لندن ـ العرب اليوم
ما كان قد بدأ عملية «إنقاذ» إيطالية لشركة أميركية متعثرة، تحول اليوم إلى عملية اندماج كامل بين الشركتين، الإيطالية «فيات» والأميركية «كرايسلر».
إلا أن الطريف في عملية «زواج المصلحة» الحالي أن «مصلحة» الزواج تحولت لعملية إنقاذ للمنقذ، أي لشركة فيات الإيطالية، بعد أن عكست السوق أوضاع الشركتين فازدهرت مبيعات كرايسلر فيما تراجعت مبيعات فيات.
فشركتا صناعة السيارات الإيطالية والأميركية أعلنتا في أوائل نيسان/أبريل 2014 أن عملية دمج كيانيهما ستنجز في نهاية العام الجاري في الوقت الذي تسعيان فيه لزيادة إنتاجهما من السيارات بنسبة كبيرة.
ومن المعروف أن فيات الإيطالية سيطرت على كرايسلر، ثالث أكبر شركة سيارات في الولايات المتحدة، اعتبارا من عام 2009 ولكنها لم تستحوذ عليها بالكامل إلا في كانون الثاني/يناير الماضي وبعد مفاوضات شاقة مع اتحاد عمالها الأميركي لتتحول بذلك إلى سابع أكبر شركة سيارات في العالم.
وقال رئيس فيات وكرايسلر سيرجيو مارشيوني في اجتماع لمساهمي فيات في مدينة تورينو الإيطالية (مقر الشركة) إن «الاستحواذ على الملكية الكاملة لكرايسلر يمثل ذروة عملية اندماج صناعي وثقافي خطيرة بدأت عام 2009».
وخلال شهور الصيف المقبل ستتم دعوة مساهمي فيات إلى جمعية عمومية غير عادية لإقرار الاتفاقات العملية بشأن «الاندماج الكامل» مع كرايسلر «بهدف استكماله بنهاية العام» بحسب مارشيوني.
وسيوفر هذا الاندماج للشركتين طاقة إنتاجية تصل إلى 4.6 مليون سيارة ترتفع إلى 6 ملايين سيارة مع إنجاز عملية الاندماج بنهاية العام الحالي. وفيما يعد مارشيوني أن تحقيق هدف إنتاج الـ6 ملايين سيارة هو المستوى المطلوب لتحقيق الربحية يشكك الكثير من المراقبين في إمكانية تحقيق هذا الهدف في ظل ما تشهده الأسواق الأوروبية من تراجع في مبيعات السيارات، ما يعني أن على الشركة الجديدة السعي لتعويض تراجع المبيعات في أوروبا في الأسواق العالمية الأخرى، وهو أمر غير مضمون في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وكان مساهمو فيات الإيطالية أقروا في اجتماع خاص الحساب الختامي للشركة لعام 2013 والذي أظهر أن صافي أرباح فيات كان دون الملياري يورو (2.75 مليار دولار). وهذا الاجتماع يعد أحد آخر الاجتماعات الرئيسة لشركة فيات في مدينة تورينو الإيطالية التي تأسست فيها عام 1899.
وسيسمى الكيان الشراكي الجديد «فيات كرايسلر أوتوموبيلز» وسيكون مقر رئاسته القانوني في هولندا ومقر الإقامة الضريبية في بريطانيا مع اختيار بورصة نيويورك للأوراق الرسمية لتكون السوق الرسمية لأسهمه.
وفي إشارة أخرى إلى اعتزام الشركة النأي بنفسها عن موطنها الأصلي، إيطاليا، قال جون إيلكان، رئيس فيات، إنها ستعلن عن خططها الاستثمارية للأعوام الثلاثة المقبلة في مدينة ديترويت الأميركية في 6 أيار/مايو المقبل.