مدارس فلسطينية تُدَّرس المناهج الإسرائيلية وتشطب الفلسطينية
رام الله ـ نهاد الطويل
حذرت مؤسسات وفعاليات فلسطينية سياسية وشعبية من خطورة تدريس المناهج الإسرائيلية في المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، في خطوة أثارت حفيظة الرأي العام الفلسطيني، واعتبرها تهويدًا للثقافة، وتزويرًا للتاريخ العربي والإسلامي. وبدأت 5 مدارس عربية في مدينة القدس المحتلة
الأسبوع الماضي عامها الدراسي الجديد، وتفاجأ الأهالي باستبدال المنهاج الفلسطيني بالمنهاج الإسرائيلي، لتدريسه لأبنائهم الطلبة. وسارعت مديرية التربية والتعليم في القدس المحتلة وعلى لسان مديرها سمير جبريل، إلى رفض واستنكار الخطوة الإسرائيلية جملةً وتفصيلا، مؤكدًا أنه تم تضليل ذوي الطلبة وبعض مدراء المدارس التي تسيطر عليها معارف وبلدية الاحتلال على أساس أن المنهاج الإسرائيلي قد يفتح آفاقاً أوسع للطلبة.
ووصف جبريل في بيان صحافي الخطوة الإسرائيلية بالسابقة الخطيرة، فيما ترمي إلى إبعاد الشباب المقدسيين عن قضاياه وعن مجتمعه وعن نشيده الوطني وعلمه الفلسطيني وشهدائه وأسراه ورموز قضيته كافة، وبالتالي احتلال الجيل الناشئ فكرياً وتجهيله.وحذر جبريل من أن "48% من طلبة القدس يدرسون في المدارس التي تشرف عليها وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال"، منوهاً إلى أن "الطلبة يتوجهون إلى هذه المدارس بسبب أزمة المدارس في القدس ونقص الغرف الصفية الذي يصل إلى ألف غرفة صفية"، لافتاً إلى أن "مديرية التربية والتعليم في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية قد افتتحت 41 مدرسة في محافظة القدس هذا العام الدراسي".
واعتبر المرشد التربوي معين اشتيوي، في تعليقه على الموضوع لـ"العرب اليوم"، أن الاحتلال يرمي من خلال ذلك إلى السيطرة الكاملة على العملية التربوية التعليمية، في مدينة القدس المحتلة. لافتًا إلى أن ذلك يأتي ضمن سلسلة مستمرة من حلقات عملية احتلال الوعي الفلسطيني وتزوير الحقائق على الأرض وفي عقول الفلسطينيين، الأمر الذي يدعونا إلى مواجهته بشتى الأساليب، للحفاظ على هويتنا الثقافية والدينية والقومية.
ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن إدارات مدارس (صور باهر للذكور، وصور باهر للإناث، وابن خلدون، وابن رشد، وعبد الله بن الحسين) المقدسية توجهت بمبادرة إلى بلدية الاحتلال الإسرائيلي، تعلن فيها رفضها تطبيق المنهج الفلسطيني على هذه المدارس، لافتةً إلى أن البلدية قررت مكافأة هذه الإدارات بزيادة علاواتهم الشخصية، ودفع 600 دولار عن كل طالب مسجل في هذه المدارس.
وبنظرة موجزة إلى ما تحويه المناهج الإسرائيلية المدرس للفلسطينيين، فإننا سنجد موادًا تعليمية يتقدمها النشيد الوطني لدولة الاحتلال الإسرائيلي بدل النشيد الوطني الفلسطيني، وكذلك التعلم عن أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال وليس مدينة فلسطينية عربية إسلامية محتلة، كذلك عن الشخصيات الدينية والتاريخية الصهيونية التي لعبت دورًا بارزًا في قتل وتشريد ملايين الفلسطينيين مثل، بن غورين، وبيغن، وشامير وغيرهم، وناهيك عن المواد الخاصة بالرموز والأساطير التوراتية اليهودية عن أعيادهم وكنسهم وصلواتهم واحتفالاتهم، وما يسمى بالاستقلال بدل النكبة، وكذلك سيتعلم الطلبة عن الهيكل المزعوم بدل المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت حركة "حماس" رفضها القاطع لإقدام 5 مدارس في القدس المحتلة على تطبيق المناهج التعليمية الإسرائيلية بدلاً من المناهج الفلسطينية، في العام الدراسي الجديد، وقالت الحركة في بيان لها "إننا في حركة حماس نرفض بشكل قاطع إقدام هذه المدارس على تغيير المنهج الفلسطيني إلى منهج العدو الصهيوني، ونعده عملاً خطيرًا يخدم أجندات الاحتلال في طمس الهوية العربية والإسلامية وتغييب وتحريف الحقائق الدينية والتاريخية والجغرافية وربط الجيل الفلسطيني بالفكر والوعي الصهيوني". وأكد رئيس "اتحاد المعلمين الفلسطينيين" سابقًا، محمد صوان، أن الاحتلال الإسرائيلي حاول تدريس المناهج الإسرائيلية منذ العام 1948، وفي العام 67 لكنه فشل، إلا أنه للأسف ينجح في 2013 بأيدي فلسطينية مستغلاً الأوضاع التي تمر بها المنطقة لترسيخ احتلاله عبر تدريس مناهجه العنصرية.
واعتبر صوان لـ"العرب اليوم" أن قطاع التعليم في أي دولة، هو الأساس وأي تغيير في الهوية وثقافة أي مجتمع يبدأ من تغيير المناهج، معتبرًا قرار المدارس أنه غير مبرر وخطير من شأنه أن يؤدي إلى خلل في الهوية الفلسطينية والإسلامية في القدس .
ومن المقرر أن تعقد "هيئة العمل الوطني والأهلي" في القدس مؤتمرًا صحافيًا، الاثنين المقبل، بخصوص الوضع التعليمي في القدس، وموقفها من إدخال المناهج الإسرائيلية في هذه المدارس بمشاركة ممثلين عن التعليم ومجالس أولياء الأمور.