تظاهرات في جامعة القاهرة
القاهرة ـ عمرو والي
أخطرت جامعة القاهرة، عمداء الكليات بإغلاق جميع المباني مساء الخميس، عقب انتهاء يوم العمل، كإجراء احترازي بعد الدعوات إلى تظاهرات "الإخوان" الجمعة.وأرسل رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر جاد نصار، خطابًا إلى عميد معهد البحوث الإحصائية الدكتور سيد مشعل، يطالبه بضرورة إخلاء مبنى المعهد، الخميس
، ابتداءً من الساعة الـ6 مساءً وطوال الجمعة.
وقال الدكتور نصار، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، "إن التظاهر حق دستوري، سواء داخل الجامعة أو خارجها، وأن توقيع عقوبة الفصل من المدينة الجامعية حال القيام بأي تظاهر أو اعتصام كان موجودًا في اللائحة القديمة للجامعة، وفور علمي بذلك، تم إلغاء هذا البند"، مشيرًا إلى أن إغلاق مباني جامعة القاهرة يُعدّ إجراءً احترازيًا، تحسبًا لوقوع أي أعمال عنف جرّاء التظاهرات التي دعت لها جماعة "الإخوان المسلمين" الجمعة.
وأكد رئيس جامعة حلوان الدكتور ياسر صقر، عبر تصريحات صحافية، الخميس، أن حق التظاهر والتعبير عن الرأي لكل الطلاب مكفول، بشرط التظاهر السلمي من دون المساس بالمنشآت الجامعية، لأنها في النهاية ملك للدولة، وأنه لا تهاون في أي إخلال بالنظام وفقًا لقانون تنظيم الجامعات، وسيُطبّق على أعضاء هيئة التدريس قبل الطلاب أنفسهم، واصفًا الحالة العامة في البلاد بـ"الإحتقان" جرّاء الأحداث السياسية.
وأعلنت جامعة الأزهر، شروطًا عدة لضمان الاستقرار، والتزام الطالب بمتطلبات الدراسة لدى انتسابه وسكنه في المدن الجامعية، ومنها ألا يشارك الطالب في تظاهرات سياسية أو أي عمل سياسي داخل المدينة أو الجامعة، ومشاركته تعني إبعاده عن المدن الجامعية.
وقال نائب رئيس الجامعة إبراهيم الهدهد، عبر تصريحات تلفزيونية، إن الشروط الموجودة في الجامعة قديمة وستستمر، لأن الجامعة والمدن الجامعية ليست مكانًا للسياسة ومكانها الأحزاب السياسية، وأن الجامعة مكانًا لتلقي العلوم.
وأضاف الهدهد، أن "جامعة القاهرة ألغت هذا الشرط بناءً على ما تراه من مصلحة، وهو أمر لا يلزم جامعة الأزهر بشىء"، مشددًا على حق طالب الأزهر في التعبير عن رأيه في قضايا أخرى في تظاهرات سلمية في مجال الخدمات المقدمة له في الجامعة والمدن الجامعية، من دون أن تكون هذه القضايا سياسية.
وأكد أحمد جمال الطالب في كلية الآداب جامعة القاهرة، لـ"العرب اليوم"، أن الحالة العامة في البلاد بين جميع التيارات في شد وجذب، وأن الانتقال بالاعتصامات أو التظاهرات يجعل الأمر أكثر صعوبة لا سيما مع حماس الشباب، فيما اختلف معه في الرأي مصطفى سامى الطالب في كلية الهندسة جامعة القاهرة، والذى قال "إن الجامعة جزء لا يتجزأ من الشارع، ونحن كطلاب سنشكل نواة للمستقبل في كل المجالات، وبالتالي ما المانع من ممارسة حقنا في التظاهر بسلمية والتعبير عن الرأي، وأن الجامعة هي آخر محطة لنا قبل الحياة العملية، وبالتالي داخلها نستطيع ممارسة حقنا"، مشددًا على أن "الطلاب كسروا حاجز الخوف وخرجوا إلى الميادين".
يُشار إلى أن رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، قد قرر إلغاء البند 31 من لائحة جزاءات المدينة الجامعية، والذي ينص على أن المشارك في الاعتصام أو التظاهرات يُعتبر مخالفًا، موضحًا أن "ذلك حقًا أصيلاً للطلاب وأحد مكتسبات الثورة المصرية، وأنه من الضروري أن يتم تهيئة مناخ مناسب للطلاب حتى يمارسوا أنشطتهم في المجالات كافة من دون قيود"، حسبما ذكر بيان صادر عن الجامعة في وقت سابق.