أبوغا ـ عادل جابر دعا ، إلي مزيد من الهجمات ضد المدارس، ووصف التعليم الغربي بأنه "مؤامرة ضد الإسلام"، ذلك عبر فيديو بثه منذ أيام، بعد قيام مقاتليه بقتل 46 طالبًا في اعتداء علي أحد مباني المدرسة المستخدمة للنوم.وفي الفيديو الذي بث نهاية الأسبوع، واستمر حوالي 15 دقيقة، ، قال أبو بكر شيكو، أنه سيستمر استهداف المدارس "حتى النفس الأخير".
وقال "بينما يتساءل المعلمون، من يقوم بتدريس التعليم الغربي؟. سوف نقتلهم!. سوف نقتلهم أمام تلاميذهم، وسنخبر الطلاب بعد ذلك بدراسة القرآن".
ونفي شيكو، أن يكون المسلحون قد قاموا بقتل الأطفال، قائلاً "ديننا لا يسمح لنا بلمس الأطفال والسيدات، نحن لا نقتل الأطفال". ورفض أيضًا عبر الفيديو محادثات وقف إطلاق النار. بينما قالت الحكومة الأسبوع الماضي، أنها وقعت اتفاقًا مع القائد الثاني لشيكو.
وبرغم الاعتقالات العسكرية، فإن قدرة "بوكو حرام" علي شن هجمات مكنتها إعادة رسم خطوط المعركة في نيجيريا لمدة 4 أعوم، عن طريق استهداف أهداف أكثر ليونة. وكانت سلسلة الهجمات الأخيرة علي المدارس، هي جزء من إستراتيجية ذات شقين تدعم أيديولوجية المتطرفين ضد المؤسسات الغربية، بينما يقدمون مجموعة من المجندين الجدد حتى يسحب الآباء الخائفين أطفالهم ويبعدونهم عن التعليم.
وعلمت صحيفة "الجارديان " أن الأطفال الغير ملتحقين بالمدارس والذين ليس لديهم وظائف يتم تجنيدهم بشكل كبير، وفي بعض الأحيان بالقوة، من أجل إتمام مناصب ورتب "بوكو حرام" وممارسة العنف ضد أقرانهم. وقالت الشهود أن الكثيرين يتم إعطائهم التمر المحشو بـ"الترامادول"، وهو مخدر يستخدم لتهدئة الخيول، قبل إرسالها إلي المهمات.
ونتيجة الصراع، فر مئات العائلات من المنطقة، وقال آدم محمد، تاجر منسوجات، والذي نقل عائلته لأسباب أمنية تتعلق بالأحداث " لقد أصابنا الحادث بالصدمة، الهجوم علي الطلاب أثناء نومهم هو أمر مثير للاشمئزاز، حتى أن نتخيله". وقال وهو يهز برأسه" كان أمرًا صعبًا، ولكني أشعر أنني قمت بالقرار الصائب لمغادرة يوبي، فأنا والد لثلاثة أطفال ودومًا أفكر بما يمر به آباء هؤلاء التلاميذ".
هذا و قتل الشهر الماضي، 16 تلميذًا في هجمات متتالية علي مجمع ثانوي شامل في يوبي، ومدرسة أخري في بورنو، الموطن الروحي لـ"بوكو حرام". وفي نيسان/ ابريل، تسبب هجومان علي إحدي الجامعات في مقتل  16 شخصًا.
وأعلنت حالة الطوارئ لمدة شهرين في ثلاث ولايات في الشمال الشرقي. تدفق الجنود إلي يوبي، وبورنو، وقامت الحكومة بتفكيك خلايا حضرية، غير أن "بوكو حرام" غيرت تكتيكاتها. وحاولت في وقت سابق إثارة الحرب الطائفية من خلال تفجير الكنائس المزدحمة.
ويعتقد أن إغلاق خدمات الهاتف المحمول، قد يقلل من قدرة المتمردين علي تنسيق الهجمات، ولكنه كان له أيضًا عواقب مميتة غير مقصودة.
وقال أحمد ساني، الذي يملك مزرعة علي حدود أرض المدرسة، حيث كان هناك 46 قتيلا، "شاهدت مسلحين يتسللون إلي مجمع المدرسة في جماعات، ولكن لم أتمكن من الاتصال بالشرطة لطلب المساعدة"، وأضاف" لن تتمكن الشرطة من التواجد في كل مكان، لذلك ينبغي عليهم إعادة الاتصالات حتى في حالة الطوارئ".
ويشار أن شمال نيجيريا يوجد به أعلى معدلات البطالة والتسرب من المدارس في العالم، على الرغم من كون نيجريا ثامن أكبر دولة مصدرة للنفط.
وفي واحدة من العديد من نقاط التفتيش حول العاصمة يوبي في داماتورو، قال جندي أن "عدد الأطفال الذين يقومون ببيع البضائع في الشوارع تضخمت في الأسابيع الأخيرة"، وقال الجندي، الذي أزال شارة اسمه من زيه العسكري "بينما لم يعودوا في المدرسة، فقد أرسلهم آبائهم لشراء الفول السوداني والبيض المسلوق في صفوف طويلة من المركبات، بسبب الوقوف والبحث"، وأضاف "نحن نعلم أن بوكو حرام تدفع لهم للتجسس علينا".
وقال محمد، بستاني يعمل في العاصمة الاقتصادية لاغوس، أنه فر من قريته ديكوا Dikwa، والتي تبعد كيلومترات قليلة عن معسكر "بوكو حرام" الكبيلا، "بوكو حرام في كل مكان"، وأضاف "إنهم يجمعون الضرائب منا، فقاموا بتجريد فتاة مسلمة، وقاموا بضربها، حيث أنهم يقولون أنها لم تقم بتغطية ساقيها"، وأضاف أيضاً "ابحث عن التعصب عندما تذكر المتشددين".
وقال أن اثنين منهم قاموا بزيارته في منزله في شهر أيار/ مايو، وأخبروه أن المدرسة الدينية التي يذهب إليها ابنه حرام، لأن الإمام يستخدم سبحة الصلاة. وقال "قالوا لي كل أنواع التحذير، وقالوا أنني لا يجب أن أقوم بتشبيك ذراعي أثناء الحديث معهم لأن ذلك حرام أيضًا".
وقال محمد، "بعد ذلك جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير، حينما استيقظت عائلتي علي صوت صياح احدي الجارات، أخبرتها جماعة "بوكو حرام" أنهم أخذوا طفلها إلي معسكرهم للحرب في سبيل الله"، وقال "إن عائلة الطفل هي حاليًا بوكو حرام"، وأضاف "قالت زوجتي ينبغي علينا المغادرة ذات اليوم".
وفي وزارة الدفاع في العاصمة، أبوجا، أظهر مسؤول رفيع أن لقطات فيديو وجدت علي الهواتف المحمولة لأعضاء "بوكو حرام" المزعومين. وفي إحداها ، أظهر مفجر انتحاري، قد يكون في المدرسة الابتدائية، نظارته الشمسية ويمزح باللغة العامية مع أصدقائه من أعضاء الجماعة المراهقين، بينما يذهب هو خلف عجلة السيارة المحملة بالمتفجرات. وبعد بضعة دقائق، قام أصدقائه بتصوير السيارة وهي تنفجر خارج ثكنات الجيش.
وقال المسؤول "نحن لا نستهدف التحديات الحالية، أو الهجمات الانتحارية، أوالهجمات بالعبوات الناسفة، فهذه التكتيكات التي حتى وقت قريب جدًا نراها فقط على شاشات التلفزيون، تمامًا مثل الولايات المتحدة حينما استيقظت بوقاحة علي دخول الطائرات في مبانيها". وأضاف "إنها ليست فقط حول تدريب النيجيريين كيفية إطلاق النار، نحن بحاجة إلى إن ننظر كيف سيبدو الإرهاب بعد عشرين عاما من الآن".
وقال جندي يقيم في بورنو "تجوب جماعات الأمن الأهلية المسلحة بالعصي والمناجل شوارع بورنو ويوبي خلسة، لتعقد الجهود لإخراج المتمردين" وأضاف "إنهم يريدون المساعدة في إخراجهم، ولكنهم أيضًا يمثلون مصدر إزعاج" وقال "إنهم غير مهنيين وغير مدربين للعمل، فهناك الكثير منهم ومن الصعب السيطرة والتحكم فيهم".
وعلق "المشكلة أن الكثير منهم قد فقدوا ذويهم أثناء التمرد ويبحثون في اقتصاص المدنيين من المجرمين كوسيلة للانتقام،  تم طرد الأشرار من المدن، فهم يعيدون الكمائن من القرى الآن، وهذا هو نوع مختلف من الحرب"​​.