لندن - عمان اليوم
كشفت دراسة حديثة أنه يمكن تجنيب آلاف النساء اللائي يخضعن لجراحة سرطان الثدي، عمليات متكررة، وذلك بفضل "بذرة" مغناطيسية صغيرة تزرع داخل الورم، ويعمل هذا الجهاز، الذي يقل حجمه عن حبة الأرز، كعلامة تساعد في توجيه الأطباء إلى الكتل داخل الثدي التي لا يمكن الشعور بها أو رؤيتها بطريقة أخرى.
وتحتاج النساء اللائي يخضعن لجراحة سرطان الثدي، في الوقت الحالي، بنسبة 25%، لإجراء جراحة ثانية، ويعد ذلك ضروريا في حال عدم استئصال الورم بشكل كامل في الجراحة الأولى، لكن 6% فقط من المرضى الذين زرع لديهم جهاز Magseed الصغير، احتاجوا إلى جراحة ثانية، لأنه ساعد على تحسين الدقة أثناء العملية الأولى.
ووقع ابتكار هذه التقنية لتحل محل الطرق التقليدية المستخدمة منذ سبعينات القرن الماضي، والتي تتضمن إدخال سلك فولاذي "يربط" بالورم في صباح يوم الجراحة، وهذا الإجراء غير مريح ومجهد بالنسبة للمرضى لأن السلك يبرز من الثدي، ويتم إزاحته بسهولة، أي أنه يمكن أن يتحرك بضع سنتيمترات بعيدا عن الورم قبل إجراء الجراحة، وبالتالي يمكن أن يغفل الأطباء عن عدد من الأنسجة السرطانية، ما يتطلب إجراء جراحة ثانية لإزالتها بالكامل.
وفي المقابل، فإن Magseed لا يتحرك على الإطلاق، كما يقول الجراح جيمس هارفي، بمستشفى جامعة ساوث مانشستر التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية: "Magseed بالتأكيد يجعل الأمر أكثر دقة، لذلك يمكن للجراح أن يكون واثقا من أنه في المكان المناسب، وهذا أقل إرهاقا للمرضى، وأقل إجهادا لفريق العمليات في يوم الجراحة".
ويعتمد جهاز Magseed الآن في 28 مستشفى في المملكة المتحدة، فيما يقوم 15 مستشفى آخر بتقييم أدائه، وتعمل التقنية الجديدة عن طريق وضع المريض تحت تأثير المخدر الموضعي باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الماموغرام، ثم يقع إدخال Magseed (بحجم 5 مم) المصنوع من الصلب الطبي، من خلال إبرة طويلة.
وأثناء العملية اللاحقة لإزالة الورم، يستخدم الجراح مسبارا يسمى Sentimag، والذي يصدر مجالا مغناطيسيا وصوتا عالي النغمة عندما يقترب من "البذرة"، وعلى خلاف تقنية أسلاك يوم الجراحة، فإن التقنية الجديدة تخفض من جود ندبات في الصدر، وتكون هناك فتحة صغيرة فقط تحت الذراع حيث يتم إزالة الغدد الليمفاوية.
قد يهمك ايضًا:
إصابة ثانية بـ"كورونا الجديد" في إسبانيا
"الصحة" تتابع الجهود المبذولة للتصدي لفيروس "كورونا"