الرئيس الإيراني أحمدي نجاد
مجموعة من المسؤولين يرتدون ملابس مدنية، وقاموا بنهب المكاتب وتصوير الأوراق ومصادرة الوثائق، والقبض على عدد من الصحافيين.
واتصلت صحيفة "غارديان" هاتفيًا بالصحافيين في جريدة "اعتماد وبحر" في المساء، وكان المسؤولون موجودين في المكاتب، ولكن كان من الصعب التواصل مع المحررين من الصحيفتين. وكان رئيس تحرير جريدة "اعتماد" جواد داليري من بين ما لا يقل عن 10 صحافيين ألقي القبض عليهم.
وأكدت وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية أنه تم القبض على عدد من الصحافيين، وأن المسئولين كانوا يحملون مذكرات اعتقال صادرة عن السلطات القضائية.
وذكرت الوكالة أنه تم اعتقال عدد من الصحافيين منهم ساسان آقايي، نسرين تاخايوري، بوريا العلمي إيملي أمريا، بيجمان موسوي، سابا ازاربيك، نرجس سوداكي، موتاهاري شفيع، وأكبر مونتاجيبي. وليس من الواضح إذا ما تم نقلهم أو تم اعتقال المزيد من الصحافيين. ووفقًا للوكالة تم القبض على صحافيين من جريدة "آسمان" الأسبوعية الإصلاحية.
ووفقًا لموقع "كلمة"، وهو موقع مقرب من زعيم المعارضة مير حسين موسوي، تم إلقاء القبض على صحافيين آخرين، السبت، وهما المحرر السياسي لوكالة الأنباء الإيرانية ميلاد فاداي أصل، وسليمان المحمدي، وهو مراسل من صحيفة "بحر" الإصلاحية. وذكر أنه تم تقلهما إلى سجن إيفين في طهران.
ولا تزال الأسباب الكامنة وراء الاعتقالات الجماعية، الأحد، غير واضحة، ولكن وكالة "مهر" قالت إنهم متهمون بالتعاون مع مؤسسات إعلامية ناطقة بالفارسية خارج البلاد "مناهضة للثورة". وقد اعتقلت إيران في السابق أشخاصًا ادّعت أن لهم صلات مع وسائل إعلام خارجية ناطقة بالفارسية، وخاصة خدمة "بي بي سي" الفارسية، التي تعتبر مكروهة من قبل الجمهورية الإسلامية، لكنها لديها شعبية كبيرة في البلاد.
أيضًا، أمر مسؤولون قضائيون، الأحد، بتصفية موقع "تابناك"، وهو موقع إخباري على مقربة من المرشح الرئاسي السابق محسن رضائي. ولم يقتصر اعتقال الصحافيين في إيران على المقربين من الإصلاحيين. فقد حكم على المستشار الإعلامي للرئيس محمود أحمدي نجاد، علي أكبر جوانفكر بالسجن لمدة ستة أشهر في أيلول/ سبتمبر.
ووفقًا للجنة حماية الصحافيين "CPJ" ومقرها نيويورك، فإن إيران حاليًا ثاني أسوأ دولة في العالم تقوم بحبس الصحافيين، حيث إنها قامت بحبس 45 صحافيًا خلف القضبان.
لم يكن الصحافيون الإيرانيون العاملون في المنفى بمنأى عن هذه الحملة، ولا حتى وسائل الإعلام الأجنبية داخل البلاد. فقد تعرضت أسر الصحافيين الذين يعيشون في المنفى إلى المضايقة مرارًا وتكرارًا من قبل السلطات الإيرانية واستدعتهم لاستجوابهم. وفي العام الماضي، أغلقت إيران مكتب "رويترز" في طهران، وتعرض واحد من موظفيها إلى التحقيق.
وقال نائب مدير لجنة حماية الصحافيين روب ماهوني، في تشرين الأول/ أكتوبر "إن الوضع بالنسبة للصحافيين المستقلين في إيران يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث يتعرض الصحافيون إلى الاضطهاد والسجن، في محاولة من السلطات لترهيب وسائل الإعلام، ودفعها للصمت أثناء الانتخابات، وعلى المجتمع الدولي أن يتحدث علنًا ضد هذه الأعمال".