سفارة دولة فلسطين لدى بلغاريا

 أحيت سفارة دولة فلسطين لدى بلغاريا، بالتعاون مع وزارة الخارجية البلغارية، وممثلية الأمم المتحدة في بلغاريا، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وتوافد جمهور غفير إلى قاعة قصر الثقافة الوطني الواقع وسط العاصمة صوفيا، وبينهم المدير العام للعلاقات الثنائية في الخارجية البلغارية، ورئيس مديرية الشرق الأوسط وإفريقيا ونائبه سفير بلغاريا السابق لدى فلسطين، ومسؤول ملف فلسطين في الخارجية، وعدد من السفراء البلغار السابقين الذين عملوا في الدول العربية، وغالبية السفراء العرب والأجانب المعتمدين في صوفيا، وبرلمانيون، والأحزاب البلغارية.

وتحدث سفير فلسطين أحمد المذبوح عن عدم توفر القناعة والإرادة السياسية لدى القادة الإسرائيليين بضرورة التوصل إلى حل وسلام شامل، الأمر الذي زاد تعقيدا هو القرار غير الشرعي الذي اتخذه الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لتشكل هذه الخطوة صفعة أخرى لجهود السلام وإحباطها، حيث خالف هذا القرار قوانين وقرارات ومواثيق دولية تحرم الاستيلاء على الأراضي بالقوة، وتمنع إجراء أي تغيير ديمغرافي أو جغرافي فيها، ما وضع الإدارة الأميركية في مكانة لتكون غير مؤهلة للعب دور وسيط حصري لعملية السلام، التي عملت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على تدميرها بشكل ممنهج.

وقال إن حكومة الاحتلال تعمل على تدمير حل الدولتين عبر مواصلة نشاطها الاستيطاني غير الشرعي ومواصلة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وآخر هذه الخطوات هي محاولتها الاستيلاء على أراضي قرية الخان الأحمر ليتم فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، مضيفا إن سلطات الاحتلال ماضية في مشروعها الاستعماري بوتيرة متسارعة وتحديدا في مدينة القدس المحتلة، وذلك في اطار سياستها الممنهجة لتدمير ما تبقى من أسس للعملية السياسية وحل الدولتين على الأرض، الأمر الذي يتطلب من الدول رفد الموقف الجماعي الدولي بإجراءات عملية تساهم في وقف التدهور الحاصل على الأرض، بما في ذلك وقف كافة أشكال التعامل مع المستوطنات والنظام الاستعماري الإسرائيلي.

وطالب المذبوح بفك الحصار عن قطاع غزة المحاصر ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا في الأراضي المحتلة عامة، وضرورة تفعيل قرار الحماية للشعب الفلسطيني وإيجاد حل سياسي طويل الأمد يساهم في حل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بالاتفاق والتعاون مع الحكومة الفلسطينية.

وأكد أن فلسطين لن تشارك في أي خطة لا تأخذ بعين الاعتبار الحقوق المشروعة لشعبنا وعلى رأسها حق العودة، وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ودون ذلك لن يكتب النجاح لأي صفقة قرن مهما تم تلميعها ومهما تم إرهابنا وابتزازنا.

وأشاد المذبوح بالعلاقات التاريخية بين الشعب البلغاري الصديق والشعب الفلسطيني، وبمواقف الحكومة البلغارية الممثلة بمواقف الرئيس رومين راديف ورئيس الوزراء بويكو بوريسوف، وخاصة بالتصويت الأخير لصالح فلسطين على ثلاثة قرارات في الأمم المتحدة، ورفض الخارجية البلغارية قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأثنى على زيارة الرئيس البلغاري ورئيس الوزراء لفلسطين وتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين وزارتي التربية والتعليم من كلا البلدين، مشيدا أيضا بعقد جلسة المشاورات السياسية التي عقدت في رام الله بين وزارتي خارجية البلدين، مبينا أن اللجنة الحكومية المشتركة ستعقد أولى جلساتها في النصف الأول من العام المقبل.

بدوره، أكد مدير إدارة الشرق الأوسط وأفريقيا في الخارجية البلغارية السفير نيكولاي نيكولاف أن هذا اليوم هو اعتراف من العالم بالحق الفلسطيني، وأن الموقف البلغاري الرسمي يقر بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.

وناشد الفلسطينيين والإسرائيليين بضرورة التخلي عن العنف وإحياء عملية السلام من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات، مشيدا بالعلاقات التاريخية المميزة بين الشعبين الفلسطيني والبلغاري والعلاقات المميزة مع السفارة الفلسطينية لدى الجمهورية البلغارية ناقلاً تحيات الرئيس البلغاري ورئيس الوزراء ووزير الخارجية إلى الشعب الفلسطيني.

من جهته، أكدت ممثلة الأمم المتحدة ومسؤولة اليونيسيف في بلغارية جين موئيتا، ضرورة وقف معاناة الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة، مشيدا بالكلمة القوية وغير المسبوقة التي ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمناسبة إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة قبل أيام.

واقتبست جزء من كلمة الأمين العام التي أكد فيها ضرورة تحقيق استقلال دولة فلسطين على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وشدد على أسس الحلول العادلة التي تضمن ممارسة الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه بما فيها حقه في تقرير مصيره، وأسس الحل العادل الذي يضمن ممارسة الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه بما فيها حقه في تقرير مصيره، مطالبا إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وتضمن الاحتفال عرضا فولكلوريا للفرقة القومية للفنون الشعبية التي قدمت من رام الله لإحياء حفل التضامن والمشاركة في البازار الخيري السنوي، وعرض دبكة فلسطينية على أنغام اليرغول والقربة شارك فيها إلى جانب الفرقة جمهور كبير من المواطنين والسفراء