يعدّ وادي السًق التابع لقرية مسفاة العبريين بولاية الحمراء بمحافظة الداخلية أحد الأودية التي تزخر بالعديد من المكنونات الطبيعية والتشكيلات الجيولوجية الفريدة، ويمتد من قرية مسفاة العبريين إلى قرية المزارع بطول 6 كيلومترات.

ووادي السًق عبارة عن أخدود عميق في قلب الجبال الشاهقة، تنساب من أطرافه العيون المائية العذبة مشكّلةً بحيرات بين جنباته لتساعده في إيجاد تنوع نباتي فريد، أكثرها شجرة "الميس" ذات الأزهار العطرية وبعض النباتات البرية الأخرى، كما توجد فيه تشكيلات جيولوجية بين الجبال المحيطة بالوادي، ويعد نموذجًا جاذبًا لمحبّي المغامرات وتسلّق الجبال طول العام.

وقال محمود بن ناصر الفهدي مرشد سياحي معتمد من وزارة التراث والسياحة: "إن الوادي يستقطب عددًا من هواة ومحبّي المشي الجبلي والمغامرة، حيث قام عدد من الأهالي والمتطوعين بعمل حماية للممرات والحوّاف الصخرية في الوادي لتسهيل عملية الدخول إليه وإضافة بعض السلاسل الحديدية التي تسهل عملية العبور للزائر، مع دليل استكشافي واسع".

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أنه "يمكن الوصول لوادي /السَّق/ عن طريق بلدة مسفاة العبريين، وتتبّع مسار باتجاه الشمال حيث يضيق مجرى الوادي في الكثير من المواقع وصولًا إلى منطقة المزارع، ويمكن أيضًا الوصول عن طريق منطقة الدار البيضاء وهي عبارة عن تجمع سكاني يبعد نحو 7 كيلومترات بالسيارة من مسفاة العبريين، ثم النزول إلى منطقة المزارع عن طريق ممشى يستغرق نحو ساعة".

من جانبه أوضح عبد الرحمن بن صالح العبري أحد سكان بلدة مسفاة العبريين بولاية الحمراء أن وادي السق (المزارع) يعتبر من الأودية المهمة لساكني ولاية الحمراء، حيث ينحدر من الحد الفاصل بين جبال الولاية وقرى وادي السحتن التابع لولاية الرستاق ويختلف مسمى الوادي من موقع لآخر، وكانت تسكنه بعض الأسر قبل أكثر من 80 سنة واعتمدت على المنتجات الزراعية التي تنمو فيه مثل النخيل والمانجو والسفرجل والبالينج والعنب، لكنها انتقلت في الوقت الحالي إلى القرى القريبة من مركز الولاية لتوفر مختلف الخدمات الحكومية فيها.

وأضاف أن أهم ما يميز الوادي وفرة المياه طوال العام وكذلك وجود الكثير من الصواعد والهوابط التي تحتفظ بانسيابية الماء من خلالها وتسمى محليًّا بـ"المقاطير"، كما يوجد به عدد من الكيران، (جمع كور) وهو عبارة عن تجويف صخري كبير في بطن الوادي ويحفظ الماء لفترة طويلة ومن أهمها كور "بن ورد" وكور "الطبلي".

يذكر أن مسار وادي "السَّق" يعد من المسارات متوسطة الخطورة، ويتطلب دراية وخبرة واستعدادًا سابقًا لزيارته؛ بسبب وجود بعض الأماكن شديدة الانحدار فتتطلّب الحيطة والحذر.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وادي خضبرم العُماني وجهة هواة تسلق الجبال والمغامرة في حاسك

 

أحضان "الجبال الزرقاء وادي مجهول يجذب آلاف المغامرين في سيدنى