هوليوود

شكلت أفلام الخيال العلمي مكوناً أساسياً للسينما وهوليوود باعتبار أن السينما بالأساس «خيال»، وحضرت أفلام المريخ بصفة خاصة في التاريخ السينمائي منذ عام 1910.
واعتمدت تلك الأفلام بصفة أساسية على الإبهار بالصوت والصورة والشكل التقني للمؤثرات الخاصة واستعانت هوليوود بالعلماء في بعض الأفلام بحثاً عن الدقة، بينما يميل الكثير من المبدعين لعدم الاستعانة بهم لأنهم، ببحثهم عن المنطق، يعرقلون «جنون» الخيال العلمي.
وتستلزم الدقة العلمية والدرامية الاستعانة بالعلماء كما حدث في فيلم 2012 الذي يصور نهاية العالم، واضطرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إلى تأسيس صفحة على الإنترنت للإجابة على تساؤلات الجمهور والمتفرجين.
ولكن المشكلة في الاستعانة بالعلماء تكمن في أنهم يعتمدون على المنطق والحقائق الواقعية، بينما يعتمد كتاب السيناريو على الخيال الذي يصل لدرجة الجنون، وهنا يقع التصادم بين السينمائيين والعلماء في بعض مناطق الخيال العلمي.
وهناك أفلام أخرى تحتوي على معلومات علمية جيدة موثقة صحيحة دقيقة مثل فيلم The Martian أو المريخي لريدلي سكوت نظراً لطبيعته الواقعية ودقته.

الترفيه العلمي
وفي عام 2008 أطلقت هوليوود برنامج التبادل الترفيهي العلمي، وهو شراكة تهدف إلى تحسين درجة الدقة العلمية في السينما، وتشكيل لجنة استشارية تضم علماء ومخرجين ومنتجين وممثلين لتحسين أفلام الخيال العلمي.
وهناك العديد من أفلام الخيال العلمي الراسخة في الذاكرة لعل من أوائلها الفيلم الفرنسي Le voyage sur Jupiter أو رحلة إلى كوكب المشتري في عام 1909 بينما ظهر فيلم خيال علمي عن المريخ في العام التالي مباشرة.
وبطبيعة الحال، تأثرت سينما الخيال العلمي منذ بدايتها، بالأدب، قبل أن تصبح كياناً مستقلاً، بفضل كتاب السيناريو الذين اخترعوا «نظريات خيالية» خاصة بها ولا سيما منذ عقد السبعينيات من القرن الـ20 وما بعده.
ومن أبرز كتاب السيناريو الذين أبدعوا في الخيال العلمي جورج لو كاس، ستيفين سبيليبرج وبفضلهما أصبحت هوليوود تنظر لمؤلفي الكتاب العلمي على أنهم أبطال خارقين.
وفي فئة الإخراج هناك مجموعة من المخرجين العظماء مثل جورج لوكاس، ستيفن سبيلبيرج، جيمس كاميرون، ستانلي كوبريك.
وفي الخمسينيات من القرن الماضي، زاد انتاج أفلام الخيال العلمي سواء في استوديوهات هوليوود أو الاستوديوهات المستقلة، مع انتشار الحماس من اجل التقدم في صناعة الصواريخ الجديدة والفضاء الجوي، وإطلاق سباق الفضاء حوالي عام 1957.بين القوتين العظميين وقتها الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية.
كما ازدهرت تلك الأفلام لأن الحلم بالمستقبل شكل وسيلة للهروب من الحاضر في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ويتدرج تحت هذا النوع أيضاً فيلم غزو الفضاء عام 1955 والذي أنتجه جورج بال وأخرجه بيرون هاسكين (Byron Haskin)_ وهو فيلم بنكهة وثائقية مستوحى قصته من كتاب مشروع المريخ لـ دى ويرنهر فون براوين (والذي ظل لسنوات عديدة حجر الأساس لهذا النوع بفضل المؤثرات الخاصة وسيناريوهات بون يستل والاستكشاف والمغامرات للمريخ والذي حدث عام 1980.
دراما المريخ
وبصفة عامة، أنتجت السينما العالمية نحو 40 فيلماً عن كوكب المريخ بدأتها منذ وقت مبكر بعد أن استهوى الكوكب الأحمر المبدعين وأطلق المجال لخيالهم الذي أصبح حقيقة بهبوط مسبار الأمل الإماراتي عليه.
وبدأ اهتمام السينما العالمية بذلك الكوكب بفيلم A Trip to Mars أو رحلة إلى المريخ الذي عرض في 1910، وهو فيلم قصير مدته 4 دقائق يحكي قصة أستاذ فضاء يستخدم مسحوقاً ضد الجاذبية للطفو والتحليق إلى كوكب المريخ، حيث يواجه هناك مخلوقات عملاقة وأشجاراً عدوانية. ثم ترسله تلك الكائنات إلى الأرض مرة ثانية، ولكن المسحوق ينفذ ويتسرب، ويطير المختبر بأكمله في السماء.
تنبؤات سينمائية
وعلى مدى التاريخ نجحت أفلام الخيال العلمي في التنبؤ بأشياء وأجهزة تحققت بعدها بالفعل مثل A Space Odyssey في عام 1968 الذي تنبأ باختراع الآيباد، وفي هذا الفيلم أيضاً كان الطاقم يتناول الطعام في أنبوب مثل معجون الأسنان، وهو ما يفعله رواد الفضاء الآن.
وهناك أيضاً فيلم حرب النجوم أو Star Wars عام 1977 الذي تنبأ بتقنية الهولوغرام التي استخدمت لتنظيم حفلات لنجوم رحلوا مثل أم كلثوم في العالم العربي.
وهناك أيضاً فيلم The Terminator عام 1984 الذي تنبأ باختراع الطائرات المسيرة الدرونز واستخدامها في القتل والتدمير.  

قد يهمك ايضاً :

ممثلون في هوليوود يحتفلون بعيد ميلاد الرئيس التركي أردوغان

"نتفليكس" تستقطب نجوم هوليوود في 2021