نيويورك ـ مادلين سعادة
أوقفت السلطات الأميركية شابين من أحد أحياء مدينة نيويورك، وتحديدًا بروكلين، الأربعاء الماضي؛ لاتهامهما بالتآمر للسفر آلاف الأميال للانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" المتطرف والمحاربة تحت راية المنظمة المتطرفة، التي سيطرت على أجزاء واسعة من سورية والعراق، كما تم اتهام ثالث من بروكلين أيضًا بمساعدة "داعش" وتمويل أنشطتها.
بينما يشنّ "داعش" حربًا وحشية في منطقة الشرق الأوسط، فإنه يقود في الوقت ذاته حملة قوية لتجنيد المسلمين لصالح قضيتها، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف الشباب من جميع أنحاء العالم.
وقد تمكن التنظيم من اجتذاب الآلاف من المقاتلين من الدول المجاورة، واستغلال مشاعر الاستياء والغضب التي تنتاب البعض لأسباب مثل القمع السياسي وخيبة الأمل الشخصية.
وفي الآونة الأخيرة، تمكّن التنظيم من العثور على العشرات من الأشخاص من أوروبا المستعدين للتجنيد والانخراط في صفوف "داعش"، والكثير منهم مُستلهمون من مقاطع الفيديو التي يبثها التنظيم وتنقل الجرائم والفظائع البشعة التي يرتكبها عناصره.
عن هذا تذكر السلطات الأميركية أنَّ التنظيم وسَّع من نطاق أعماله في نيويورك، حتى وصل إلى تجنيد ثلاثة يحملون رسالته المروعة.
وأحد الرجال الذين زعمت السلطات أنه يقاتل من أجل داعش، يُدعى عبدالرسول حازانوفيتش جورابوف، 24 عامًا، ويعمل في أحد المتاجر، والثاني أكرور سيداخميتوف، 19 عامًا، ويعمل في إصلاح الهاتف المحمول، المملوكة للثالث، أبروف حابيبوف، 30 عامًا.
كان المهاجرين الثلاثة من الجمهوريات السوفيتية السابقة، وعلى الرغم من أنَّ جورابوف وسيداخميتوف أصبحا مقيمين دائمين في الولايات المتحدة الأميركية، ظلوا جميعهم مواطنين في بلدانهم الأصلية وأوزبكستان وكازاخستان.
ويظهر ما ينشره الثلاثة على صفحات الإنترنت، أنَّ الرجلين الأصغر سنًا، يبحثان عن معنى في حياتهما، ويشعران بخيبة أمل متزايدة من قِبل المحيطين بهما، بما في ذلك أقاربهما المسلمين الذين يعتقدون أنهما يعيشان حياة أقل ورعًا.
وقد دفعت الحكومة الأميركية بـ"مخبر سري"؛ لاكتشاف قضية الرجال الثلاثة، وذلك وفقًا لما أظهرته وثائق المحكمة، وانتقد محامو الدفاع استخدام الحكومة للمخبرين في حالات مماثلة، قائلين إنهم قد يستخدمونهم كأهداف لوضع الخطط المتطرفة أو بيانات وفي بعض الحالات، قد يتحول الأمر إلى تهديد مبالغ فيه.
يأتي ذلك بعد أيام فقط من إعلان السلطات البريطانية في لندن، أنها تبحث عن ثلاث فتيات في سن المراهقة، تشتبه أنهنّ سافرن إلى سورية للانضمام إلى المتشددين، وزاد اعتقال شباب بروكلين من المخاوف بشأن تنظيم داعش.
ويعرب المسؤولون عن إنفاذ القانون عن قلقهم، ليس فقط بشأن ما يقوم به بعض الأشخاص في سبيل السفر إلى ساحات المعارك البعيدة، ولكن أيضًا بشأن ما يمكنهم القيام به في المنزل إذا فشلوا في السفر إلى الخارج.