أبوظبي - احمد نصار
قدمت جامعتا الإمارات وعجمان للعلوم والتكنولوجيا الخميس، مسرحيتي "لا وقت للحب " و "جثة على الطريق"، امام جمهور مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي في دورته الثالثة، والذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع جمعية المسرحيين على مسرح جامعة الشارقة لليوم الرابع على التوالي .
وقال الدكتور حبيب غلوم العطار مدير مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي إن الدورة الثالثة من المهرجان تكشف عن العديد من المواهب الشابة من بين طلاب الجامعات المختلفة سواء في الإخراج أو التمثيل أو الكتابة المسرحية، وهو ما يمثل نجاحا حقيقيا للمهرجان الذي يحظى هذا العام بحضور جماهري ضخم، مؤكدا أن الأعمال التي قدمت حتى الآن تحمل رؤي مختلفة، وإمكانيات متباينة ، ومساحات واسعة من الإبداع التي تحرص وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على تبنيه وتشجيعه، كما أن تعرض المسرحيات المختلفة لقضايا مجتمعية متنوعة يدل على وعي هذا الجيل بقضاياه المحلية والإقليمية وقدرته على بلورة رؤية محددة له تجاهها، وهو ما يمثل إضافة حقيقية للمهرجان.
وعن العروض المسرحية أشار مدير المهرجان إلى أنها وصلت إلى مرحلة من النضج الفني، بحيث أصبح المخرجون الهواة يعون أدواتهم بشكل جيد ويحاولون الاستفادة من كافة الإمكانات المتوفرة ، مؤكدا أن إيفاد مخرجي وفناني وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إلى كافة الجامعات المشاركة قبل موعد المهرجان بأكثر من شهر لتذليل كافة العقبات التي تواجه الطلبة على المستوى الفني، وطرح الحلول المناسبة لها، وتقديم النصائح الفنية للطلبة دونما تأثير على رؤيتهم الفنية تجاه موضوع المسرحية أو أسلوب التناول كان له ابلغ الأثر في الارتقاء بالمستوى الفني للعروض.
و تتناول مسرحية "جثة على الطريق" للراحل سعد الله ونوس واقع الطبقات المهمشة في المجتمع، من خلال رصد حالة متسولين اثنين يكافحان البرد من أجل التمسك بأهداب الحياة لكن قسوة المناخ تقتل أحدهما، فيتحول إلى جثة بجوار زميله، على رصيف بجوار قصر لأحد أصحاب النفوذ، وهنا تتأزم الأحداث فلا حارس الأمن لديه حل للجثة، ولا زميله يستطيع حملها بعيدا، إلى أن يظهر صاحب القصر ليطرح حلاََ بأن يشتري الجثة كي يطعمها كلبه، فينتقل الصراع إلى مراحل أكثر تصعيدا بين المتسول والسلطة وأصحاب النفوذ، ولعل كم الدراما وتكثيفها داخل المسرحية جذب الجمهور كثيرا إلى العمل الذي استغل مخرجه الإضاءة والموسيقى التصويرية بشكل رائع للتعبير عن الحالة النفسية لأبطال العمل، وإظهار الصراع المكتوم بين شخصياته، كما تألق أبطال العمل في الاداء فوصلت الرسالة واستمتع الجمهور .
وأكد الفنان عبد الله صالح الذي أشرف على المسرحية أن العمل كان يمثل تحديا كبيرا امام المخرج أحمد الشامسي، وأبطال العرض غسان فضل وفارس زياد وشريف الزعبي وإسماعيل سمحان في تجربتهم الأولى على خشبة المسرح، خاصة وأن النص به العديد من المستويات التي عليه إيصالها إلى الجمهور، مشيرا إلى أنه نجح في ذلك بشكل كبير، مما يؤكد اننا بصدد مخرج واعد يمتلك ادواته، ولديه رؤية فنية واضحة، وإذا ما استمر في عالم المسرح سيكون إضافة جيدة إلى المسرح الإماراتي في قادم الأيام
واضاف عبد الله صالح الذي أشرف على العمل أن مثل هذه المهرجانات التي تهتم بطلاب الجامعات يكون لها أبلغ الاثر في لفت الانظار إلى المواهب الشابة، إضافة إلى دورها في تشجيع طلاب الجامعات على ممارسة الفنون، بمختلف أشكالها، مشيدا بدور الإدارات الجامعية في تقديم الدعم وتشجيع الطلاب على المشاركة في المهرجان، إيمانا بدور الفن في الارتقاء بالإنسان وتفجير طاقاته الإنسانية والعلمية على السواء.
فيما أشاد أحمد الشامسي (مخرج العرض) باستقبال جمهور المهرجان للعمل، مؤكدا أنه حرص على مدى 45 يوما قبل العرض على بذل أقص جهد ممكن ليخرج عمله الاول بالصورة التي تليق برائعة سعد الله ونوس الذي يمثل تحديا في حد ذاته، موجها الشكر إلى إدارة الجامعة ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الذي لولاهما لما أتيحت له هذه الفرصة، مشيدا بدور زملائه سواء على الخشية أو الديكور والمؤثرات والإضاءة الذي كانوا على قدر المسؤولية، وساهموا بشكل كبير في نجاح العرض.
اما كوميديا "لا وقت للحب" فقد تناول العرض الذي قدمته طالبات جامعة الأمارات قصة مجموعة من الطالبات يبحث عن موضوع لعرض مسرحي يشاركن به في إحدى المسابقات المسرحية ، فيجتهدن في تقديم مشاهد متنوعة من عدة مسرحيات عالمية وخاصة أعمال وليم شكسبير بأسلوب كوميدي ساخر لا يعتمد النص قدر اعتماده الفكرة، ثم يصلن إلى أهمية التركيز على الأعمال الشعبية والتراثية للإمارات، فيخرج العمل بشكل كوميدي مبهر، اسهم في ذلك تلقائية وارتجال الطالبات في بعض الأحيان على المسرح.
العمل من تأليف يوسف الحمدان وإخراج مريم الظاهري وتمثيل خلود البديوي وسكينة حسن ورحمة الكمالي وآمنة السلامي.