دبي ـ العرب اليوم
يختلف معرض دبي الدولي للسيارات عن غيره من المعارض الدولية بأنه يضمّ نسبة عالية من السيارات الفاخرة والرياضية والسوبر مقارنةً بجملة السيارات المعروضة، وهو يعتبر الآن، في دورته الرابعة عشرة، من أكبر المعارض الإقليمية التي تنافس المعارض العالمية الأربعة الكبار في ديترويت وفرانكفورت وجنيف وشنغهاي.
وكشف المعرض، الذي بدأ الثلاثاء ويستمر خلال هذا الأسبوع، عن أكثر من مئة سيارة جديدة تُعرض للمرة الأولى عالميا أو في المنطقة.
ورغم صغر حجم الأسواق الإقليمية في الخليج نسبيا فإن الحصة المرتفعة للسيارات الفاخرة غالية الثمن من ناحية، ونسبة النمو السنوي العالية في المنطقة، من أهم العوامل التي تعزز حضور كبرى الشركات في المعرض.
وبالإضافة إلى المئة سيارة الجديدة ظهرت 15 سيارة سوبر على الأقل و10 سيارات تجريبية (كونسبت) ضمن مجموعة ضمت أكثر من 550 سيارة معروضة، وفاق الحضور الإعلامي الدولي ألف صحافي من جميع أنحاء العالم من ضمنه "الشرق الأوسط".
ولم تتخلف أيٌّ من الشركات الكبرى عن الحضور، حيث وُجدت "رولزرويس" بسيارتها الجديدة "فانتوم" من الجيل الثامن، إلى جانب "بنتلي" التي عرضت أحدث طراز لها وهو "كونتننتال جي تي". وظهرت السيارة أودي "إيه 8" من الجيل الجديد، كما شاركت سيارات من "فيراري"، و"لامبورغيني"، و"مازيراتي"، و"مكلارين"، و"أستون مارتن"، و"كاديلاك"، و"بورشه" التي عرضت أحدث طراز منها وهو "كايين"، ومن المتوقع أن يزور المعرض خلال أسبوع العرض أكثر من 108 آلاف زائر من 70 دولة.
ولفتت الأنظار سيارة "فورد موستانغ" موديل 2018 بتصميم انسيابي جديد وإنجاز أعلى وتقنيات أحدث. وللسيارة تاريخ طويل في المنطقة ولها قاعدة قوية من المعجبين.
وكانت "موستانغ" ضمن تشكيلة قوية من سيارات "فورد" شملت أيضا "إكسبيدشن" الرباعية من الحجم الكبير و"إكسبلورر" و"إيدج"، كما أسهمت شركة "لنكولن" بأحدث طراز لسيارة "نافيغيتور" الرباعية الرياضية بالإضافة إلى طراز كونتننتال السيدان الفاخر.
تقنيات جديدة
ركزت الشركات المشاركة على التقنيات الجديدة المتضمنة في سياراتها مثل تحريك سيارات الفئة السابعة من "بي إم دبليو بالريموت" من خارج السيارة في المناطق محدودة المساحة، وإمكانات القيادة الذاتية من الدرجة الثالثة (من 5 درجات) في سيارات أودي "إيه 8" الجديدة.
ومن "تويوتا" ظهرت أحدث سيارة من طراز "ميراي" التي تعتمد على خلايا الوقود الهيدروجينية، وهي أول سيارة في العالم تعتمد هذه التقنية لسيارات بالجملة من خطوط إنتاج. وكان ظهورها في دبي هو أول ظهور لها في الشرق الأوسط، كما عرضت الشركة نماذج من أحدث سيارة هايبرد لها من طراز "بريوس"، وعرضت شركة "لكزس" مجموعة من سياراتها التي تشكل في ما بينها أكبر تشكيلة من السيارات الهايبرد في المنطقة.
وفي استعراض آخر للتقنية عرضت شركة "مرسيدس بنز" ما تطلق عليه "مستقبل التنقل" ومنها سيارات "إيه إم جي - جي تي" والسيارة السوبر "بروجكت وان".
وتقول الشركة إنها تتحول تدريجيا في المستقبل على 4 مبادئ استراتيجية هي: سيارات بها إمكانات التواصل، والقيادة الذاتية، والتشغيل الكهربائي، والمشاركة في التنقل.
ومن "رينج روفر" كان الكشف الأول في المنطقة عن الجيل الجديد لسيارات "رينج روفر سبور" الذي يحمل أحدث تقنيات المعلومات والترفيه عبر منظومة "توتش برو ديو" الذي يعمل بمثابة مساعد خاص للسائق، وتعمل المنظومة عبر شاشتين فائقتي الوضوح بعرض 10 بوصات، تعملان باللمس مع خفض مفاتيح لوحة القيادة إلى الحد الأدنى، وعرضت شركة "جاغوار" ضمن مجموعة كبيرة، سيارة "أي تايب" التي سوف تشارك بها في مسابقات السيارات الكهربائية "فورمولا إي".
السيارات الكهربائية كان لها حضور ملحوظ للمرة الأولى في معرض دبي، حيث عرضت "تيسلا" مجموعة من سياراتها شملت موديل إس وموديل إكس الرباعي، وكلاهما سيارات كهربائية بالكامل. ويوفر موديل إكس الرباعي الجديد مسافة 565 كيلومتراً قبل الحاجة إلى إعادة الشحن، ويمكن للسيارة استيعاب 7 أشخاص بالإضافة إلى أغراضهم الشخصية، وهي توفر إنجازاً رياضياً مرموقاً بانطلاق إلى سرعة مائة كيلومتر في 3.1 ثانية فقط.
كما عرضت شركة "هيونداي" نموذجا كهربائيا لسياراتها السيدان "إلنترا سبور". وظهرت السيارة "نيرو" الرباعية الرياضية المدمجة بدفع هايبرد من شركة "كيا"، وكانت شركة "بورشه" عند وعدها بعرض سيارة هايبرد في معرض دبي، وهي "باناميرا توربو إس إي هايبرد" إلى جانب "كايين" الجديدة.
السيارات الرباعية
كان حضور السيارات الرباعية الرياضية (SUV) واضحا في معرض دبي، حيث يرتفع عليها الطلب في منطقة الخليج. وكانت "لنكولن نافيغيتور" من نجوم معرض دبي هذا العام بحجمها الكبير ومعالمها الفاخرة ومحركها مزدوج الشحن التوربيني بقدرة 450 حصاناً مع ناقل حركة أتوماتيكي بعشر سرعات.
وعرضت شركة "مرسيدس بنز" تشكيلة كبيرة منها، كما ظهرت سيارات رباعية من معظم الشركات كان منها "جيب كومباس" و"غراند شيروكي".
كانت مجموعة "فورد" مثل "إكسبلورر" و"إيدج" و"إيسكيب" و"إيكوسبور" من المجموعات التي جذبت اهتماماً إعلامياً، خصوصاً طراز "إكسبيدشن" الجديد من الحجم الرباعي الكبير.
وللمرة الأولى في المعرض ظهرت سيارة سوبر مصنوعة من معدن التيتانيوم شديد الصلابة وهي سيارة مصنوعة يدوياً واسمها "إيكونا فولكانو تيتانيوم" وتقول الشركة الصانعة إنها تستغرق 10 آلاف ساعة عمل لصنع كل سيارة، وتصل سرعة السيارة إلى 350 كيلومتراً في الساعة مع انطلاق لسرعة مئة كيلومتر في الساعة في 2.8 ثوان.
كان الحضور الصيني في المعرض واضحاً أكثر من أي دورة سابقة، وتتطلع الصين الآن إلى المنافسة في القطاعات الفاخرة والرباعية لا في القطاع الاقتصادي فقط.
وشمل معرض هذا العام العديد من العناصر الجاذبة للجمهور منها أجهزة محاكاة لقيادة سيارات السباق، وعرض سباقات "دريفت" بالتعاون مع حلبة "أوتودروم" في دبي، وتجارب سيارات رباعية من شركات "تويوتا"، و"نيسان" و"جاغوار" و"لاندروفر". كما عرضت سيارات كلاسيكية في المعرض وكان بعضها متاحا للشراء في المزاد.
تألق متواصل منذ عام 1991
لم يحقق معرض دبي نجاحه بين يوم وليلة، فقد تواصلت الإنجازات بالتراكم منذ بدايته في عام 1991، وهو يُعقد مرة كل سنتين بالتوافق مع السنين الفردية التي يُعقد فيها معرض فرانكفورت الألماني. ويعد معرض دبي الأكبر في الشرق الأوسط والأشهَر بين معارض المنطقة.
ونجح المعرض بوجه خاص في جذب الشركات الكبرى والفاخرة إليه، وساعد على ذلك وجود المكاتب الإقليمية لمعظم الشركات في دبي.
وهو يجمع بين نشاط التواصل بين الجمهور والموزعين الإقليميين وبين تقديم تجربة ترفيهية للزوار. كما يضم بين زواره نخبة كبيرة من كبار الشخصيات والمتابعين للجديد في صناعة السيارات والعائلات والزوار بغرض التجارة أو شراء السيارات.
وشاركت هذا العام 150 شركة عارضة منها العديد الذي جاء للمرة الأولى، خصوصاً من الشركات الصينية.