رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان و نجيب ميقاتي
الفساد وعزل الفاسدين والمفسدين بالإضافة إلى فتح الملفات القضائية النائمة الذي هو السبيل الوحيد للانطلاق الحقيقي لقيام دولة القانون والعدالة والمواطنة التي دفع شهداؤنا الأبرار حياتهم ثمنا من أجل حرية وطننا وسيادته واستقلاله.
وحيا رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي شهداء لبنان في ذكراهم التي تصادف الاثنين، مستذكرا شهداء الأمس البعيد وشهداء الأمس القريب، ومعتبراً أنهم سقطوا جميعا، دفاعا عن وطن آمنوا به، كل من موقعه وقناعاته، والتقوا في تجسيد هذا الايمان بالوفاء والتضحية وأسمى درجات العطاء.
وقال الرئيس ميقاتي "ما أحوجنا اليوم، ونحن نحيي ذكرى الشهداء، إلى وقفة وطنية جامعة نؤكد فيها أن دماء شهدائنا، إلى أي طرف انتموا، لم تذهب هدراً، وأن ما قدموه في سبيل وطنهم، يشكل دائماً الحافز من أجل تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا والمنطقة والتي تتطلب منا جميعا وعي حجم الأخطار التي تتهددنا، القريبة منها والبعيدة، ولاسيما تلك التي يتسبب فيها العدو الإسرائيلي الذي يتحين الفرص للانتقام من لبنان".
وأضاف الرئيس ميقاتي "أن المحافظة على ما حققه شهداء لبنان، تفرض علينا تعزيز وحدتنا الوطنية في مواجهة محاولات النيل منها، وتفويت الفرص على الساعين لتحويل الساحة اللبنانية مجددا ملعبا لمؤامراتهم وأطماعهم ومتنفسا لمخططاتهم العدوانية، وهذا لن يكون إلا من خلال التزام اللبنانيين كافة من دون استثناء ثوابت تحمي وطنهم من أن يكون مرة أخرى أداة للصراعات التي تشهدها بعض الدول والأنظمة، والتي لا قدرة للبنان على التأثير في نتائجها، سلبية كانت أم إيجابية، بل على العكس فإن التداعيات كلها التي يمكن أن تنتج عنها ستؤذي حتما لبنان، أرضا وشعبا ومؤسسات واقتصادا، فضلاً عن تغييب الدور المميز الذي لعبه عبر التاريخ في محيطه والعالم".
وختم الرئيس ميقاتي "في يوم الشهداء، تحية إكبار إلى أرواحهم الطاهرة، ووقفة اعتزاز بالشهداء الأحياء مدنيين وعسكريين، من جرحى ومعوقين وأسرى ومعتقلين، وآمل في أن تكون تضحياتهم منارة ترشدنا جميعا إلى الطريق الصحيح لإنقاذ لبنان حتى لا يُستشهدوا مرتين".
وكان الرئيس ميقاتي أجرى اتصالا هاتفيا بكل من نقيب الصحافة محمد بعلبكي ونقيب المحررين الياس عون حيا فيهما ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية من أصحاب صحف ومحررين ومصورين وعاملين في المؤسسات الإعلامية كافة، "الذين دفعوا من دمائهم الغالية ثمن النضال من أجل حرية الكلمة التي كانت وستبقى مصانة في لبنان".
وفي نقابة الصحافة حيث جرى الاحتفال بالذكرى تقدم الحضور وزير الإعلام وليد الداعوق ممثلاً لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وحضر وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي وشخصيات لبنانية ودبلوماسية وفلسطينية ورؤساء تحرير الصحف والمجلات وحشد من الشخصيات الإعلامية والاجتماعية.
وبعد النشيد الوطني ألقى البعلبكي كلمة قال فيها "في ذكرى السادس من أيار/مايو، ذكرى شهداء الصحافة هذا العام، بات من الضروري إطلاق هذه الصرخة لوضع الرأي العام اللبناني في صورة الأزمة البالغة الخطورة التي تواجهها الصحافة اللبنانية جراء إغفال مطالبها المتكررة التي تهدف إلى مساعدتها على مواجهة أوضاعها الراهنة بعد أن أخذت تهدد استمرارها في الصدور" .
وأضاف "أخيرا طلعت علينا لجنة الإعلام اللبنانية بمشروع من شأنه عمليا، إذا اعتُمد ونُفذ، إلغاء صحافة لبنان ودور وزارة الإعلام ونقابتي الصحافة والمحررين في لبنان تحت شعار إطلاق حرية الصحافة في لبنان متجاوزا تاريخ الصحافة اللبنانية فضلاً عن تجاوزه الحقوق القانونية الشرعية لأصحاب الصحف. وسبق للجنة تحديث القوانين برئاسة نائب الأمة الأستاذ روبير غانم أن وضعت مشروعاً لتعديل قانون المطبوعات وتفضلت فطلبت رأي نقابة الصحافة في هذا المشروع . فعكفت النقابة على دراسته دراسة دقيقة انتهت بوضع مشروع مقابل. كما قامت بوضع جدول ثلاثي لتيسير المقارنة مع قانون المطبوعات وقانون لجنة تحديث القوانين. غير أن لجنة الإعلام البرلمانية لم تأبه للجهد المبذول في هذا الاتجاه، وارتأت أن تركز جهدها على وضع مشروع لم تستشر به النقابة بكل ما فيه من تهديد حقيقي لحرية الصحافة المسؤولة بما هو يهدد فعلا تحول هذه الحرية الى فوضى لها أول وليس لها آخر، فضلا عما يشتمل عليه من تجاوز مكشوف لحقوق الزملاء أصحاب الصحف المعنوية والمادية، مما يعني أن الصحافة اللبنانية باتت مهددة بأن تنقلب بالفعل مهنة الاستشهاد من النواحي كافة لا مجرد مهنة المتاعب" .
وتابع "وكانت نقابة الصحافة رفعت إلى المراجع المختصة مذكرات متواصلة بمطالب الصحافة لم يتحقق منها شيء حتى الآن. ومن المفيد بالتأكيد إعادة التذكير بهذه المطالب للعمل على تحقيقها معا في أسرع وقت، كإعادة النظر في قانون الإعلام المرئي والمسموع لجهة وجوب تحديد المساحة الزمنية المخصصة للإعلان في الساعة الواحدة أسوة بما هو مطبق في الإعلام المرئي والمسموع لدى معظم الدول حيث لا تتجاوز هذه المساحة ست دقائق في الساعة الواحدة على الأكثر، مع ضمان وضع حد لمضاربة غير مشروعة لجهة سعر الإعلان ويشمل هذا الموضوع أيضا الإعلام الإلكتروني. طالبنا أيضا برفع سعر الإعلان الرسمي الذي ينشر في الصحف، على أن يقتطع نصف هذه الزيادة لدعم صندوق ضمان أصحاب الصحف الصحافيين.
وأضاف "ومن مطالبنا أيضا، تمسك نقابة الصحافة بحق الصحافيين بحسم خمسين في المائة من فاتورة الهاتف الثابت والهاتف الخلوي وفقا لما كان عليه الوضع في العهود السابقة. وفيما يتعلق بغرامات التأخر في تسديد أقساط الضمان الاجتماعي المترتبة على المؤسسات الصحافية، وقد بلغت مئات ملايين الليرات في بعض الحالات. وتطالب النقابة بإسقاط هذه الغرامات والاكتفاء بتحصيل الأقساط الأساسية نظرا للأزمة المادية الخانقة التي تواجهها معظم صحف لبنان".
وتابع "آخر ما تعرضت له الصحافة اللبنانية القرار الذي اتخذته شركة LIBAN POST بزيادة أسعار البريد للمطبوعات الدورية. وتتفاقم المشكلة إذا كانت المطبوعة الدورية تعتمد على الاشتراكات ولديها مشتركون في معظم الدول العربية وبعض الدول الأجنبية.
وقال "طالبنا أيضا بإعادة النظر في حق الصحافيين المتعاقدين مع وزارة الإعلام، سواء في الوكالة الوطنية للإعلام ، أو في تلفزيون لبنان ، أو في إذاعة لبنان أو كمستشارين صحافيين في الوزارات والدوائر الرسمية، بالانتساب إلى الجدول النقابي العام للصحافة، باعتبار أنهم متعاقدون وليسوا موظفين رسميين لدى الدولة".
وختم البعلبكي"إن المخاطر التي باتت تهدد مستقبل الصحافة اللبنانية لم تعد تحتمل التأجيل في تحقيق مطالبها المحقة. ومسؤولية الدولة عن مصير الصحافة المطبوعة لا تقف عند حدود مصلحة الصحافة وحدها بل تتجاوزها الى المسؤولية الوطنية عن لبنان في رسالته الحضارية، لما للصحافة من دور تاريخي حملت أعباءه عبر السنين بكل شجاعة ولم تبخل في تأدية هذا الدور بدماء الشهداء الأعزاء الذين قدموا أرواحهم على مذبح حرية الرأي حتى غدت صحافة لبنان مضرب المثل في العالم العربي خصوصا وفي كثير من بلدان العالم وموضوع افتخار لبنان على مدى السنين" .
من جانبه نقل الداعوق تهاني سليمان وميقاتي، وحيا ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية، وقال "بالنسبة إلى اقتراح القانون الخاص بالإعلام والذي أشار إليه النقيب محمد البعلبكي في كلمته، سيكون موضع تشاور مع نقابتي الصحافة والمحررين وستؤخذ ملاحظات النقابتين في الاعتبار في كل ما يتصل بالعمل الإعلامي في لبنان" .
وختم متوجها بالشكر الى الحضور، وهنأ المكرمين والمسيحيين الارثوذكس بمناسبة عيد الفصح.
وبعد الكلمات وزعت دروع تكريمية لعدد من الصحافيين الذين مر على تسجيلهم في الجدول النقابي للصحافة 50 عاماً وهم: عبدالغني سلام، محمد عبدالله مشنوق، عبدالله سكاف، سعيد ناصرالدين، اياد موصللي، سمير نصري عطاالله، حسن ياغي، فؤاد خليل مطر، محمود علي غزالة، انطوان بطرس خويري، عبدالكريم ناطور، أنور نصار، إلين لحود، أفلين مسعود، كمال فضل الله، جوزيف سمعان سيف والراحل حسني رمضان.