الذي تنظمه كلية الإعلام في جامعة الأزهر الشريف برعاية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب, وذلك في قاعة الإمام محمد عبده في الجامعة، في حضور كل من عضو هيئة كبار العلماء الدكتور أحمدي أبو النور نائباً عن شيخ الأزهر, وزير الإعلام الدكتور صلاح عبدالمقصود, رئيس مركز الدراسات المعرفية الدكتور عبدالحميد أبو سليمان, عميد كلية الإعلام ورئيس المؤتمر الدكتور عبدالصبور فاضل , رئيس الهيئة العامة للإستعلامات السفير محمد بدر الدين, وكيل كلية الإعلام ومقرر المؤتمر الدكتور عرفة عامر.
   وأكد رئيس مركز الدراسات المعرفية الدكتور عبدالحميد أبو سليمان, في كلمته خلال المؤتمر, أنه لابد قبل أن نفكر في إعداد الإعلاميين يجب أن نُعِدّ المُستمِع لكي يُميِّز الخبيث من الطيب وبخاصة بعد ما نشهده من المنازعات الإعلامية, لما قام به هذا الجيل الصغير في تغيير مسار الأُمة, ولكن يجب أن نعي أن هناك تفاوتاً في القدرات على أساسها سيتم العمل, وكذلك تساوي الكرامات بين الوزير والخفير، فكلٌّ له كرامة متساوية.
     وأشاد نائب رئيس جامعة الأزهر الدكتور إبراهيم الهدهد بالدور الذي قامت به جامعة الأزهر على مدار السنين, فيحسب للأزهر أنه أول جامعة قدمت للعالم المعيد وكان دوره قديماً إعادة ما يقوله الأستاذ لتلاميذه في الدرس، ونقل الهدهد تحية رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد, للسادة حضور المؤتمر, مؤكداً أن ما منعه عن الحضور ظروف اجتماعية.
   ولفت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات السفير محمد بدر الدين إلى أهمية القضية الإعلامية التي يناقشها المؤتمر الأحد، لافتاً إلى أن مصر تمر بتحولات سياسية تفتقد آليات الحوار البَنَّاء, وإن كانت التجربة المصرية تتسم بالنمو الملحوظ تجاه التحول الديمقراطي, ولكن علاقة الإعلام بالسلطة الحاكمة لها كبير الأثر على الممارسات الإعلامية وخلق السلوك والتوقعات للإعلاميين، مضيفاً أن النضال الإعلامي خلال النظام السابق وما قبله كان لضمان استقلالية الإعلام بعيداً عن الأنظمة, وقد نقل إلينا الإعلام خلال تغطياته للمتغيرات السياسية حالة التذبذب التي يعانيها الكثير من السياسيين الموجودين على الساحة الآن, كما أن قيام الإعلامي بدور المحلل السياسي كان له كبير الأثر سلباً على تشكيل فكر المتلقي من المواطن العادي.
   وأشاد وزير الإعلام بقرار رئيس الجهمورية الدكتور محمد مرسي بسحب البلاغات ضد الإعلاميين كلها, وإلغاء عقوبة الحبس على النشر, منوها بدور الرئيس مرسي ذلك الرئيس المدني المنتخب الذي طالما قاد المعارضة ضد تسلط النظام المخلوع , الذي تَفَنَّن في تفصيل قوانين تقييد الحريات.
   وأضاف عبدالمقصود أن من حق أي مواطن التقدم بطلب للحصول على ما يريد من معلومات أينما شاء وكيفما أراد, في الوقت الذي كنا نُحْرَم فيه من حضور المؤتمرات في ظل النظام البائد, وكذلك تأسيس المجلس الوطني للإعلام ونص الدستور له على حفظ استقلالية الإعلام.
   وأشار إلى أن الإعلام هذه الأيام يواجه الكثير من الانتقادات ولكن هذه الانتقادات ظاهرة صحية لسبب ما أوتينا من حرية, تحولت إلى الكم الزائد على الحد، مطالباً جموع المصريين بالصبر على النظام الحالي ومُبَشِّراً بأنه في نهاية هذا النفق ضوء أمل من التطور الاقتصادي والسياسي ولعل أقرب مثال على انحياز الدكتور مرسي للطبقة الكادحة هو زيادة المعاشات بمجرد توليه الرئاسة بنسبة 50% ومن ينتظر أن يحدث في مصر التقدم والتطور الحاصل في تركيا، فأُبَشِّره بأنه بالصبر سنصبح أفضل من تركيا.
   وشدد الدكتور عبدالمقصود على ضرورة العمل الجاد من أجل تحقيق مطلب إعلاميي مصر بأن يكون لكلية الإعلام في جامعة الأزهر المبنى المستقل الخاص بها, مشيداً بالدور الذي قام به الإعلام المصري في تحقيق التحول الديمقراطي، ومتعهدا بأنه لو كُتِبَ له الاستمرار في حمل الحقيبة الوزارية سيُولِي عملية إنشاء مبنى مستقل لكلية الإعلام في جامعة الأزهر أولى اهتماماته لضمان استقلالية الإعلام والإعلاميين.
    ورأى عضو هيئة كبار العلماء الدكتور أحمدي أبو النور أن التحول الديمقراطي الصحيح هو ما يحدث الآن حينما يتحدث الشعب عن نفسه, فالمصريين أجدر من يقود مسيرة تنميتهم.
    وقال أبو النور نائباً عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, الذي طالما أبدى سعادته في أن يكون للأزهر استقلاليته، وهذا الاستقلال لن يكون إلا من خلال الإعلام.
   وتستمر فعاليات المؤتمر الذي بدأ الأحد إلى 17 نيسان/أبريل الجاري, بالتعاون مع مركز الدراسات المعرفية في القاهرة ومعهد التنوع الإعلامي ومعهد الصحافة الدولية في جامعة OHIO.