بغداد - عمان اليوم
قدّم رئيس الوزراء العراقي المُكلّف محمد توفيق علاوي، السبت، عددًا من التعهدات، في أول خطاب له بعد تكليفه من طرف الرئيس العراقي برهم صالح، وقال في كلمته، إنه يتعهد أولا بالعمل على خدمة العراق ومحاسبة من قتل المتظاهرين، مضيفا "سنحاسب المسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين والقوات الأمنية"، كما تعهد بالعمل على تنظيم انتخابات مبكرة في العراق بإشراف دولي، وبتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة.
ووعد علاوي أيضا بتحقيق الأمن وحصر السلاح بيد الدولة وحماية المتظاهرين، إلى جانب حماية العملية الانتخابية والوقوف بوجه أي تدخل خارجي، كما دعا رئيس الحكومة الجديد إلى إطلاق حوار مع المتظاهرين السلميين، فيما طالب المتظاهرين بمواصلة حراكهم السلمي حتى تحقيق المطالب.
وأكد علاوي أنه سيحارب الفساد المتفشي بالعراق بشكل جدّي، وسيعمل على حصر السلاح في يد الدولة، متعهدًا بتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة. وأضاف أنه سيستقيل إذا حاولت الكتل السياسية فرض مرشحين للمناصب الوزارية، وتعهّد "ببناء دولة المواطنة والمؤسسات دولة العدل والحرية"، كما وعد بالعمل من أجل تلبية مطالب المحتجين فيما يتعلق بالوظائف والخدمات، كما أضاف أنه سيجري انتخابات نيابية مبكرة في العراق بإشراف دولي، قائلًا: "أتعهد بالعمل الحثيث من أجل التهيئة لإجراء انتخابات مبكرة حسب الآليات الدستورية".
هذا وقوبل تعيين علاوي برفض من الشارع، حيث سرعان ما خرج المتظاهرون إلى شوارع عدد من المحافظات العراقية للتنديد بالاختيار، وذكرت تقارير أن المتظاهرين العراقيين قطعوا عددا من الطرق في الناصرية، احتجاجا على تكليف محمد توفيق علاوي رسميًا برئاسة مجلس الوزراء، وأضافت أنه تم قطع جسر النصر والحضارات وتقاطع البهو في الناصرية.
وخرج اليوم الأحد المئات من المتظاهرين العراقيين، في مدن عراقية عدة تعبيرًا عن رفضهم تكليف علاوي، لتأليف الحكومة الجديدة. وفي مدينتي الحلة والديوانية، رفع عشرات المتظاهرين شعارات تعتبر أن "علاوي هو مرشح الميليشيات الإيرانية وليس الشعب". وقطع عدد من المحتجين بعض الطرق، مؤكدين عزمهم تنفيذ خطوات احتجاجية تصعيدية.
كذلك أعلنت ساحة اعتصام السماوة اليوم الأحد، رفضها للتكليف، وأصدر المحتجون بيانًا اعتبروا أن علاوي لا تتوفر فيه الشروط الموضوعة من قبل ساحات الاعتصام لأنه مرشح الأحزاب، وفي مدينة الكوت، نظم عدد من طلبة جامعة واسط تظاهرة انطلقت من مبنى الجامعة إلى ساحة الاعتصام الرئيسية في المدينة، وطالب المتظاهرون بتحديد موعد للانتخابات المبكرة وعدم تسويف هذا المطلب.
كما تظاهر طلبة جامعة ذي قار الذين خرجوا في مسيرات في شوارع مدينة الناصرية وصولا إلى ساحة الاعتصام، وردد الناشطون شعارات رافضة لتكليف شخصية سياسية سابقة لشغل منصب رئيس الوزراء. كما تظاهر المئات من طلاب المدارس والجامعات، وفي مدينة الديوانية.
وقام محتجون بإغلاق طريق النجف الرابط بقضاء الكوفة والطريق المؤدي إلى المطار والطريق الرابط بين محافظتي النجف وكربلاء.
ودوى انفجار مساء السبت، في ساحة الطيران بالقرب من ساحة التحرير في بغداد، ناجم عن عبوة صوتية، وأكد مصدر أمني إصابة شخصين في الانفجار الذي وقع أمام أحد المحلات، وفي ساحة التحرير أيضًا، قمع أنصار التيار الصدري المتظاهرين الرافضين لتكليف محمد توفيق علاوي لتولي رئاسة الحكومة العراقية المقبلة.
وبدوره، فما إن لبث زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر وأعلن، السبت، تأييده لاختيار، محمد علاوي، رئيسًا للوزراء في العراق، مؤكدًا في تغريدة له أن الشعب هو من اختاره وأن هذه خطوة جيدة للبلاد، إلا واشتعلت وسائل التواصل بتغريدات العراقيين المنددين بكلام الصدر.
في التفاصيل، طالب المغردون الصدر بالكشف عن أدلة تثبت صحة حديثه بأن الشعب العراقي هو من اختار رئيس الوزراء، وبين التغريدات أيضًا من طالب بالكشف عن الآلية التي اتبعها الشعب العراقي والتي أفضت لاختيار علاوي.
وكان الرئيس العراقي قد أمهل الكتل النيابية حتى السبت، لترشيح رئيس للوزراء، قائلا إنه سيختار شخصية يرضى بها الشارع إذا لم يتلق ردا من الكتل، فيما مضى أكثر من شهر والعراق من دون رئيس حكومة فعلي، بعد استقالة عادل عبد المهدي أواخر نوفمبر الماضي.
وعلاوي ليس من السياسيين المرتبطين بعلاقات وطيدة مع طهران، وتعهد بتشكيل حكومة من وزراء تكنوقراط مستقلة عن الأحزاب، وبحماية الاحتجاجات، وإجراء إصلاحات، بينها محاربة الفساد، وصولًا إلى انتخابات برلمانية مبكرة.
وضمن قائمة انتخابية لإياد علاوي، دخل محمد علاوي معترك السياسة، عام 2005، وفاز بعضوية البرلمان لدورتين متتاليتين في 2006 و2010.
وتم تكليف علاوي بحقيبة الاتصالات مرتين لكنه استقال في المرتين، احتجاجًا على ما قال إنه تدخل سياسي في شؤون وزارته من جانب المالكي.
وإثر الإعلان عن تكليف علاوي برئاسة الحكومة، احتج عدد من العراقيين من عدة مناطق من البلاد. ورفع محتجون في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد لافتات تحمل صورًا لعلاوي، مكتوبا عليها "لا مكان لمرشح الأحزاب السياسية في الحكومة الجديدة".
ويصر المحتجون على تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية ولا تخضع لأية ارتباطات خارجية، خاصة مع إيران.
قد يهمك أيضا:
مقتدى الصدر يدعو إلى انسحاب كل الفصائل العراقية من سوريا لأن العراق