فشل فحوصات الأشعة في اكتشاف العيوب الخلقية

حذر مجموعة من الخبراء، من أن واحدة من كل ثلاثة نساء حوامل، لا سيما الحوامل للمرة الأولى،  تُعاني من القلق أثناء انتظار نتائج الكشف بالأشعة فوق الصوتية، هو ما يُمكن أن يؤذي أطفالهن، الذين لم يولدوا بعد. وتنصح المبادئ التوجيهية في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بإجراء الكشف بالأشعة فوق الصوتية في الأسبوع الثاني عشر أو العشرين من الحمل، وذلك لمتابعة تطور الطفل، إلا أن دراسة جديدة في إنجلترا تظهر أن ما يقرب من ثلث الحوامل لأول مرة يدفعون المال لإجراء جلسات كشف خاصة إضافية بسبب القلق على صحة أطفالهن.

وشدد الخبراء على أن الإفراط في التعرض لموجات الراديو قد يكون ضارًا بالجنين، ولا يخفى ضرر الأشعة فوق الصوتية على الأطفال قبل الولادة، ويُطلب من أطباء التوليد شرح ذلك للأمهات الحوامل، ولكن على الرغم من ذلك فإن معدل إجراء تلك الفحوصات آخذ في الارتفاع.

وقد أجرى موقع "تشانيل موم"، وهو موقع يهتم بما يتعلق بتربية الأطفال، استطلاعًا للرأي على 2000 أم، وكشف أن ثلث الحوامل للمرة الأولى يقمنّ بفحوصات الأشعة قلقًا على صحة أطفالهن، بالإضافة إلى أن هؤلاء الأمهات قد اعترفن بأنهن يقمن الفحص لأنهم يردن الاطمئنان على طفلهم فحسب، دون وجود سبب طبي مُحدد.

وكشفت الدراسة أن واحدة من كل خمسة منهن "نحو 20 في المائة من النساء في المملكة"، تدفع أمولًا لإجراء فحصين، في حين يدفع 18 في المئة منهن لإجراء ثلاثة فحوصات أو أكثر، وقد أقرت واحدة من كل 50 أنها أجرت تسعة أو عشرة  فحوصات إضافية خلال فترة الحمل، أي أكثر من فحص واحد شهريًا.

وتكلف تلك الفحوصات مجتمعة ملايين الجنيهات، ولا يوجد لها أي سبب طبي، وتتراوح أسعار جلسات الكشف الخاصة ما بين 35 إلى 1000 جنيه إسترليني، وتقدم العيادات تخفيضات لجذب عملاء إضافيين، فيما تكلف إجراءات المسح الخاصة 42 مليون جنيه إسترليني "54 مليون دولار أميركي" سنويًا، وهو ما يكفي لتمويل 1620 قابلة من ذوي الخبرة في دائرة الصحة الوطنية.

وما يدعو للقلق أنَّ بعض العيادات تقدم فحصًا لمدة تزيد عن 30 دقيقة، وهو ما يتعارض مع النصائح الطبية، في حين أن بعض العيادات الأخرى توظف أخصائيين غير معترف بهم، وهم غير قادرين على تقديم تشخيص دقيق أو تقديم الدعم إذا كانت هناك مشكلة، وهناك تقارير تُفيد بوجود شركات تجري الفحص في منازل النساء وليس في العيادة، بالإضافة إلى تشخيص النساء على نحو خاطئ، حيث يخبرنَّ أن الجنين يتمتع بصحة جيدة بينما يكون الحمل على خلاف ذلك.

وأكدت ميرفي جوكينن، المستشار المتخصص في الممارسة والمعايير في الكلية الملكية للقابلات، "نصيحة المعهد الوطني للصحة والتميز السريري هي  إجراء فحص مبكر بالأشعة فوق الصوتية، ومن ثم يتم إجراء فحص المسح الضوئي للحالات الشاذة في الأسبوع الثامن عشر أو العشرين من الحمل، وهذه هي التوصيات المستندة على  البحوث المتاحة، ويؤخذ في عين الاعتبار أضرار وفوائد المسح الضوئي".

وأضافت جوكينن، أنه في حالة وجود فحوصات إضافية ينبغي أن يكون هناك حاجة طبية لها لتخدم احتياجات المرأة وطفلها، وأنه من المثير للقلق أن تكون النساء بحاجة إلى فحوصات إضافية لتطمئن على حملها، وقد يعكس ذلك حاجة المرأة إلى المزيد من الثقة في حملها، وهذا النوع من الطمأنينة والدعم هو ما توفره القابلة، متابعة أن القلق الناتج عن الاتكال على التكنولوجيا يمكن أن يؤثر على الحامل، مسببًا الشعور بالضغط والقلق.

وواصلت المستشارة، أنه على الرغم من أن الأمواج فوق الصوتية تعتبر آمنة عند استخدامها بشكل مناسب، إلا أنها يمكن أن تفشل في اكتشاف العيوب الخلقية، أو تتسبب في تشخيص خاطئ.