القاهرة - عمان اليوم
يعمل الماء كمواد تشحيم ومذيب وممتص للصدمات ومادة بناء للحفاظ على صحة جميع أعضاء الجسم وتشغيل أنظمته بسلاسة، وفقًا لبحث نُشر في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية، لكن هل درجة حرارة ذلك الماء تحدث أي فرق؟وتتمثل إحدى "الاختراقات الصحية" الشائعة في أن تبدأ يومك بكوب ساخن من الماء، بأنه يمكن أن يكون له فوائد متزايدة تتجاوز شرب الماء العادي بدرجة حرارة الغرفة، بحسب تقرير لموقع The Healthy الأميركي.
تقول الدكتورة سيميو لي ساويروين الأستاذ المساعد في قسم طب الطوارئ في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو الأميركية إن شرب المياه العذبة العادية هو أحد أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها من أجل تعزيز الصحة. وعلى الرغم من أنه لا يوجد الكثير من الأبحاث في هذا الصدد، لكن أي شيء يدفع الناس إلى شرب المزيد من الماء يعد أمرًا جيدًا وقد يوفر الماء الساخن بعض التعزيز الإضافي للصحة والرفاهية، حسبما يقول أوميد مهدي زاده، طبيب الأنف والأذن والحنجرة وأخصائي الحنجرة في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا، بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
تشير الدكتورة لي-سويروين إلى إن البقاء رطبًا أمر جيد ولكن لا يفضل المبالغة فيه، قائلة: "اشرب حتى تروي مستوى عطشك فحسب، إذ أن الإفراط في الترطيب بالماء يمكن أن يؤدي إلى نقص صوديوم الدم، وهو اختلال خطير يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب ومشاكل أخرى".
يضيف الدكتور مهدي زاده إنه من المهم أيضًا أن تكون درجة السخونة معتدلة، فقد حددت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن شرب المشروبات الساخنة جدًا -التي تزيد عن 65 درجة مئوية- ربما تكون مادة مسرطنة للإنسان وقد ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء.
يقول الدكتور مهدي زاده إن استهلاك الماء الساخن وحده لن يجعلك تفقد الوزن، لكنه يمكن أن يزيد من شعور الشبع، مما يساعد على الشعور بالشبع أكثر وبالتالي تأكل أقل. بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الجسم استخدام طاقة إضافية لتبريد السوائل الساخنة أو تسخين السوائل الباردة، مما يساعد على حرق عدد قليل من السعرات الحرارية الزائدة.تضيف الدكتورة لي-سويروين أن الماء الساخن -ربما مع عصير بعض الليمون- يمكن أن يكون أداة جيدة لفقدان الوزن إذا كنت تستخدمه لاستبدال مشروب الصباح الساخن ذي السعرات الحرارية، مثل القهوة بالسكر أو الشاي مع الكريمة.
يبحث الجميع عن علاجات منزلية لحالة انسداد الأنف، لذا عليك بتجربة شرب الماء الساخن، يقول الدكتور مهدي زاده: "ينتج الجسم لترات من المخاط كل يوم ويمكن أن تؤدي إفرازات الأنف الجافة إلى الشعور بالاحتقان".وتضيف لي سويروين إن البخار الناتج عن الماء الساخن يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف الاحتقان وفتح الجيوب الأنفية، وللحصول على أقصى تأثير، جرب استنشاق البخار قبل شربه".
تشير أخصائية أمراض اللثة والتغذية، ساندا مولدوفان، إلى أن الماء الدافئ يعد خيارا أفضل للأسنان وترميم الأسنان، ويتم امتصاصه بسهولة أكبر، قائلة: "تتقلص بعض مواد الحشو البيضاء استجابةً للماء البارد، مما يتسبب في انكسار الحشوات عن الأسنان". ويجب التأكد من أن الماء ليس ساخنًا جدًا، إذ يمكن أن تكون أي درجة الحرارة الشديدة ضارة بالأسنان.
يقول الدكتور مهدي زاده إن شرب الماء الساخن يزيد من حركية المريء مما يساعد في حل بعض مشاكل الجهاز الهضمي، مثل الشعور بأن الطعام عالق في الحلق. ويضيف إنه في حين أن الماء هو مادة تشحيم رائعة للجهاز الهضمي بأكمله وهو ضروري للمساعدة في امتصاص العناصر الغذائية، فإن درجة الحرارة لن تكون مهمة بعد أن تصل الماء إلى معدتك لأن الجسم سيبردها إلى نفس درجة حرارة باقي الجسم.
يزيد شرب الماء الساخن درجة حرارة الجسم الأساسية، مما يحفز عملية التعرق، وهي إحدى الطرق التي يتخلص بها الجسم من السموم. ويعتبر الماء مهما أيضًا لوظائف الكلى والكبد، وهما الأعضاء الرئيسية التي يستخدمها الجسم للتخلص من الفضلات من الجسم.
تقول لي سويروين: "أوصي أيضًا بشرب الماء الدافئ كوسيلة لتقليل الآثار السامة لمخلفات الكحول"، مضيفة أن "الكحول يسبب الجفاف ويمكن أن يساعد زيادة تناول الماء في تقليل أعراض مثل الصداع". يشير الدكتور مهدي زاده إن شرب الماء الساخن يمكن أن يحسن الدورة الدموية في بعض الحالات، قائلا إن: "الجفاف هو أحد أسباب انخفاض حجم الدم وانخفاض ضغط الدم، وشرب الماء سيحسن ذلك".
ويعني ضغط الدم الصحي انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.يقول الدكتور مهدي زاده إن الإمساك يحدث عندما تكون حركة الأمعاء قليلة أو منعدمة ويكون السبب الشائع هو الجفاف. لذلك بدأت كل يوم بشرب الماء الدافئ، قبل تناول أي شيء، فقد يساعد ذلك في تحفيز حركة الأمعاء، ويضيف مهدي: "قد يساعد هذا في تحسين حركة المعدة وتحريك الأشياء داخل الجهاز الهضمي".
قد يهمك أيضَا :