القاهرة ـ عمان اليوم
بكلمات من رصاص، تحطمت مشاعر نجوم الوسط الفني، خلال الفترة الأخيرة، بعد تعرضهم للتنمر عن طريق قلة من الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتبرز تلك الوقائع ظاهرة سلبية يزداد انتشارها بمرور الوقت.وشملت قائمة المتعرضين للتنمر كثير من الفنانين، وعلى رأسهم الممثلة المصرية، يسرا اللوزي، بعدما علق أحد متابعيها على صورة تجمعها بابنتها، من ذوي الهمم، واصفا إياها بـ"أم الطرشة"، هذا ما قابلته الفنانة المصرية بسطور تحكي ما تعلمته خلال رحلتها لتربية بنت من ضعاف السمع.
كما تفاجئت الفنانة المصرية سوسن بدر، بتعليقٍ صادم من أحد متابعيها، يتمنى موتها على منشور تنعي فيه المخرج السوري حاتم علي، لترد بدر "الموت رحمة ولطف من ربنا سبحانه للطيبين، لأنهم بيتمنوا لقائه أشكرك على دعائك".
وتعددت حوادث التنمر الشبيهة لواقعتي اللوزي وبدر، ليبقى السؤال "ما الذي يدفع الجمهور لمهاجمة النجوم عبر منصات التواصل الاجتماعي؟"
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي
ومن جانبه، يقول الناقد الفني، طارق الشناوي، إن مواقع التواصل الاجتماعي، قللت المسافة بين الفنانين والجمهور، فبعدما كان متابعة النجوم مقتصرة على مشاهدتهم فقط في اللقاءات التلفزيونية والحوارات الصحفية، توفرت الآن القدرة لدى الجماهير لمعرفة تفاصيل حياة نجومهم المفضلين اليومية لحظة بلحظة.
وأضاف لموقع سكاي نيوز عربية: "سهلت مواقع التواصل لبعض مستخدميها التعبير عن الكراهية المدفونة داخل قلوبهم، ولا يستطيعون إظهارها على أرض الواقع، فيقوم البعض بعمل حسابات مزيفة، يمارس من خلالها التنمر على الشخصيات العامة".
وأشار الشناوي إلى دور الإعلام في انتشار خطابات الكراهية الموجودة على "التواصل الاجتماعي"، حيث تسمح عديد من البرامج التلفزيونية لضيوفها، بمهاجمة الآخرين بصورة غير لائقة، طمعا في زيادة نسب المشاهدات، دون النظر إلى ميثاق الشرف الخاص بالمهنة وأدبياتها، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، أوضح الناقد المصري أن انسياق بعض الفنانين للرد على المتنمرين بنفس الطريقة، لا يحد من ظاهرة بل يزيد انتشارها، مشيدا بردود الفنانتين سوسن بدر ويسرا اللوزي في الفترة الأخيرة.
كما أكد الشناوي أن الفنان يجب أن يكون قدوة للجمهور، فكما يشكل وجدانهم بأعماله، يمكنه أن يرتقي بسلوكهم بأفعاله خارج الشاشات.
وختم: "للأسف ما يتعرض له الفنانون من الجمهور، جزء منه يكون بمثابة ضريبة لكونهم شخصيات عامة، فكما يتلقون الإشادة، بالطبع سيتلقون السباب، لكن لا يمكن اعتبار ذلك مبررا للجمهور للتنمر على نجوم الوسط الفني، خاصة أن هناك فرق واضح بين الانتقاد والهجوم".
ولتحليل تلك الظاهرة بشكل علمي، تقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، نوران فؤاد، إن تعرض الفنانين للتنمر على يد جمهورهم، ظاهرة شكلتها عديد من الأسباب بعضها يرجع إلى الجمهور والآخر يعود إلى الفنانين.
وأضافت: "العلاقة بين الجمهور والفنان معقدة، لكن تغيير الجانب السلبي لدى أفراد الوسط الفني أيسر من تغيير سلوكيات الجمهور، لذا أرى أن الخطوة الأمثل حاليا للقضاء على تلك الظاهرة، في يد الفنانين قبل الجماهير".
كما أوضحت فؤاد، لموقع سكاي نيوز عربية، أن السبب الرئيسي للحوادث الأخيرة، يعود إلى اتساع المسافة الإنسانية بين الفنانين والجمهور، حيث أصبح المشاهد العادي يشعر أن الفنان لا يشبهه، ولا يتأثر بالظروف المجتمعية التي يمر بها، وكأنه يعيش في بلد آخر، غير التي يقدم بها أعماله، على حد تعبيرها.
وتحكي فؤاد أن الأجيال الفنية السابقة للجيل الحالي، كانت أكثر اتصالا بالجمهور، فكانت الجماهير تعتبر الفنانين جزءًا لا ينفصل عنهم.
كما ترى فؤاد أن مبالغة الفنانين حاليا في إظهار ثرائهم وممتلكاتهم الشخصية باهظة الثمن، عبر منصات التواصل الاجتماعي، يزيد المسافة بين الجمهور وأصحاب الأعمال الفنية، مؤكدة أن طبيعة عمل الفنانين تحتم عليهم السيطرة على أفعالهم، حيث لا يفصل الجمهور بشكل تلقائي بين حياتهم الشخصية وأعمالهم الفنية.
وقد يهمك أيضًا: