فياضانات في اليمن

قالت مصادر طبية في حضرموت ان السيول الجارفة. والفيضانات أودت بحياة ٥ قتلى الليلة الماضية وفجر اليوم من جراء الأمطار والسيول الجارفة التي اجتاحت مدينة تريم بمحافظة حضرموت شرقي اليمن.وقالت  مصادر أمنية أن أسرة مكونة من أب وأم وبنت عثر عليهم تحت انقاض بيتهم المنهار  في حافة السبيكة في عيديد، كما عثر على جثة مواطن اخر في نفس المنطقة، إضافةالى معلومات عن إنهيار 10 منازل.وقال  تقرير رسمي أولي بالاضرار التي تعرضت لها مدينة تريم، أصدرته غرفة الطوارئ العامة في الوادي  و الصحراء، انها قامت بتنفيذ عمليات إجلاء و إنقاذ واسعة عبر الطيران الجوي و سيارات الإسعاف و الإنقاذ، موضحا ان الأضرار تركزت في مناطق عيديد و الخليف و دمون في مديرية تريم.

و أشار التقرير إلى تهدم 10 منازل في منطقة عيديد، وغرق شخص، ووفاة اسرة من 3 أفراد تحت انقاض بيتهم المتهدم في حافة السبيكة، وسقوط جريح واحد، لافتا إلى دخول المياه لبعض المنازل، وجرف سيارات، كما غمرت المياة الدور الأرضي من مستوصف عيديد الخيري.وفي منطقة دمون، تهدم منزل واحد، ونفق العديد من الأغنام بالمزارع، و تم جرف العديد من خلايا النحل.وأوضح التقرير ان فرق الطوارئ والمتطوعين وطوافات الفرقة الأولى لازالت تبحث عن المفقودين.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن رئيس الوزراء، معين عبدالملك، وجّه الوزارات المختصة بتقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين من كارثة السيول التي ضربت مديرية تريم التاريخية شمالي محافظة حضرموت، مخلفة قتلى ومفقودين وأضرار مادية كبيرة.ونصت التوجيهات على "معالجة المصابين وتوفير الإيواء لمن تهدمت منازلهم، واتخاذ الحلول العاجلة لتصريف سيول الامطار".وطلب عبد الملك تقريرا شاملا حول الاضرار المادية في الممتلكات العامة والخاصة "بما في ذلك المنازل والطرقات والكهرباء، والاحتياجات المطلوبة، ليتم التعامل معها بشكل فوري".

وأدت السيول التي شهدتها عدد من المحافظات اليمنية خلال الأيام الماضية إلى وفاة 13 مواطنا بينهم طفلان.وقال مسؤولون أمنيون إنه تم الإبلاغ عن سقوط وفيات في محافظات صنعاء وإب وشبوة والحديدة، حيث بدأ هطول الأمطار أواخر الشهر الماضي.وكان المركز الوطني للأرصاد الجوية أصدر بيانات في الأيام الأخيرة حذر فيها اليمنيين بضرورة الابتعاد عن مجاري السيول في المناطق المتضررة واتخاذ الاحتياطات اللازمة. يمتد موسم الأمطار في اليمن من أبريل حتى أغسطس .وفي العام الماضي، خلفت الفيضانات في اليمن عشرات القتلى وأجبرت عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم

توجت مدينة «تريم» وكانت مدينة تريم التاريخية في محافظة حضرموت جنوبي شرقي اليمن قد اختبرت  كعاصمة للثقافة الإسلامية في العام  2010 وفقا لإعلان المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الايسيسكو» تقديرا لدورها العلمي والثقافي والفكري فضلا عن العطاءات الزاخرة لعلمائها عبر التاريخ القديم والحديث في خدمة الثقافة الإسلامية. وجاء اختيار تريم الواقعة في محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010 لتاريخها الإسلامي الحافل بالعطاء الفكري ولما تحتويه من معالم معمارية إسلامية حيث تضم 365 مسجدا بعدد أيام السنة، ولعل أشهرها مسجد المحضار المشهور بمئذنته التي يبلغ طولها 150 مترا، إلى جانب أربطة العلم التي اشتهرت بها مدينة تريم والتي كانت وما زالت منهالا لطلاب العلم من مختلف أنحاء العالم .

وباعتبارها منارة للعلم وللعلماء منذ قديم الزمن فقد ذاع صيتها ليس في اليمن والمنطقة العربية فحسب، بل تعدى ذلك ليصل إلى أرجاء العالم وخصوصا في شرق آسيا وشرق إفريقيا حيث أصبحت قبلة لطالبي العلم ويتقاطر عليها سنويا المئات من طلاب العلم للدراسة في مراكزها وأربطتها الدينية الملحقة بالجوامع لنهل مشارب العلوم الإسلامية المستنيرة القائمة على نهج الوسطية والاعتدال والبعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف والتشدد. عاصمة دينية ومقر للملوك تعد تريم المدينة العاصمة الدينية لوادي حضرموت، وكانت قبل ذلك عاصمة ومقراً لملوك كندة ثم عاصمة لوادي حضرموت قبل مدينة سيئون، وتقع تريم الغناء كما يطلق عليها، شرق مدينة سيئون في وادي حضرموت في بداية وادي المسيلة.

وقد اشتهرت في مطلع العصر الإسلامي كعاصمة لوادي حضرموت حين كان يقيم فيها العالم (لبيد بن زياد) عامل الخلفاء الراشدين، وكانت بين حين وآخر تتبادل مع شبام زعامة الوادي إلى عام (203هـ) عندما جاء الزياديون إلى حضرموت وأصبحت بذلك خاضعة لهم، قام الحسين بن سلامة ببناء الجوامع في تريم، وكذلك في شبام. تعد مدينة تريم من أجمل المدن اليمنية حيث تتميز بقصورها الفخمة والمبنية من الطين ومواد البناء المحلية والتي بناها عمال بناء مهرة من أبنائها الذين استطاعوا تكييف طرق البناء المحلية التقليدية لاستيعاب فنون العمارة الإسلامية واليونانية والشرق آسيوية وهو ما أكسبها مكانة خاصة .

اعتنق أهلها الإسلام في السنة العاشرة للهجرة حينما عاد وفد حضرموت من المدينة المنوّرة بعد مقابلته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأرسل الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم- لبيد بن زياد الأنصاري عاملاً على حضرموت، وعندما جاءه كتاب الخليفة الأول أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قرأه على أهل تريم فبايعوا أبا بكر الصديق وارتد نفرٌ من كندة فقاتلتهم جيوش المسلمين، وكان لمن ثبتوا على إسلامهم من أهل تريم دور لا يستهان به في قتال أولئك المرتدين في المعركة الفاصلة بينهم بحصن «النُجير»، 30 كيلومترا شرقي تريم. وقد ساهم أبناء تريم في نشر الدين الإسلامي في دول شرق آسيا منذ نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الهجري، عندما بدأت مجاميع من أبناء تريم في الهجرة إلى بلاد الهند وإندونيسيا وسنغافورة والفلبين. وأنشئت في هذه المدينة التاريخية 365 جامعا ومسجدا بعدد آيام السنة ما مكنها من أن تصبح من أشهر مدن اليمن المعلق قلوب أبنائها بالمساجد والمآذن والشغوفين بعلوم الدين. وبقدر ما اشتهرت مدينة تريم بكثرة مساجدها. ويقول المؤرخون أن مدينة تريم اشتهرت بكثرة علمائها ومساجدها.

قد يهمك أيضَا :

الفيضانات في الهند تسلط الضوء على الأخطار المحيطة بالهملايا

فيضانات الهملايا تحرم عشرات آلاف المنازل من المياه في نيودلهي