واضاف الوزير العلي في كلمته خلال حفل افتتاح مركز "جنرال الكتريك للتكنولوجيا" ان هذا المركز سيعزز رؤية الكويت في تحقيق التنوع الاقتصادي ونقل التكنولوجيا المتقدمة وتعزيز دور القطاع الخاص وتوفير الوظائف والفرص التدريبية المتميزة. واوضح ان اهم المتغيرات المستجدة والديناميكية المحفزة تتمثل في منح التراخيص الاستثمارية والمزايا لشركة "جنرال الكتريك للطاقة"، وذلك لتأسيس كيان قانوني بملكية اجنبية وفق المعايير التي حددها بشفافية القانون (116-2013) بشأن تشجيع الاستثمار المباشر في دولة الكويت.

وذكر ان دولة الكويت تعلق امالا كبيرة على تدشين هذا المركز كمرفق للبحث والتطوير وايجاد الحلول واستكشاف الاعطال والصيانة العملية للمولدات والتوربينات مدعوما بالمختبرات واجهزة المحاكاة. وأفاد بان مثل هذه الاستثمارات النوعية تأتي على خلفية التطورات التشريعية والقانونية والاجرائية الايجابية التي شهدتها بيئة الاستثمار محليا وجعلتها جاذبة.

واكد المدير العام لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الاحمد الصباح حرص الهيئة على مد جسور التعاون مع الشركات العالمية المرموقة لتحقيق الاهداف التنموية التي انشئت من اجلها الهيئة لاسيما تطوير القدرات المحلية ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة نحو الثورة الصناعية الافتراضية الرابعة. وقال الشيخ مشعل في كلمته إن المشروع هو الاول من نوعه خارج حدود الولايات المتحدة الاميركية والمتفرد على مستوى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا الذي تطلقه هذه الشركة الرائدة كشركة صناعية افتراضية.

واوضح ان الموافقة على اصدار الترخيص الاستثماري للشركة جاءت في منتصف 2015 وذلك في الفترة التي اعقبت الاعلان عن مباشرة الهيئة اعمالها وانطلاقا من كون وجود مثل هذا المركز في الكويت يعكس القيمة المضافة العالية المتوقعة للاستثمار المباشر للشركة في مجال توليد الطاقة الحيوية. واضاف ان الشركة عرضت تقديم انشطة متعددة من شأنها تعزيز نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة عبر اجراء البحوث والاختبارات وتطوير الحلول التكنولوجية ودراسة حالات انقطاع التيار ومعالجتها.

ولفت الى أن الشركة ستسهم ايضا في تنمية الكوادر الوطنية التي اهلت المشروع مقابل الحصول على حزمة المزايا والاعفاءات وفق المعايير الشفافة التي نص عليها القانون (116-2013) ومنها تأسيس شركة كويتية ذات مسؤولية محدودة بملكية اجنبية. وذكر الشيخ مشعل ان هذا الاستثمار المباشر النوعي سيسهم في تحقيق الاهداف التنموية لدولة الكويت لاسيما التنوع الاقتصادي وتمكين الشباب من تطوير قدراتهم وتوطين التكنولوجيا الاكثر تطورا لتحقيق التقدم الاقتصادي.

وأشار الى دور المركز في تحقيق اهداف الاستدامة بابعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والادارة الرشيدة بما ينسجم مع التزامات الكويت في اطار المجتمع الدولي ومنظماته وتعهداته تجاه الاهداف الانمائية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ. واوضح ان تدشين مركز "جنرال الكتريك للتكنولوجيا" سيجعل تلك التطلعات اقرب الى التحقق على ارض الواقع إذ ان الاثر الاقتصادي المرتقب سيتضمن انشاء مختبرات للهندسة والبحوث والاختبارات واجهزة للمحاكاة وتقديم برامج تدريبية وفنية ونظرية وتطبيقه اثناء العمل على مدار العام لتحسين التعامل مع توليد الكهرباء وتطوير الحلول التكنولوجية للادوات المتطورة.

وكانت شركة "جنرال الكتريك للطاقة" الاميركية افتتحت في الكويت مركز "جنرال إلكتريك للتكنولوجيا" وهي منشأة كبيرة ستعمل على رعاية الأبحاث المحلية وتوفير برامج التدريب العملي المباشر بالتزامن مع تأسيس منظومة عمل متكاملة للابتكار وتحديدا في قطاع الطاقة.

ونال المشروع موافقة هيئة تشجيع الاستثمار المباشر وحصل على رخصة الاستثمار الاجنبي العام الماضي ويقع المركز الممتد على مساحة ستة آلاف متر مربع في منطقة الصليبية ويعتبر أول منشأة من نوعها تطلقها الشركة خارج حدود الولايات المتحدة بما يعكس عمق التزام الشركة على المدى الطويل تجاه دولة الكويت والمنطقة.

وسيقدم المركز في إطار مذكرة التفاهم الموقعة حديثا مع جامعة الكويت برامج للأبحاث والتدريب متوافقة مع الاحتياجات المحلية ضمن قطاع توليد الطاقة في الكويت، مما يشكل رافدًا قويا لرؤية الكويت 2035 الرامية إلى رعاية المواهب الشابة ومدها بفرص عمل مثمرة في المجالات التقنية.

ويمثل المركز منشأة متكاملة للتدريب والمعدات والخدمات الهندسية ويتألف من ثلاثة أقسام رئيسية هي مركز التدريب الذي سيقدم خدماته لأكثر من 900 طالب ومهني تقني كل عام، ومركز الأدوات الذي سيقدم خدمات التصليح والصيانة والمركز الهندسي المتخصص بالأبحاث المتقدمة والتطوير.