مسرحيون إماراتيين

توافقت آراء مسرحيين إماراتيين على أن المسرح العربي عامة والإماراتي بصورة خاصة يعاني من عدم وجود جمهور يقف خلفه يطالب بعودته، مستشهدين على ذلك بعودة معظم الأنشطة الرياضية والفنية التي تمتلك جماهيرية للعمل مرة أخرى بعد التوقف بسبب جائحة كورونا. وأكد مسرحيون، خلال أعمال ملتقى المسرح المحلي الذي نظمته جمعية المسرحيين بالشارقة، أن عدم وجود جمهور للمسرح، يحتم عليهم تغيير النظرة إلى المسرح، عبر الاهتمام بالأعمال الجماهيرية، ومحاولة استقطاب الجمهور المواطن والمقيم إلى المسرح المحلي، بتقديم مسرحيات تجد صدى لدى الناس، والعمل على الترويج لهذه الأعمال.
ووصف مشاركون العروض المسرحية التي تقدم للأطفال، على خشبات معظم المسارح في الإمارات، بالمرتبكة التي تعاني غياب تناغم مكملات العرض مع أداء الممثل والرؤية الإخراجية التي اختارها المخرج.
أزمة عربية
دعا الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، المسرحيين العرب إلى تغيير بوصلة تفكيرهم، مؤكداً أن المسرح يجب أن يكون جماهيرياً، وهذا ما أثبتته أزمة كورونا الأخيرة، مشيراً إلى أن الأزمة أثّرت على المسرح العربي ككل، حيث توقفت الحياة المسرحية حتى هذه اللحظة، رغم عودة بعض الأنشطة الأخرى مثل كرة القدم أو حتى دور العرض السينمائية؛ لأن المسرح لا يمتلك جمهوراً يدافع عنه أو يطالب بعودته.
ولفت إلى أن صاحب القرار في الوطن العربي لم يقتنع بفكرة عودة المسرح لعدم وجود مناداة من قبل الجمهور بعودته، وهذا يطرح سؤالنا ماذا قدمنا خلال السنوات الماضية لكسب الجمهور؟ وأين جمهور المسرح الحقيقي؟

فرق للمهرجانات
يتأسف رئيس اللجنة الثقافية وعضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين الفنان مرعي الحليان، على أنه لاحظ وآخرون خلال الفترة الماضية عدم وجود جمهور لكل فرقة على الأقل، متهماً مجالس إدارات الفرق المسرحية بعدم العمل على إيجاد جمهور للمسرح، مشيراً إلى أنه لدينا أكثر من 30 عرضاً مسرحياً إماراتياً سنوياً، لكن لا أحد في الشارع أو جمهور السوشيال ميديا يعرف عنها شيئاً.
وأشار إلى أن الكثير من مجالس إدارات الفرق تعتمد اعتماداً كبيراً على المشاركة في المهرجانات، وكأن المسرح أصبح مقتصراً فقط على المهرجانات وأخذ الدعم المادي في أثناء المهرجان، ونسوا أن المسرح هو المرآة الحقيقية للمجتمع، وأنه من يناقش هموم ومشاكل وأفراح الناس في الشارع، ودعا إدارات الفرق إلى تغيير أسلوب تفكيرها، والعمل على استمرارية العروض طوال العام، وإيجاد حلول لاستقطاب الجمهور.
ارتباك واضح
شخَّص الفنان إبراهيم سالم، العلة التي تعتري معظم العروض المسرحية في الإمارات والتي تقدم للأطفال، مؤكداً أنها تعاني من ارتباك واضح في مسألة تناغم مكملات العرض مع أداء الممثل والرؤية الإخراجية التي اختارها المخرج.
وأشار إلى أننا نجد العرض مبهراً أيام التمارين، كونه يعتمد على النص والرؤية الإخراجية والممثل، مشيراً إلى أنه حينما ينتقل العرض إلى الخشبة ليقدم للجمهور يظهر الخلل الواضح في تعامل الممثلين مع أدوات العرض، فينبهر الجمهور بالصورة في البداية ثم سرعان ما يبدأ التململ ومغادرة قاعة العرض بعد فترة وجيزة.
وأكد أن المحتوى وما يحويه من أفكار ورسائل إنسانية، والإبهار الذي يريد المخرج الوصول إليه من خلال العرض، لن يكون لهما أي معنى إن لم يكن هناك اشتغال كبير على إكسسوارات وتقنيات العرض قبل فترة ليست بالقصيرة، من أجل الذهاب بالعرض بعيداً والدخول إلى مسارات التميز.
وأوضح أن توصيات لجان التحكيم في المهرجانات المخصصة لمسرح الطفل، تركز على الخلل ذاته، ولا يكاد يخلو تقرير اللجان منها، وهو الاستسهال في التعاطي مع مسرح الطفل، وعدم جاهزية العروض لعدم وجود إعداد مبكر للعرض، ما يؤدي إلى تواضع مستواها، والأهم من ذلك تؤكد اللجان في تقاريرها على ضعف توظيف التقنيات والمكملات المسرحية التي تضفي على العروض جماليات بصرية من مفردات السينوغرافيا.

فهم خاطئ
أكد الفنان عبدالله صالح أن الفهم الخاطئ لماهية المسرح الجماهيري ودوره في تنمية المجتمع، أحد أهم الأسباب التي شوهت صورة المسرح الجماهيري، واختصرت أهدافه في جعله أداة تستجدي الضحك من المتفرجين لا أكثر، بأي شكلٍ وأي مضمون.
وشدد على أن الفهم الخاطئ للمسرح الجاد أو النخبوي هو ما أدى إلى تلك القطيعة بين المسرح والجمهور، فكل عرض مسرحي هو عرض جماهيري، وكل المحاولات التي جرت في تقسيم وتصنيف العروض المسرحية بين جماهير أو غيرها لم تأتِ بالنتائج المرضية.
وأشار إلى أننا لم نبنِ جمهوراً خاصاً وجيداً يستوعب عروضنا، كما أن العروض تأثرت بحالة قلة الجمهور لأن مسرحياتنا تأخذ مواضيعها من المسرح العالمي، وهنا لا يجد الجمهور نفسه فيها فيغادرها أو يقاطعها ويلجأ إلى المسرحيات والعروض القريبة من توجهاته وتطلعاته.

قد يهمك ايضا:

الكينج "منير" يكشف سبب إلغاء حفلته الغنائية في دار الأوبرا المصرية

دار الأوبرا المصرية تستأنف أنشطتها "بعد" كورونا