تلاميذ في إحدى المدارس البريطانية
لندن ـ كارين إليان
بدأت الحكومة البريطانية في اتخاذ ترتيبات خاصة لتمويل المدارس الحرة بهدف أن يكون الموضوع المدرسي شاملًا و متماسكًا ومبنيًا على نظرية موثقة.
ويأتي التشديد على التمويل بعد تزايد مخاوف العلماء من أن المدارس الحرة التي يديرها المتدينون تقدم الرأي القائل بأن "إله خلق العالم حقيقة واقعة". وذلك بعد حملة من قبل
الجمعية الملكية و رئيسها السير بول نرس الحائز على جائزة نوبل في علم الوراثة و عدد من الجماعات العلمانية والإنسانية.
وكانت وزارة التعليم قد وافقت على إدارة ثلاث مدارس حرة من قبل جماعات لديها فكر متدين علنًا. فمثلًا أعيد افتتاح مدرسة جريندون هول المسيحية في سندرلاند كمدرسة حرة في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وبموجب الاتفاق الأصلي، فإن المدارس الحرة ستحصل على تمويل حكومي، إذا تعهدت بتعليم نظرية خلق الكون كمفهوم ديني في فصول العبارات المشهورة. ولكن أثار ذلك مخاوف من أن تستغل المؤسسات التي يديرها مسيحيون متدنيون الثغرات في القواعد و يقدموا نظرية الخلق كنظرية مثبتة.
وتنص الفقرة الجديدة في اتفاقية التمويل على أنه يجب "أن يتم تدريس نظرية التطور بطريقة شاملة ومتماسكة ومبنية على نظريات موثقة بشكل واسع".
وستتم كتابة الفقرة الجديدة في اتفاقيات تمويل المدارس الحرة المقرر فتحها في إنكلترا العام المقبل أو بعده. والتي تم الإعداد لها وتدار من قبل جمعيات الآباء والجمعيات الخيرية والمنظمات الدينية المستقلة عن سيطرة المجلس المحلي.
و قال السير بول إن "الجمعية "سعيدة" بالإعلان"، مضيفًا أن "القواعد السابقة لتدريس نظرية التطور مقابل نظرية الخلق لم تكن "حازمة بما يكفي".
وأضاف بول "كان يمكننا إنهاء ذلك إذا كانت المدارس بعيدة الأفق، ولا تقوم بتعليم نظرية الخلق في العلوم، ولكن مناقشتها كأساس للدراسات الدينية، والكف عن تجاهل نظرية التطور في الدراسات العلمية".
وأوضح"في الوضع السابق كانت الرسالة الوحيدة ستكون نظرية الخلق، وكان سيتم نسيان نظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي تماما".
ورحب رئيس الرابطة الانسانية البريطانية أندرو كوبسون بـ "التغيير". و قال "ومع ذلك، فإننا نشعر بالقلق إزاء المدارس الحرة الثلاث التي تمت الموافقة عليه أخيرًا والتي تدعم تعليم نظرية الخلق كنوع من العلوم، ونشعر بالقلق لأنها ستستمر في محاولة إيجاد طرق للتحايل على الحظر".
ورحبت مديرة شبكة المدارس الجديدة، راشيل وولف والتي تقدم المشورة والدعم للمجموعات التي ترغب في إنشاء مدارس حرة بـ "الخطوة أيضًا"، و لكنها قالت إن "القواعد القائمة تعني بالفعل أن على المدارس الحرة تعليم نظرية التطور في دروس العلوم".
وفي رسالة الي الجمعية الملكية قال وزير المدارس، اللورد هيل إن "الفقرة الجديدة من شأنها "توفير طمأنينة بشكل أوضح، لأن المدارس الحرة ستكون على مستوى توقعاتنا".
و أضاف في تصريح الجمعة "يجري فتح المدارس الحرة في جميع أنحاء البلاد، استجابة لطلب المجتمع المحلي بوجود مدارس جيدة، فإنهم يعطون الآباء المزيد من الخيارات حول أين يمكنهم إرسال أطفالهم، وتساعدهم على رفع مستوى المعايير".
وأظهرت الأرقام في وقت سابق من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أن "ما لا يقل عن ربع المدارس الحكومية الحرة الرائدة التي فتحت هذا العام، تعاني من نقص الملتحقين بشكل كبير، وتم الادعاء بأن أكثر من نصف الأماكن قد تركت شاغرة في بعض المدارس".