القاهرة - عمان اليوم
قالت الفنانة المصرية عفاف شعيب إنّها تنتظر بشغف عرض مسرحية «هولاكو» التي تعيدها مجدداً إلى المسرح القومي الذي شهد بداياتها الفنية، نافية في حوارها مع «الشرق الأوسط» ما تردد عن ترشحها لمنصب نقيب الممثلين في الانتخابات المقبلة، مشيرة إلى اهتمامها بقضية تشغيل النجوم الكبار وعدالة توزيع الأدوار والأجور، التي تؤكد ضرورة تصدي النقابة لها حماية لأعضائها، ولفتت إلى اعتزازها بتقديم أعمال «محترمة» تفيد المجتمع.
في البداية، تقول عفاف شعيب إنّها تحمست للعودة للمسرح من خلال عرض «هولاكو»: «أراه عملاً عالمياً، ونصاً رائعاً للشاعر فاروق جويدة، قدم من خلاله المخرج الكبير جلال الشرقاوي خلاصة خبرته في المسرح، حيث يتناول العروض أحداثاً تاريخية في زمن الخلافة العباسية، وسقوط بغداد في أيدي هولاكو، وأجسد شخصية عائشة زوجة الخليفة المعتصم، ومعي عدد من الممثلين الأساتذة منهم أشرف عبد الغفور، وأيمن الشيوي، وشباب المسرح القومي، وقد أجرينا بروفات على مدى ستة أشهر، كما أجرينا البروفة (الجنرال) التي تسبق العرض، وكان من المفترض أن يرفع عنها الستار في العام الماضي، لكن جاءت (كورونا) فأوقفت كل شيء، ومع عودة الحياة للمسرح أعادوا عرض مسرحية أخرى، ولا نعرف حتى اللحظة موعد عرضها».
وتعبر عفاف شعيب عن اشتياقها للمسرح قائلة: «درست التمثيل بمعهد الفنون المسرحية وقدمت في بداياتي عروضاً عدة بالمسرح القومي، على غرار (ابن البلد) التي نجحت نجاحاً كبيراً، كما قدمت عروضاً في القطاع الخاص، منها (كلام رجالة)، (هارد لك يا صاحبي)، (مين يعاند ست) التي سافرنا بها للعرض في كل من تونس والأردن والكويت، ورغم أنّ العمل المسرحي مجهد جداً لكنه يجدد حياة الفنان عبر لقاء مباشر مع الجمهور، وأعتبر الوقوف على المسرح بمثابة امتحان يومي للممثل نتيجته سريعة».
ولعفاف شعيب حكاية مع أعمال قدمتها الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، فقد لعبت بطولة مسلسل «أفواه وأرانب» وأدت الشخصية التي جسدتها فاتن حمامة في الفيلم السينمائي، وتقول عن ذلك: «كانت فاتن قد قامت ببطولته كمسلسل إذاعي ثم رأى المخرج الراحل حسين كمال أن يقدمه في عمل تلفزيوني عام 1978. واختارني لبطولته وكنت في بداياتي، ولاقى العمل عند عرضه نجاحاً كبيراً ثم صدر قرار بوقف عرض الحلقات في التلفزيون المصري، بينما تواصل عرضه بنجاح في محطات عربية، واكتشفنا أنّ توقفه تم لصالح الفيلم الذي صورته فاتن، ومعنى ذلك أنّ المسلسل سبق الفيلم زمنياً» بعدها بسنوات تكرر لقاؤها مع أعمال فاتن من خلال فيلم «دعاء الكروان» الذي أعيد تقديمه كمسلسل لتجسد شخصية «آمنة»، لكنها تؤكد: «نجاح الفيلم فاق المسلسل بمراحل، وكنت متخوفة منذ ذلك في البداية، وسألت المخرج: (هل تجرؤ ممثلة أن تعيد هذا الدور بعد فاتن)، فأقنعني أن المعالجة مختلفة، ووجدت فيه ممثلين كبار كعايدة عبد العزيز وسوسن بدر وحاتم ذو الفقار، لكن المسلسل لم ينجح، ولم يكن بمستوى الفيلم، لكن عندما عرض مسلسل (الشهد والدموع) اتصلت النجمة الكبيرة فاتن بالمؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة، وقالت له: (عفاف شعيب ممثلة عملاقة، لو كانت في عصرنا لأصبح لها شأن كبير)، وهو الأمر الذي أسعدني كثيراً».
ومن الأدوار المهمة في مسيرة عفاف شعيب دور «شريفة» في مسلسل «رأفت الهجان»، الذي اعتذرت عنه في البداية، ثم حققت من خلاله نجاحاً كبيراً: «اعتذرت في البداية لأن الدور كان صغيراً فكنت أشارك في سبع حلقات لأقول في كل حلقة جملة حوار أو اثنتين، بعد تقديمي أدوار البطولة، لكن المؤلف الراحل صالح مرسي قال لي: قدميه وإلا ستندمين، وبالفعل صورته وفوجئت برد فعل واسع عليه، الناس كانت مبهورة بالعمل، وأثنوا على دور شقيقة رأفت الهجان الذي قدمته، وقدمنا من خلاله صورة رائعة عن علاقة الأشقاء، وفي كل بلد زرته بعد عرضه كنت أجد من يقول لي: (لقد أعدت علاقتي بشقيقي بعدما شاهدتك في رأفت الهجان)، مما أسعدني كثيراً لأنّه من المهم تقديم فن يرتقي بالناس ويكون قدوة لهم، من خلال دراما تفيد المجتمع ولا تضيعه، وآمنت بعد هذا العمل بأنه لا يوجد دور كبير ودور صغير، المهم مدى تأثيره في الجمهور».
وبشأن ما تردد عن ترشحها لمقعد نقيب الممثلين في الانتخابات المقبلة، تقول: «بعض الزملاء طالبوني بذلك لكنني أحب خدمة زملائي بعيداً عن أي مناصب، ويشهد الله أنه لم يحدث أن طلبت شيئاً من أشرف زكي إلا ونفذه، فهو لا يتوانى عن مساعدة زملائه كباراً كانوا أو صغاراً لكن مشكلة التشغيل موجعة، ولا بد من حلها».
ولعبت عفاف شعيب بطولة عدد كبير من أفلام السينما منها «خدعتني امرأة»، و«انتحار مدرس ثانوي»، « ضد الحكومة»، وغيرها، لكنها ليست بالقدر الذي قدمته من خلال المسلسلات، مؤكدة: «أحببت الدراما التلفزيونية أكثر وكنت أرفض أفلاماً عديدة ولا أقبل تقديم مشاهد لا تليق بي، بل حرصت على تقديم أعمال محترمة لا أشعر بالخجل منها».
وعن اعتزالها الفن في مرحلة سابقة، كما تردد إعلامياً: تؤكد: «لم أعتزل التمثيل في أي وقت والحكاية أن والدتي رحمها الله مرضت وسافرنا معاً إلى شقيقي المقيم في الولايات المتحدة الأميركية لعلاجها، وظللت هناك ثلاث سنوات، وقبل سفري كنت قد ارتديت الحجاب لكنني لم أعلن اعتزالي، والحقيقة أنني في لحظة مضيئة بحياتي قررت ارتداء الحجاب وأن أستمر في تقديم أعمال فنية تفيد الناس، كان ذلك منذ 29 عاماً ولم يتزعزع إيماني بهذا القرار لأنني مؤمنة بأن الرزق من الرزاق».
وتقول عفاف شعيب: «أذكر أنني ذهبت للشيخ الشعراوي رحمه الله برفقة السيدة ياسمين الخيام ذات مرة، وقال لي: لا مانع من ظهورك بحجابك في الأعمال الفنية، مثلما ظهرت في مسلسل (الشهد والدموع) وتقدمين نماذج إيجابية، وسبحان الله قدمت أعمالاً أعتز بها قبل وبعد الحجاب مثل (محمد رسول الله، وأبو عبيدة بن الجراح، والقضاء في الإسلام)، وأعمالاً اجتماعية تبث القيم للناس».
قد يهمك ايضًا: