طلاب جامعة أوكسفورد

أطلق طلاب جامعة "أكسفورد" العريقة، حملة لمطالبة قيادة الجامعة البريطانية بالتخفيف من تمييزها العنصري ضد السود، ولتمثيل الثقافة غير البيضاء بشكل أفضل، لافتين إلى ضرورة "إنهاء الاستعمار" المفروض على السود في الحياة داخل الحرم الجامعي وفي الصفوف.

وذكر المؤسس المشارك لحملة "يجب أن يسقط رودس في أكسفورد" نتوكوزو كوابي، الذي يدرس القانون في كلية كيبل في "أكسفورد"أن "الناس يتحدثون في كثير من الوقت عن الاستعمار بوصفه حدث يمت للماضي، ولا يخطر ببالهم أنه شيء يتجلى في الحياة اليومية في مؤسسات عريقة مثل أكسفورد."

وتمكنت الحملة التي انطلقت رسميا قبل ثلاثة أسابيع فقط، من حصد مؤيدين بلغ عددهم 2600 على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كما أنها تستجمع قواها أيضا على "تويتر"

وتعود جذور الحملة إلى مظاهرات جامعة "كيب تاون" في جنوب أفريقيا، حيث تظاهر طلابها في آذار/مارس لإزالة تمثال عملاق التعدين البريطاني، سيسيل رودس، الذي كان مسؤولاً عن إرساء سياسات التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا، التي استنفذت الأمة وأرهقتها في نهاية المطاف .

وأقدم الطلاب على رشق التمثال الذي شيد في الحرم الجامعي في عام 1934، بأكياس بلاستيكية تحتوي على فضلات، منددين بأنه يمثل إهانة للطلاب السود، وأن أفكاره العنصرية لا يجب أن يتم تمثيلها.

وقررت الجامعة الأفريقية إزالة التمثال في نيسان/أبريل، إذعانا لضغوط هائلة، بينما احتشد مئات المتفرجين الذين كانوا يهللون ويحتفلون بانتصارهم، وبعد نجاح مظاهرات "رودس"، بزغت احتجاجات أخرى في جنوب أفريقيا لإزالة تماثيل مماثلة.

وبدأت الاحتجاجات على التمييز العنصري، تشق طريقها إلى بريطانيا، حيث يبيّن كوابي أن الجامعة لا تجد مانعًا في تكريم شخصيات عنصرية استعمارية مثل رودس ومالك العبيد كريستوفر كودرينغتون، ولا تنتقد ذلك، وأضاف  "أحاول أن أفكر في ردة فعل العالم، لو عادت محرقة اليهود "الهولوكوست"، أو أي نوع من أنواع الظلم التاريخي المتفق عليه عالميا".

وأوضح كوابي أن الجامعة تعرض تراث رودس بطريقة غير نقدية، وتحتفل بانتصاراته، بدلاً من التفكير الناقد لأفكار هذا الرجل وعواقب ما فعله، وتابع أن اسم رودس لا يجب أن يسقط فقط عن مباني الجامعة، بل يجب انتقاد المناهج الدراسية ولوائح القراءة، بحجة أنها تعادي الأعمال النسائية وأعمال السود.

وأكد متحدث باسم "أكسفورد" أن الجامعة  "تضع ضمن أولوياتها القصوى تحديد وإيجاد سبل لضمان أن الطلاب يشعرون بالأمان بشكل أفضل وأنهم ممثلين تمثيلا جيدا في جامعة أكسفورد".

وبيّن " قدم الطلاب وصفا مفصلا ودقيقًا لتجارب الطلاب السود والأقليات في جامعة أكسفورد التي تكشف عن التمييز العنصري، والتي أوضحت أنه في حين يرتفع مستوى بعض منهم، إلا أن البعض الأخر يشعرون بالعزلة وبالمعاملة العنصرية، وتلتزم الجامعة بمعالجة هذا الأمر وترحب بإثارة طلابها لهذه القضايا في جو بناء وتعاوني".