الإماراتيين يرون أن عمليات تدريس اللغة العربية بحاجة إلى التطوي


كشف استطلاع للرأي أجرته «البيان» الإماراتية، عبر موقعها الإلكتروني، وحسابيها في موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك»، مؤخراً أن الغالبية أكدوا أن تحسين تعليم اللغة العربية يحتاج إلى تحسين عمليات التدريس، بينما ذهب آخرون إلى أن تطوير المناهج كفيلة بتحسين تعليمها.

وجاء في نتيجة الاستطلاع على موقع «البيان» الإلكتروني أن 69% يؤكدون أنها تحتاج إلى تحسين عمليات التدريس، و31% وجدوها بحاجة إلى تطوير المناهج، أما على مواقع التواصل الاجتماعي في «تويتر»، جاء عدد المستطلع آراؤهم كالآتي: 62% من المصوتين يجدونها بحاجة إلى تحسين عمليات التدريس، بينما أجاب نحو 38% أنها بحاجة إلى تطوير المناهج، وجاءت نتائج «الفيسبوك» لتؤكد أن 63% يؤكدون حاجة اللغة العربية لتحسين عمليات التدريس و37% يجدون اللغة العربية بحاجة إلى تطوير المناهج.

من جهته قال الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج: يأمل بأن يؤخذ في الاعتبار استراتيجيات التدريس الحديثة عند تصميم مناهج اللغة العربية في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، وتشجيع معلمي اللغة العربية على استخدام استراتيجيات التدريس الحديثة، والربط بين مخرجات تعلم اللغة العربية، واستراتيجيات التدريس المناسبة لتحقيقها، كذلك الربط بين استراتيجيات تدريس اللغة العربية، وأساليب التقويم.

كما يجب إعادة النظر في أدلة المعلم بغرض تنويع استراتيجيات تدريس اللغة العربية الواردة فيها، والتركيز على استراتيجيات التدريس الإبداعي، والتعليم الممتع، والتعليم الإلكتروني، والتدريس المتمايز التي تتواكب مع الاتجاهات الحديثة في التدريس. وقال: إن أساليب التدريس الحديثة تساهم في تطوير تعليم اللغة العربية بأنها تعمل على تنمِية التفكير والإبداع والتذوُّق، وتجعل الطالب في المراحل التعليمية المختلفة إيجابياً نشطاً يفكر ويحلِّل وينقد، وينتج ويبدع، ويوظف مهاراته العقلية واللغوية في إنتاج لغوي إبداعي، وفي حل مشكلات حياتية، وتجعل من المتعلم مفكرًا نشطًا، يفكر ويحلل، ويستنتج ويبدع، أي أنه يصبح محورًا لعمليتي التعليم والتعلم، وليس مجرد متلقٍ سلبي للمعلومات.

اقرأ أيضا:

دورات تأهيلية في الصين بتنظيم من مركز خدمة اللغة العربية ومكتبة الملك عبدالعزيز

أحدث الأساليب
ولفت أن المؤسسات والجهات المعنية بالتعليم عليها الوقوف على أحدث الأساليب التدريسية كلا في اختصاصه، موضحاً أن المركز عمل على الخروج باستراتيجية تعنى بأساليب التدريس في مادة اللغة العربية في دول مجلس التعاون الخليجي، وتمخضت هذه الدراسات عن بناء دليل تربوي، وست حقائب تدريبية لإستراتيجيات تدريس اللغة العربية، وأدوات تعليمية، وتقنية حديثة في تدريس اللغة العربية للصفوف من الأول حتى الثاني عشر، بالإضافة إلى تطوير أداء المعلمين في تدريس المادة ذاتها من خلال تدريبهم على الاستراتيجيات الحديثة والأدوات التعليمية، والتقنية الحديثة، وتأتي استراتيجيات تدريس اللغة العربية، ضمن أولويات تطوير تعليم اللغة العربية لهذه المرحلة خاصة، وجميع المراحل عامة، سواء الاستراتيجيات التي تركز على نشاط المعلم، أو نشاط المتعلم، أو هما معاً.

تقييم المنهاج
من جانبه قال محمد عبد الحميد رئيس قسم اللغة العربية في مدرسة السلام: على وزارة التربية والتعليم أن تقف على آراء الميدان التربوي وأولياء الأمور والطلبة، في المنهاج، وتحرص على تقييم المنهاج المطور، من خلال تجريب المنهاج المطور أثناء بنائه، على أن يتم تكليف بعض معلمي اللغة العربية ومعلماتها بتنفيذ مواقف تعليمية من المنهاج المطور، وعرضها على لجان التأليف، ثُمّ تُعقد حلقات نقاشيّة يُسهم فيها هؤلاء جميعهم في تقييم الموقف التّعليمي في ضوء استبانة تُرصد فيها الإيجابيّات والسّلبيّات والتّوصيات، ثمّ يُدرس ذلك كلّه لإدخال التّعديلات المناسبة، حيث يتم رصد الملحوظات والتوصيات المناسبة لتطوير المنهاج، وأخذ التغذية الرّاجعة من الميدان التربوي بعد تنفيذ المنهاج عاماً دراسيّاً تجريبيّاً، حيث يُساهم في هذه التّغذية موجّهو ومعلّمو اللّغة العربيّة ومعلّماتها وأولياء الأمور والطّلاب.

وأضاف أن اعتبار التغذية التي تصل من الميدان رافد رئيس في تعديل الكتب المدرسية، وخاصة أن اللغة العربية هي اللغة الأولى، وأنها لغة التعليم والتعلم في الموادّ الدّراسيّة المختلفة العلميّة التّطبيقيّة والعلوم الإنسانيّة.

ومن جانبها وضعت وزارة التربية والتعليم منظومة متكاملة للغة العربية لتلبي توجيهات القيادات الرشيدة وتماشياً مع رؤيتها نحو تطوير تعليم اللغة العربية وحمايتها، والمساهمة بشكل فاعل في خدمة اللغة العربية، فضلاً عن تطوير طرق التدريس فيها وطريقة إخراج الكتاب المدرسي بما يضمن المنافسة العالمية وتحقيق الأهداف المرجوة سواء بتعليمها كمناهج للناطقين أو غير الناطقين بها.

وتولي الوزارة اللغة العربية أهمية خاصة كونها اللغة الأم، وكان لمناهج اللغة العربية نصيباً كبيراً من حركة التطور الأخيرة التي شملت كافة المناهج الدراسية، إذ تم بناء المناهج حسب وثيقة معايير اللغة العربية التي بنيت في ضوء المستجدات التربوية العالمية، والتغذية الراجعة لمناهج اللغة العربية من الميدان التربوي.

قد يهمك أيضا:

اسطنبول تتخذ إجراءات ضد محلات تجارية تستخدم لافتات عربية

مؤتمر دولي عن "تحديات اللغة العربية في العصر الرقمي" في كوريا الجنوبية