الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

ظهر إلى العلن شرخ فرنسي - ألماني عميق في مؤتمر ميونيخ للأمن حول ملفين أحدهما روسيا والآخر الاتحاد الأوروبي. فبينما دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إلى التقارب بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موسكو بـ"العدوانية".

وقال شتاينماير: "نحتاج إلى علاقة مختلفة، علاقة أفضل بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وبين روسيا والاتحاد الأوروبي". وأوضح أنه لا يصح أن تتعايش أوروبا مع مزيد من العزلة بين بلدانها.

في المقابل، حذّر ماكرون من أن روسيا ستواصل زعزعة استقرار الديمقراطيات الغربية "إما عبر أطراف فاعلة خاصة وإما عبر خدمات مباشرة، وإما عبر (وكلاء)" وأنها "ستكون طرفًا فاعلاً عدوانيًا للغاية في هذا المجال خلال الأشهر والأعوام القادمة وفي جميع الانتخابات، ستبحث عن وضع استراتيجيات تمكّنها من الحصول على وكلاء لها".

من ناحية أخرى، عبّر ماكرون عن "نفاد صبره" من نقص تفاعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع مشاريعه الإصلاحية بشأن أوروبا. ولدى سؤاله حول قلة الحماسة التي تلاقي بها برلين مقترحاته في السنوات الأخيرة، أجاب: "لست محبطًا، ولكن صبري ينفذ".

من ناحية أخرى أعرب كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أملهما في عقد لقاء قمة في برلين في أبريل/ نيسان المقبل لحل الصراع في أوكرانيا. وقال ماكرون إن استئناف لقاءات القمة بين أوكرانيا وروسيا في ظل وساطة ألمانية - فرنسية أحدث في العام الماضي ديناميكية جديدة في المفاوضات. وأضاف ماكرون أنه يأمل أن تنعقد القمة المقبلة في أبريل في برلين.

كان اللقاء الأخير جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني زيلينسكي في قصر الإليزيه في باريس، وشارك فيه كل من ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. كان هذا هو اللقاء الأول من نوعه منذ 3 أعوام. وأعلن ماكرون وقتها أن قمة أخرى ستنعقد خلال الأشهر الأربعة المقبلة.

وقال زيلينسكي في ميونيخ أيضًا: "واجبنا الرئيسي هو الحفاظ على تطبيق الاتفاقات التي أبرمت في قمة باريس"، مضيفاً أن أوكرانيا تعمل من أجل هذا الغرض كل يوم. وكانت وزارة الخارجية الروسية أعربت مؤخراً عن شكوكها في الالتزام بموعد القمة المقبلة. وأضاف الرئيس الأوكراني أن العمل متواصل بشأن تطبيق القرارات التي اتخذت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأعلن زيلينسكي اعتزامه إجراء الانتخابات المحلية، وفق القانون المعمول به في البلاد، في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بما في ذلك المناطق التي أعلنت انفصالها بشرق أوكرانيا.

وكرر زيلينسكي، في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ التي أوردت مقتطفات منها وكالة "بلومبرج" للأنباء، طلبه من روسيا تسليم منطقة الحدود مع منطقة دونباس، التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو، مشدداً على إجراء الانتخابات وفق القانون الأوكراني. وقال زيلينسكي: "إننا على استعداد للحوار مع السكان السلميين في هذه المناطق، ولكن ليس مع أولئك الذين لا يتمتعون بالشرعية وفق القانون الدولي". وأضاف: "منذ اليوم الأول في فترة رئاستي، قلت صراحة، إننا لم نبدأ هذه الحرب، ولكن علينا أن نضع حداً لها». وأشار الرئيس إلى أن أوكرانيا سوف تقترح آلية لتحقيق فصل تدريجي بين الأطراف المتصارعة في دونباس "قطاعاً بقطاع".

وتعتزم الولايات المتحدة دعم دول في شرق ووسط أوروبا بمليار يورو للاستقلال عن روسيا في مجال الطاقة. وقال وزير الخارجية الأميركي إن هذه الأموال ستذهب إلى دول مبادرة البحار الثلاثة بغرض دعم الاستثمارات الخاصة في قطاع الطاقة. وفي النزاع حول مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، الذي ينقل الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، تحذر الولايات المتحدة منذ فترة طويلة من اعتماد الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على الغاز الروسي، وتعمل على عرقلة هذا المشروع عبر فرض عقوبات على الشركات المشاركة فيه. وتؤيد ألمانيا المشروع وتنتقد العقوبات، بينما تعارض دول أخرى في الاتحاد، وبينها بولندا، المشروع، حيث تخشى من ازدياد النفوذ الروسي في سوق الطاقة الأوروبية، ولذلك تدعم هذه الدول الموقف الأميركي.

قد يهمك أيضا:

باكستان تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن كشمير

ممثل الاتحاد الأوروبي يدعو-لوقف وصول الأسلحة إلى ليبيا عن طريق البر