(اليمين) داود شهاب ، (اليسار) سامي أبو زهري
(اليمين) داود شهاب ، (اليسار) سامي أبو زهري
غزة ـ محمد حبيب
كشفت مصادر في حركتي "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، الفلسطينيتين النقاب، عن اتصالات ولقاءات مكثفة تُجرى بين قادتهما للبحث في إمكانية التقارب، وتحقيق الوحدة في ما بينهما.وأفادت المصادر لـ"العرب اليوم"، أن "اللقاءات تجري في قطاع غزة، وفي الخارج، وبين المعتقلين من الحركتين داخل السجون الإسرائيلية"، فيما أبقى
مسؤولو الحركتين تفاصيل اللقاءات الجارية "طي الكتمان"، وسط ترحيب قادة "حماس" بفكرة الاندماج، وإن كان أي منهم رفض توضيح معنى "الاندماج".
وقال الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري:" إن الحركة معنية بتوفير أكبر درجة ممكنة من التقارب" مع "الجهاد الإسلامي" في طريق "الوحدة الاندماجية"، لافتًات إلى أنه "تم عقد العديد من اللقاءات بهذا الصدد، كان أخرها قبل عدة أيام، نوقشت خلالها العديد من القضايا من أجل إحداث التقارب"، فيما أكد أن "الأمور في حاجة إلى مزيد من التقارب".
من ناحيته، قال الناطق باسم "الجهاد الإسلامي" داود شهاب:" الحركتان بدأتا فعليًا حوارًا معمقًا في الداخل والخارج؛ من أجل تحقيق الوحدة"، معتبرًا أن هذه الوحدة "سوق تشكل نواة لوحدة الحركة الإسلامية في العالم"، وفيما اعتبر أبو زهري في تصريحه لموقع "حماس" الالكتروني، "الوحدة ضرورة وطنية وفرضًا شرعيًّا"، فان القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي كرر ذات التصريح قائلاً:" إن وحدة قوى المقاومة الفلسطينية واجبٌ شرعي وضرورةٌ وطنية".
وكشف أبو زهري، أن "هناك خطوات إجرائية عديدة اتخذت منذ فترة لإحداث التقارب"، فيما قال:" لكن نحن معنيون برفع درجة التقارب، وهناك قضايا يجري نقاشها، كما أن الاهتمام من قبل الحركتين بتحقيق التقارب وتعزيز الوحدة يأتي في ظل التطورات التي تشهدها الأمة، وتقدم الإسلاميين"، مؤكدًا على "ضرورة توحيد القوى لخدمة المشروع الإسلامي، وتوحيد الجهود الإسلامية في الساحة".
وأضاف:" من باب أولى أن يتم ذلك على الساحة الفلسطينية، خاصة أن حماس والجهاد يتصدران مشروع المقاومة في فلسطين، إلى جانب القوى والفصائل، من أجل خدمة القضية الفلسطينية".
من ناحيته، نفى القيادي البارز في "حماس" محمود الزهار، وجود أي توتر مع "الجهاد الإسلامي"، مشيراً إلى أن "هناك بعض الأشخاص لا يروق لهم أي تقارب بين الحركتين، وبالتالي فإنهم يسعون إلى ترويج الشائعات"، مؤكدًا أن "العلاقة بين الحركتين جيدة وأفضل من أي وقت مضى"، بينما لفت إلى أن من يقومون بـ"ترويج الشائعات" يدركون أن التقارب بين "حماس" و"الجهاد" يزيد الحركة الإسلامية "قوة".
وأضاف: "اتفقتا في جلسة سابقة على القيام بخطوات تقريبية بين الحركتين، والأيام المقبلة سوف تشهد تطوير هذه الخطوات، فنحن نتمنى أن نصل إلى اللحظة التي تكون الحركة الإسلامية فيها بكافة أذرعها واحدة موحدة في فلسطين".
واستأنفت الحركتان حوارًا جادًا وموسعًا، في محاولة جديدة لدمجهما في تنظيم واحد، بعد أعوام من الخلافات السياسية والفكرية بين الفصيلين، اللذين يمثلان الإسلام "السني الوسطي"، ويعتبران أهم الفصائل وأكبرها خارج منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال القيادي البارز في "الجهاد" داود شهاب، إن "الحركتين بدأتا نقاشًا معمقًا، وعلى نطاق واسع في الضفة وغزة والخارج وفي السجون الإسرائيلية؛ من أجل تحقيق الدمج"، غير أنه لم يؤكد ما إذا كانت الحوارات يمكن أن تنتهي إلى دمج كامل أو جزئي.
وأضاف شهاب:" لا نعرف إلى أين يمكن أن نصل.. إلى وحدة كاملة أو تنسيق مواقف، أو وحدة متعددة، أو غيره.. هذا رهن نتائج الحوار.. الحديث عن تحقيق وحدة إسلامية في فلسطين، هدف كبير يحتاج إلى جهد كبير، ونحن نسعى إلى تجميع الكل حول خيار المقاومة وتحرير الأرض".
وتابع:"نحن بذلنا قبل ذلك جهودًا كبيرة للتقارب بين القوميين والوطنيين والإسلاميين، فكيف بحركتين إسلاميتين تمثلان الإسلام السني ولهما مرجعية فقهية واحدة؟.. من المهم تعزيز المشترك بينهما"، فيما اعتبر شهاب، أن الخلافات السياسية مع "حماس" يمكن تجاوزها، باعتبار أن "تحقيق الوحدة الإسلامية واجب شرعي ووطني"، قائلاً:" نريد أن ندفع في اتجاه تعزيز القواسم المشتركة ونقاط الالتقاء وتذويب التباينات والخلافات".
وإذا ما تحقق الدمج بين "حماس" و"الجهاد"، فإنهما قد يشكلان فصيلاً كبيرًا يصعب التغلب عليه شعبيًًا، نظرًا لما تحظيان به من شعبية في الشارع الفلسطيني لا يوازيها إلا شعبية "فتح"، الفصيل الأكبر في منظمة التحرير، فيما تنوي "الجهاد"، و"حماس" الانضمام إلى منظمة التحرير، وخوض الانتخابات البلدية وانتخابات المجلس الوطني.
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية، دعا إلى الجدية في مسألة الاندماج بين حركته و"الجهاد الإسلامي".
وقال بيان صدر عن مكتب هنية، إنه دعا خلال لقائه مع وفد من قيادة "الجهاد الإسلامي" إلى "حوار معمق" بين الحركتين؛ من أجل تحقيق الوحدة الاندماجية التامة بينهما"، فيما أوضح البيان أن هنية والوفد القيادي من "الجهاد" ناقشا "أخر المستجدات السياسية، وأخر تطورات عملية المصالحة، ونتائج الثورات العربية والعلاقات الثنائية بين الحركتين".
وأكد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة طاهر النونو، أنه "جرى الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من الحركتين، لبحث السبل الممكنة لتحقيق الوحدة والاندماج التام بينهما"، قائلاً: إنه جرى خلال لقاء رئيس الوزراء إسماعيل هنية وفد من حركة "الجهاد" الثلاثاء الماضي، بحث العلاقة الثنائية بين الحركتين، ووجدنا ترحيبا من حركة "الجهاد" لفكرة الاندماج، وبقي أن يتم تسمية أعضاء هذه اللجنة".
وأضاف النونو:"هناك تقارب بين الحركتين في الفكر والرؤية والإستراتيجية، ورئيس الوزراء التقط هذه اللحظة وهذه المناسبة وهذا التقارب، وتقدير الوضع الذي يتغير في المحيط العربي ليطلق هذه الدعوة".