لندن ـ ماريا طبراني
يعتبر السفر بهدف السياحية أحد أهم الأسباب التي تدفع الملايين من الناس لمغادرة بلدانهم طلباً للاستجمام، والابتعاد عن روتين الحياة اليومية، بالإضافة إلى قضاء أوقات ممتعة برفقة من يحبون. وعادة ما يرغب السياح في قضاء أوقاتهم في أحضان الطبيعة، أو التجوال في الأسواق ومواقع المدن الأثرية بهدف التبضع والتعرف على ثقافة البلاد.
وبهذا الخصوص، أوردت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرًا عن جيبوتي كأحد أفضل وجهات سياحية لعام 2018، وأشارت إلى أن جيبوتي التي تقع في منطقة القرن الأفريقي، وتعتبر وجهة سياحية مثالية للأشخاص الذين يفضلون البلدان غير المكتظة بالسياح، بسبب عدم شهرتها السياحية على المستوى العالمي. وتتميز جيبوتي باحتوائها على تشكيلات بركانية مدهشة وبعض الشواطئ الجميلة، بالإضافة إلى بحيرة "آسال" التي تعتبر أكثر المجسمات المائية ملوحة في العالم.
وتقدم شيئًا مختلفًا تماما، جيولوجيا مذهلة، وقد أشاد الكتاب بالمنطقة الحاصلة على المركز الأول "بلفاست وساحل كوسيواي" 'لأحيائها النابضة بالحيوية'، و"ميدان تايتانيك المميز" و'الجمال الخالد' لكوسيواي، وفازت "ألاسكا" بالمركز الثاني لـ "خلط الحياة البرية الرائعة مع روح الانطلاق والتمتع في الهواء الطلق"، وعلى قائمة أفضل 10 مدن، تأتي إشبيلية في المركز الأول لتحولها من "مدينة حضرية مزدحمة بالمرور تتجاهل أمجادها التاريخية" إلى "مدينة الدراجات والترام الحريصة على تنشيط ماضيها".
وقد يثير اختيار دويترويت مفأجاة الكثيرين لأنها عادة ما ترتبط بارتفاع معدل الجريمة ولكن التقرير يصر على أنه "بعد عقود من الإهمال، ديترويت تعود للصورة من جديد"، ويشيد الكتاب بتحويلها المباني المهجورة إلى "مصانع تقطير ومحلات دراجات ومعارض"، وبالأشغال العامة مثل ملعب الهوكي وكرة السلة. ووفقا للونلي بلانت: "تحديد الوجهات الأفضل في العالم سنويا عملية تتم بالكثير من العمل، إذ يقدم الكتاب والمسافرين الخبراء في لونلي بلانت مئات الاقتراحات عن الوجهات التي لا ينبغي تفويتها من الأماكن التي زاروها خلال العام الماضي، ثم يختار هذه الأماكن فريق من خبراء السفر الذين يضعون في الاعتبار معايير الوضع الحالي، والإثارة، والمميزات المبهرة لاتخاذ قرار حول الأماكن التي يجب تضمينها في كتاب السفر الأكثر مبيعًا".
ومن بين الواجهات التي تضمنها الكتاب والتي أشار إليها في دولة جيبوتي هي مدينة "تاجورة" حيث أنها واحدة من أقدم المدن على الساحل الشرقي لأفريقيا وتعود على الأقل إلى القرن 1٢ . وعندما كانت تحكم بواسطة السلطان كانت تاجورة تعد من اهم المواني ، فقد كان لديها ميناء كبير للبضائع بين جيبوتي و اثيوبيا و بما في ذلك تجارة الرقيق قديما . و غالبا ما يطلق عليها مدينة الابيض بسبب العديد من المنازل البيضاء الجميلة في المدينة و يكون من الممتع التجول في ارجاء المدينة حيث هناك العديد من الاطلالات الرائعة علي الواجهة البحرية.
كما انه يوجد العديد من المساجد اللطيفة فإن محبي الراحة والاستجمام سوف يستمتعون بتقضية أجمل وأروع الأوقات في تاجورة أكثر من القضاء في أي مكان بجيبوتي كلها لكونها اكثر هدوءًا وأقل فوضوية. كما أنه من الرائع مشاهدة جبال جودا الخصبة التي يبلغ ارتفاعها إلى ١٣٠٠ متر وهي تحيط بخليج تاجورة . فخليج تاجورة يعتبر من أفضل الأماكن المثالية للغطس والغوص مع أسماك الحوت . كما تعتبر بلدتي ابوك و تاجورة حيث أنك سوف تستمتع بافاق البحر الجميلة والسبع مساجد الوطنيين الموجودين بها لذلك تعتبر من اشهر المناطق التي تستطيع جذب اكبر قدر من الاهتمام السياحي .
كما أن حديقة الغابات الوطنية التي تعتبر وكأنها واحة عملاقة ذات ألوان نابضة بالحياة في الصحراء في جيبوتي، على نحو ٢٠ كيلومترًا من خليج تاجورة. لذلك سوف يقع عشاق الطبيعة في حب هذه الغابات فهي واحدة من مناطق الغابات المحمية في البلاد كما أنها أكبر غابة موجودة هناك ويرجع ذلك لأنها تنمو بمقدار ١٠٠٠ متر تقريبًا ومن أكثر نظم البيئة أهمية في أفريقيا.
وفي النهاية، أكد التقرير على أن جيبوتي هي واحدة من أهم الدول الموجودة في أفريقيا، وتعتبر السبب الرئيسي الذي يجعل عددًا كبيرًا من السياح يرغب في زيارتها هي طبيعتها الخلابة. وبالرغم من أنها تبدو وكأنها دولة تفتقر أساليب الرفاهية التي تتمتع بها كافة الدول السياحية الموجودة حول العالم إلا أنها تحتوي على مجموعة من أعظم وأفخر الفنادق السياحية التي يمكنك قضاء أوقاتك بها بكل راحة واستجمام. لذلك إذا كنت من محبي الأجواء الطبيعية والهواء الطلق ننصحك بتجربة السفر والسياحة في جيبوتي في عطلتك المقبلة لهذا العام ولعل هذا المقال قد ألهمكم لزيارة بعض الأماكن الموجودة فيها.