تطوير نموذج لسيارة تسير من دون سائق
لندن ـ ماريا طبراني
كان امتلاك سيارة تسير من تلقاء نفسها، مجرد حلم لا نراه في أفلام الخيال العلمي فقط. أما الآن فقد خرج الحلم خارج أسوار عالم الخيال إلى دنيا الواقع، إذ تمكن فريق بحثي في جامعة أوكسفورد من تطوير نموذج لسيارة تسير تلقائيًا من دون سائق، واعدًا بأن يكون هناك "إمكان للحصول على سيارة تقود نفسها من أي
وكالة سيارات في جميع أنحاء العالم بعد 15 سنة من الآن".
وبذلك، يمكن الحصول على سيارة دافيد هاسلهوف في مسلسل نايت رايدر الذي شاهدناه على الشاشة الصغيرة في الثمانينات ممكنا بحلول العام 2027.
وقام الفريق البحثي في جامعة أوكسفورد بتطوير سيارة نيسان ليف الكهربائية بعدد من الكاميرات وأدوات إصدار إشعاع الليزر التي زُرعت في شاسيه السيارة. وتعمل السيارة بناقل سرعة يدوي وتقوم الكاميرات وأدوات الليزر بتوفير صورة ثلاثية الأبعاد لمحيط السيارة، لتقوم بوظيفة عين السائق. كما زُودت السيارة بنظام تشغيل يحتوي على ذاكرة، تمكن السيارة من حفظ الطرق والضواحي، بحيث تتمكن من استدعاء الأماكن التي يكثر ترددها عليها طوال الوقت من الذاكرة الإليكترونية والذهاب إليها تلقائيًا من دون تدخل من السائق.
وتستطيع أدوات الليزر المثبتة في المصدات الأمامية للسيارة الجديدة، مسح الطريق أمام السيارة 13 مرة في الثانية لاكتشاف العوائق من المارة وراكبي الدراجات العادية والبخارية والسيارات الواقعة على بعد 164 قدمًا من السيارة، حتى تتجنب الاصطدام بها، إذ تتوقف تلقائيًا قبل اجتياز هذه المسافة، إذا كان الهدف الذي رصده الليزر في حالة ثبات. ويمكن لقائد السيارة إيقافها أيضًا من خلال الضغط على دواسة الفرامل بسهولة، كما يمكنه استعادة التحكم في السيارة من الكمبيوتر في أي وقت أراد.
أما أكثر ما يتميز به هذا المشروع الطموح، فهو أنه أكثر من مجرد نظام ملاحي يمكن السيارة من تحديد اتجاهات محددة، بل يعمل نظام القيادة الإليكترونية الجديد على توفير الاتجاهات للسيارة ومساعدتها على الانطلاق في تلك الاتجاهات وتفادي الاصطدام بأي من السيارات أو الدراجات البخارية والعادية والمارة من دون أي تدخل من السائق. ويفوق نظام القيادة الإليكترونية قيد التطوير في الوقت الحالي جميع نظم الملاحة والتوجيه المتوافرة في السيارات الحديثة، إذ يوفر قدرًا كبيرًا من الدقة في تحديد الاتجاهات والأبعاد. فبينما يوفر نظام الملاحة موقع السيارة واتجاهها بنسبة خطأ تصل إلى بضع يارداتين، تصل نسبة دقة التوجيه وتحديد موقع السيارة بالنسبة لمحيطاتها إلى 100%، وهو ما يمكن قياسه بالملليمتر.
ومن الجدير بالذكر أن السيارة الحديثة التي تقود نفسها أتوماتيكيًا، ستتوافر التقنية الخاصة بها مقابل 5000 جنيه إسترليني، وهو السعر الرخيص للغاية، مقارنةً بأسعار نظم الملاحة المتوافرة في الوقت الحالي. ويعكف الفريق البحثي في جامعة أوكسفورد على تطوير نظام القيادة الإليكترونية الحديث ليتوافر لمصنعي السيارات مقابل 5000 إسترليني مع الاستمرار في عمليات التطوير حيث يستهدف الفريق إلى ابتكار نسخ أقل سعرًا يمكن الاستعانة بها ببساطة في السيارات مقابل 100 جنيه إسترليني فقط. وأشار رئيس الفريق البحثي إلى أن "السيارة تُعد مثالية بالنسبة لأصحاب الرحلات الروتينية، مثل الذهاب والإياب من وإلى المدرسة والعمل".
وعن الجديد في السيارة ذات نظام القيادة الإليكتروني، وما يجعلها مختلفة عن سيارة غوغل التي تم الإعلان عنها منذ أشهر قليلة، أن سيارة أوكسفور، التي أطلقت عليها الجامعة اسم روبوت كار، تعتمد على خريطة ثلاثية الأبعاد للطرق التي تسير عليها، كما أن لديها القدرة على الاحتفاظ بالخرائط التي تكرر رسمها وتوفيرها لنظام التحكم بالسيارة أكثر من مرة، لتتوجه السيارة تلقائيًا إلى تلك الأماكن بمجرد إعطائها الأمر بالتوجه إليها مندون الحاجة إلى رسم خريطة جديدة.