دمشق ـ وكالات أفادت المعارضة السورية، بمقتل 160 شخصًا على أيدي القوات الحكومية، الإثنين، في أعمال العنف المتواصلة في مختلف محافظات البلاد، وأن اشتباكات وقعت بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة وسط العاصمة دمشق، فيما أكد الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه المبعوث الدولي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي، حرص الحكومة على "إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله"، في الوقت الذي اعتبرت موسكو أن "استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون بمثابة انتحار سياسي لنظام الأسد".
وميدانيًا، أعلنت القوات السورية أنها نفذت الأحد، عملية ضد "مجموعة إرهابية مسلحة" في بلدة حلفايا في ريف حماة، متهمة إياها بالمسؤولية عن مقتل العشرات في البلدة، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
ونقلت الوكالة عن الأهالي قولهم إن "المجموعة الإرهابية ارتكبت جرائم واعتدت على المباني العامة والحكومية ومن ضمنها مستوصف البلدة ومقر البلدة، وأنهم ناشدوا الجيش النظامي التدخل، فلبى نداءهم وأوقع أعدادًا كبيرة من الإرهابيين بين قتيل ومصاب".
اتهمت "سانا"، "المجموعات الإرهابية" بتصوير "الجرائم لاتهام الجيش العربي السوري بها بالتزامن مع زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي" .
وقد أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بسقوط 160 قتيلاً في سورية، الإثنين، غالبيتهم في حمص، وأن "اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر والقوات الحكومية في حي تشرين وسط دمشق وفي حي الميدان، في حين قصف الجيش الحر قصف ثكنة عسكرية بقذائف الهاون، بينما شنت القوات الحكومية حملة مداهمات في حي البيبة في التل بريف دمشق، كما تعرض حي دير بعلبة في حمص لقصف براجمات الصواريخن وقُتل عشرات السوريين في غارة استهدفت مخبزا في بلدة حلفايا في ريف حماة وسط سورية، بعد أن سيطر مقاتلو المعارضة المسلحة على هذه البلدة قبل أيام".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، شرح الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه الأخضر الإبراهيمي، في دمشق، آخر المستجدات في سورية، في حين عرض الإبراهيمي نتائج الاتصالات والمباحثات التي أجراها أخيرًا للمساعدة في حل الأزمة السورية، معربًا عن أمله بأن تتجه الأطراف المعنية بالأزمة نحو حل يضع حدًا لواقع "لا يزال مقلقًا"، مضيفًا أن "الأسد تحدث عن نظرته لهذا الوضع، وتكلمت أنا عما رأيته في الخارج في المقابلات التي أجريتها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة، وعن الخطوات التي أرى أنه يمكن أن تتخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الازمة".
في السياق، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث إلى قناة "روسيا اليوم"، أن "استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون بمثابة انتحار سياسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد"، مشيرًا إلى أنه "لا يعتقد أن سورية ستستخدم أسلحة كيميائية، وأنه كلما وردتنا شائعات أو معلومات تفيد بأن السوريين يستخدمون الكيميائي، وإننا نتحقق منها مرة أو مرتين، ونتوجه إلى الحكومة، وفي كل مرة نتلقى تأكيدًا حازمًا بأنهم لن يفعلوا ذلك أيًا كانت الظروف".
وقال لافروف: إن نشر بطاريات صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ على الحدود التركية يهدف إلى مواجهة التهديدات المقبلة ليس فقط من سورية، بل من إيران أيضًا، وبالنسبة للغرض من النشر، أقر وأسمع بأن خبراء يعتقدون أنه إذا كان الهدف التصدي لأي نيران آتية من سورية عبر الحدود، فيمكن نصبها بطريقة مختلفة قليلاً، وكما هو متصور في ما يتعلق بنشر الصواريخ، يقول البعض إنه سيكون مفيدًا لحماية الرادار الأميركي الذي يشكل جزءًا من نظام الدفاع الصاروخي الأميركي الذي يتم نشره من أجل مواجهة التهديد من إيران، ولو أن هذه هي الحال، فهي أكثر خطورة، لأن تعدد أهداف النشر يمكن أن يشكل هواجس إضافية".
وكان حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قد وافق في وقت سابق الشهر الجاري، على نشر أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" المضادة للصواريخ على الحدود بين تركيا وسورية، للتصدي الصواريخ أو قذائف الهاون التي قد تطلق من سورية إلى تركيا عبر الحدود، في ظل الاضطرابات وعمليات القتال الدائرة هناك منذ أشهر، ومن المقرر نشر ست بطاريات "باتريوت" تحت قيادة "الناتو" بحلول نهاية الشهر المقبل.