الصحافيين الإيرانيين مازيار بهاري، صادق سابا ونفيسة كوهنافارد
تم تكثيف المضايقات التي يتعرض إليها أفراد الأسرة مرة أخرى في إيران، من قبل المسؤولين الأمنيين.
وتعرض العشرات من الصحافيين الإيرانيين الموظفين في خدمة "بي بي سي" الفارسية في لندن إلى عملية تشويه برعاية السلطات الإيرانية، والتي تهدف إلى تشويه سمعة الصحافيين في نظر الجمهور في إيران، وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطات الإيرانية إلى مثل هذه الأساليب، ولكن صادق سابا، رئيس "بي بي سي" الفارسية، قال إن عدد الحوادث ومستوى التحرش زاد في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال: "بالمقارنة مع الجولة السابقة من التحرش، هذه المرة اللغة التي تستخدم في إيران ضد أفراد أسرنا كانت أكثر تهديدًا، فقد تم استدعاء أفراد أسر الصحافيين إلى مقر المخابرات لاستجوابهم.
وقال أحد الصحافيين الذين تم استجواب عائلته مرات عدة إنه قيل له إنه يجب أن يتوقف عن العمل لدى لهيئة الإذاعة البريطانية أو التعرض إلى القتل.
وفي الأسابيع الأخيرة، أقام ناشطون مؤيدون للنظام عددًا من حسابات "فيسبوك" والمدونات الوهمية، بأسماء الصحافيين العاملين لدى "BBC"، أو زملائهم الإيرانيين. حيث يتم تحويل زائري موقع realBBCPersian.com إلى الموقع المزيف persianbbc.ir.
وهو موقع وهمي يحاكي موقع "بي بي سي" في التصميم والخطوط، ولكن لديه محتوى مختلف تمامًا. مثل "موت بن لادن، صدام حسين: قصص ملفقة من قبل واشنطن"، وهو العنوان الرئيسي لمقال نشر أخيرًا على موقع persianbbc.ir.
وكانت مقدمة برنامج "Your Turn" الحواري على "BBC" الفارسية، نفيسة كوهنافارد، واحدة من الضحايا. فقد تم نسبة اعتراف كاذب على حساب وهمي لها على موقع "فيسبوك"، والذي يحمل اسمها وصورتها، بأنها تؤمن بثقافة العلاقات خارج نطاق الزواج بين الصحافيين الذين يعملون في خدمة "بي بي سي" الفارسية. وتم نشر هذه التعليقات الوهمية التي نسبت إليها على نطاق واسع في إيران.
ونشرت إحدى الصحف القومية في إيران قولها المزور: "بالنسبة إلى علاقاتي مع زملائي فهي ليست محدودة بالنسبة إليّ، فهي أمر عادي وطبيعي هنا".
وبعد نشر الأخبار الكاذبة في جريدة Vatan-e-Emrooz daily تم تناقل المواد الوهمية من قبل وكالات الأنباء التابعة للدولة. وعادة ما يتم تلفيق أخبار كاذبة تستهدف أكثر القضايا حساسية في إيران، وخاصة بين المحافظين، الذين لديهم هواجس من نمط الحياة الغربية.
وفي مقالة بعنوان "شبكة من الفساد"، تم تقديم الصحافية نفيسة كجاسوسة تنقل الأخبار السرية إلى بريطانيا، والتي فرت من إيران بطريقة غير شرعية عبر الجبال، بمساعدة عميل يدعى غضنفر.
وقد تم الآن غلق الحساب الوهمي من إدارة الموقع.
وقد تم استهداف الصحافيين الإيرانيين في راديو فاردا، وخدمة الإذاعة الفارسية في أوروبا الحرة / راديو ليبرتي (RFERL)، والكثير من الزملاء الذين يعملون لدى وسائل الإعلام المستقلة، التي يتم استهدافها.
وكتبت الصحافية الإيرانية غلناز إسفندياري على مدونتها RFERL "يجب التوقف عن الكتابة عن إيران، أو مواجهة العواقب"، هذه هي الرسالة التي يتم إرسالها إلى الصحافيين الإيرانيين الذين يعملون خارج البلاد، جنبًا إلى جنب مع تحذيرات من أن سمعتهم، وأمورهم المالية، وأسرهم معرضة للخطر إذا ما رفضوا الانصياع".
وفي "بي بي سي"، تم استهداف أشخاص آخرين، بما في ذلك مقدمة البرامج بونيه غودوسي، التي كانت موضوعًا للافتراءات على شاشة التليفزيون. فقد زعم متصل مجهول أنها تعرضت إلى الاغتصاب من قبل رئيسها.
وقال سابا إن الضغوط تصاعدت على مراسلي "بي بي سي" بعد بث فيلم وثائقي في أوائل كانون الأول/ ديسمبر يوضح الإكراه على الإدلاء باعترافات، وهو من إخراج الإيراني مازيار بحاري. ويحكي الفيلم قصة بحاري وعدد من الإيرانيين الآخرين، الذين أجبروا على الاعتراف تحت الإكراه في السجون الإيرانية.
بعد استجواب أفراد الأسرة، قال سابا إن هيئة الإذاعة البريطانية أصبحت قلقة للغاية "من استخدام ايران لهذه التكتيكات للضغط
على الأبرياء في إيران، وهم أسر الصحافيين، ولكنهم ليس لديهم سيطرة علينا".
وقال "تستند الادعاءات الواردة في وسائل الإعلام الإيرانية على محتويات مفبركة، أو حسابات وهمية وغير صحيحة".
وقال: "هذا في الواقع يعتبر سرقة للهوية، إنهم يكتبون ما يريدون ويخلقون انطباعات أن من كتب هذه الأخبار الكاذبة هم حقًا الصحافيون العاملون في BBC".
وأضاف سابا أنه لا يعتقد أن غالبية الناس في إيران سوف يصدقون ما يقرؤون عن الصحافيين العاملين في "بي بي سي" في وسائل الإعلام الإيرانية، لكنه أصر على أن هذا المحتوى الوهمي خلق الكثير من الارتباك.
وعلى الرغم من أنها مكروهة من قبل الحكومة الإيرانية، تحظى "بي بي سي" الفارسية بشعبية كبيرة داخل إيران، والتي يشاهدها الملايين
عبر الصحون اللاقطة المثبتة على أسطح المنازل بطريقة غير قانونية.
ووفقًا للجنة حماية الصحافيين (CPJ) ومقرها نيويورك تأتي ايران في المركز الأول بين الدول التي تقوم بحبس وقتل الصحافيين.
فهناك أكثر من 30 صحافيًا ومدونين وراء القضبان في البلاد، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل أحمد زيد العبادي، عيسى ساهارغيز مسعود بستاني.
وأدانت "لجنة حماية الصحافيين" و"مراسلون بلا حدود" حملة ايران لتخويف وتشويه الصحافيين.