مسقط - عمان اليوم
في صباح أول يوم مدرسي بارد، ينتظر “عمر” طالب في الصف الأول حافلة المدرسة بسعادة وفرحة كبيرة تغمر محياه، وذلك منذ لحظة سماعهِ لقرار اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19 ” لعودة المدارس، وفي تلك اللحظة بالذات وعند سماعه للخبر وبمشاعر طفولية، يفرش عمر سجادة الصلاة ويجلس عليها ويرفع أيديه قائلا “الحمد لله فتحوهن المدارس، فرحان مثل البحر”. ويبدو أن عمر والعديد من الطلبة قد استقبلوا قرار العودة بفرحة كبيرة بعد 10 أشهر من خروجهم منها نتيجة جائحة كورونا، ولكن هناك أيضا من استقبله “بقلق” لأن الفيروس لم ينته بعد.
وقد فتحت صباح اليوم أبواب مدارس السلطنة من جديد واستقبل طلبة الصفوف الأول والرابع والخامس والتاسع والحادي عشر بناء على قرار اللجنة العليا بالعودة التدريجية لطلبة المدارس بنظام التعليم المدمج، ولكنه استقبال “بحذر والتزام” من مختلف الجوانب، فقد التزم الطلبة بلبس الكمامة والتزمت إدارات المدارس في مختلف محافظات السلطنة بتوفير الإجراءات الاحترازية قبل دخول الطلبة للمدارس كقياس فحص حرارة الطلبة وتوفير المعقمات.كما عملت مدارس السلطنة على تقسيم الطلبة في الصف الواحد وفقاً لما ورد بالإطار العام لتشغيل المدارس الوارد بالقرار الوزاري رقم ( 176/ 2020 ) حيث يتم تشغيل المدارس وفق نظام الأسابيع (تدريس الطلاب أسبوع بأسبوع) بحيث يتم تدريس ما لا يتجاوز عن 16 طالباً في الشعبة الواحدة لمدة أسبوع كامل، ويتم تدريس بقية الطلبة في الأسبوع الذي يليه، وبالنسبة للمدارس ذات الكثافة العالية فيتم تشغيلها وفق نظام (أسبوع بأسبوعين ) بحيث يتم تقسيم المدرسة أو الشعبة إلى ثلاثة أقسام وكل قسم يتم تدريسه في أسبوع كامل، بما لا يتجاوز 16 طالبا في الشعبة الواحدة أو وفق مقياس متر ونصف للتباعد الجسدي.
وبأجواء اتسمت بالنشاط والحيوية، ردَدوا الطلبة النشيد السلطاني وعلى الرغم من التزامهم بلبس الكمامة إلا أن أصواتهم في تلك اللحظة كانت تملأ المكان، لعلها عودة البداية التي تحمل في طياتها الخير.“عمان” رصدت تفاصيل اليوم الدراسي في مختلف محافظات وولايات السلطنة، والتقت بعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة.محافظة مسقط
وقد عملت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط على توفير الكمامات والمعقمات في المدارس و تفعيل أجهزة قياس الحرارة أثناء دخول الطلاب للمدرسة مع توظيف الأدوات المتوفرة لتحقيق السلامة للطلبة والطالبات. وأكدت المديرية على استمرارية تفعيل المنصات التعليمية لباقي الطلبة الذين يدرسون عن بعد، أما طلبة التعليم المدمج فتفعل المنصات بتقديم المحتوى الدراسي والأنشطة والواجبات المنزلية والدروس التفاعلية ومقاطع الفيديو؛ لإثراء المادة العلمية، وبالإمكان تأدية المواد الفردية بنظام التعليم المدمج للمدارس ذات الفترة الواحدة بإضافة ساعة على زمن التعلم، أما المدارس ذات الفترتين فيستمر التدريس لهذه المواد عبر المنصات (متزامن / غير متزامن).
واتخذت مدرسة زينب الثقفية للتعليم الأساسي (7-10) صباحي في المعبيلة الجنوبية بولاية السيب شعار “نعود بحذر لنبقَ بأمان” تأكيدا منها لأهمية تطبيق الإجراءات الاحترازية، حيث طبقت المدرسة نظام “أسبوع بأسبوعين” استقبلت أمس المجموعة الأولى من طالبات الصف التاسع، كما وتواصلت مع الطالبات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتوضيح الإجراءات المتبعة من ناحية تحديد أسماء الطالبات لهذا الأسبوع على أن تستكمل المجموعات الأخرى عبر المنصات التعليمية. وأكدت إدارة المدرسة على أهمية الالتزام بالزي المدرسي وفي حالة عدم توفره استبداله بما يناسب الحرم المدرسي، وضرورة إحضار وجبة غذائية مع عبوة ماء والالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الجسدي. كما نوهت بضرورة حضور ولي أمر الطالبة الذي لا يوافق على حضور ابنته للدراسة لتوقيع استمارة التعهد بالالتزام بتعليم ابنته في المنزل.
جنوب الباطنة
وفي ولاية العوابي، بدأ دخول طلبة مدرسة الشيخ أبو قحطان الهجاري بولاية العوابي بشكل منتظم، ووفقا لتوجهات اللجنة العليا بضرورة أخذ الاحترازات الضرورية واللازمة وتحت إشراف مباشر من إدارة المدرسة والهيئات الإدارية والتعليمية فيها، وبلغ عدد الطلاب الذين بدأوا الدراسة بمدرسة الشيخ أبو قحطان ١٢٧ للصف الخامس و١٠٧ للصف التاسع و١٤٨ للصف الحادي عشر ومائة طالب للصف الثاني عشر. كما بدأت بقية المدارس في العوابي مركز الولاية والمدارس بوادي بني خروص استئناف الدراسة بنفس الاحترازات والاهتمام الكبير من قبل إدارات المدارس.
كما اتبع طلبة مدارس صحم وبركاء الإجراءات الاحترازية، فقد هيأت تلك المدارس ببرتوكولا خاص باستقبال الطلبة منذ صعودهم لباص المدرسة متوجهين إلى مدارسهم وحتي الدخول إلى الفصول الدراسية، وقال سالم بن محمد السيابي مدير مدرسة عبدالله بن وهب للتعليم الأساسي (10-12) بولاية بركاء: استقبلنا الطلبة بكل بهجة وسرور مع مراعاة الأخذ بالإجراءات الوقائية كالتركيز على أهمية ارتداء الطلاب للكمامات وفحص درجة حرارة الطلاب عند الدخول إلى المدرسة وتعقيم اليدين وضرورة التباعد أثناء الجلوس في الحافلات المدرسية، أما بالنسبة للفصول فقد تم تجهيزها لاستقبال الطلاب حيث تم توزيع الطلاب على مجموعتين للدوام وتجهيز ثلاجة شرب واحدة للطلاب ووضع أكواب بلاستيكية للاستخدام مرة واحدة وأهمية تعقيم اليدين بعد الاستخدام.
شمال الباطنة
وشهدت مدارس تعليمية شمال الباطنة عودة طلابها في أجواء رائعة يملؤها الحماس والجدية مع الأخذ بعين الاعتبار تنفيذ الإجراءات الاحترازية والبروتوكول الصحي، حيث استقبلت مدرسة بلقيس للتعليم الأساسي بولاية صحار طالبات الصفين التاسع والخامس بواقع (١٥٣) طالبة وفقاً لتوجيهات وزارة التربية والتعليم بالعودة التدريجية لطلاب المدارس في جو من الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي جاءت في البرتوكول الصحي للمدارس من حيث استقبال الطالبات بوجود لجنة مختصة من قبل المعلمات والإداريات وقياس حرارة الطالبات قبل توجههن للقاعات الدراسية مع التأكيد على ضرورة لبس الكمام واستخدام المعقمات والمطهرات اللازمة. وقالت مديرة مدرسة هند بنت عمرو للتعليم الأساسي(5-9) بولاية السويق: عملت المدرسة على تحقيق الإجراءات الاحترازية من خلال الالتزام بالبروتوكول الصحي والذي يتضمن توفير أجهزة قياس الحرارة في جميع منافذ دخول الطالبات وأدوات التعقيم وإعداد وتنفيذ برامج توعوية تستهدف الطالبات لتحقيق الرعاية الصحية المناسبة وزيادة الوعي في البيئة المدرسية.
كما اتسمت مدرسة طلائع الغد بولاية لوى بحراك جميل ونشاط أجمل منذ الصباح الباكر، وفي مدرسة الاعتصام بولاية الخابورة استقبلت إدارة المدرسة طلابها بكل أريحية وهدوء ومنذ نزول الطلبة من الحافلات المخصصة لهم حيث دخلوا في صفوف منتظمة في تباعد ونظام، فيما قامت ممرضة المدرسة بإجراءاتها الصحية. وكذلك الحال بالنسبة لمدرسة عبدالله بن أنيس بولاية الخابورة، ولم تختلف الصورة أبدا في مدرسة الإمام احمد بن سعيد بولاية صحار حيث شهد اليوم الأول توافد الطلبة على مدرستهم وأداء النشيد السلطاني في الفصول الدراسية. وفي مدرسة المثابرة بصحار عبرت مديرة المدرسة نوره المقبالية عن سعادتها هي وإدارة المدرسة في استقبال طلابها في يومهم الدراسي الأول بالمدرسة وغير المباشرة وحصص مواد المهارات الفردية. كما وانتظم طلبة مدارس شناص في الصفوف الدراسية وسط إجراءات احترازية.
شمال الشرقية
وعاد عدد من طلاب مدارس ولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية إلى مقاعد الدراسة، ففي مدرسة المضيبي للتعليم الأساسي أقيم طابور الصباح والسلام السلطاني في الفصول واستمع الطلاب إلى تعليمات الإجراءات الاحترازية والتقيد بالتعليمات التي وضعتها وزارة التربية والتعليم.وفي مدرسة الخيرات للتعليم الأساسي التقى سعود بن سلطان الحبسي مدير المدرسة بأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية لشرح التعليمات الجديدة في المدارس الخاصة بجائحة فيروس كورونا“كوفيد-19″، وكانت وزارة التربية والتعليم ممثلة في المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية قد وزعت على مدارسها الدليل الاسترشادي لمراقبة الوضع الوبائي والتعامل مع بؤر التفشي والإجراءات المتبعة في المؤسسات التعليمية في إطار السعي للحد من انتشار جائحة كورونا كوفيد 19 ويهدف الدليل الاسترشادي إلى دعم خطة إعادة فتح المؤسسات التعليمية من خلال استحداث نظام مراقبة الصحة المدرسية “SHSS ” وهو نظام ترصد وبائي فاعل لتسهيل الكف الفوري عن أي إصابات أو تفشي للمرض داخل المؤسسات التعليمية ومن ثم وضع آلية للتعامل مع بؤر التفشي كما يهدف إلى إيضاح الإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها من قبل الأهالي والطلبة وموظفي قطاع التعليم خلال عملية العودة للمؤسسات التعليمية.
كما استعدت مدارس دماء والطائيين لاستقبال الطلبة خلال الأيام الماضية فور إعلان العودة التدريجية للمدارس وذلك بتهيئة الفصول وتنظيفها وتعقيمها لتتناسب والإجراءات الاحترازية لمكافحة الفيروس.
مسندم والبريمي
وفي محافظة مسندم، قال سيف بن مبارك الجلنداني مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسندم: تنفيذا لقرار اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 وتفعيلا للقرار الوزاري حول آلية العودة التدريجية لطلبة المدارس وفق التعليم المدمج، استقبلت مدارس تعليمية مسندم طلبتها بالتزام تام في الصفوف الأول والرابع والخامس والتاسع والحادي عشر وفق الإجراءات الاحترازية التي نص عليها البروتوكول الصحي والإطار العام لتشغيل المدارس حرصنا على توفير فرص التعليم الآمن بما يضمن الحفاظ على سلامة الطلبة والهيئتين الإدارية والتدريسية في ظل استمرار جائحة كورونا، مشيرا إلى أن فرق العمل المختلفة بالمديرية والمدارس تابعت الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية المطلوبة وفق الأدلة الصادرة في هذا الشأن والتي من خلالها نعبر عن مدى شكرنا وتقديرنا لأولياء أمور الطلبة على تعاونهم وتكاملهم في الأدوار المطلوبة مع المدارس.
كما التزمت مدارس السنينة بالإجراءات الاحترازية، وذكرت مريم بنت حمود المعمرية مديرة مدرسة السنينة للتعليم الأساسي أنه تم حث جميع الطلبة والعاملين بالالتزام وأخذ الحيطة والحذر وعدم لمس المسطحات ولبس الكمامات والتباعد وعدم المصافحة وغسل اليدين وتعقيمها وعلى جميع الطلبة الإفصاح في حالة ظهور أي أعراض.
محافظة الداخلية
وقد باشر مجموعة من طلبة مدارس محافظة الداخلية يومهم الدراسي الأول في نظام التعليم المدمج وبدأت العودة التدريجية للطلبة عبر قيام الحافلات المدرسية بنقل الطلبة من مواقع الانتظار المعتادة، آخذة في الاعتبار التقيد بالإجراءات الاحترازية التي أقرت في ضوء البروتوكول الصحي، من حيث فحص درجة حرارة الطلبة، والتباعد الجسدي، وتعقيم اليدين، وعدم المصافحة، وعدم التجمع، وكل هذه الإجراءات التي تصب في إطار الحرص من الإصابة بالعدوى لأي من الطلبة الموجودين في الحرم المدرسي.
وعبر عدد من الطلبة عن سعادتهم بالعودة إلى المدرسة، يقول الطالب أسامة بن عبدالمجيد الإسماعيلي بالصف الخامس بمدرسة البشير بن المنذر بنزوى: أنا سعيد بالرجوع للمدرسة، فالمدرسة أفضل من المنزل؛ لأنني أتعلم مباشرة من المعلم بدون وسائط، فقد كنت أعاني من الانقطاع المتكرر للشبكة أثناء التعليم الإلكتروني عن بعد، أما الطالب حمد بن عيسى الصوافي بالصف الحادي عشر بمدرسة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، أخذنا بجميع الاحترازات من حيث ارتداء الكمام، وتعقيم اليدين والتباعد بين الطلبة وعدم التجمعات، كما قامت إدارة المدرسة بعمل فحص لقياس درجة الحرارة قبل صعود الحافلة ودخول المدرسة، كما قام الزائر الصحي بالمرور على الفصول مع إدارة المدرسة لتوعيتنا بالإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها في المدرسة، مؤكداً أن التعليم المدمج سيتيح لنا التواصل المباشر مع المعلمين وفهماً أفضل للمواد الدراسية.
وتقول الطالبة حفصة بنت محمد الحراصية بالصف الحادي عشر بمدرسة العين للبنات: سعيدة بقرار العودة للمدرسة عبر التعليم المدمج، حيث أننا وعند دخولنا للمدرسة وجدنا كل شيء مجهز ومهيأ بالإجراءات الاحترازية من حيث قياس درجة الحرارة وتباعد الطاولات، كما تم توفير معقمات في كل صف دراسي، وقد واجهتنا بعض الصعوبات في التعليم عن بعد أبرزها ضعف الشبكة مما يسبب الخروج المفاجئ من المنصة وبالتالي فقدان مسار التعلم، ولذا فإن خيار التعليم المدمج سيكون جيداً وسيتيح لنا الفهم الجيد والمباشر من المعلمات.وأضافت زميلتها رهف بنت سعيد العلوية بالصف الحادي عشر: شعور جميل بالعودة لمقاعد الدراسة وعودة الحياة كالسابق، حيث قامت المدرسة بتوجيهنا للأخذ بالإجراءات الاحترازية من حيث التباعد الجسدي ولبس الكمامات وتعقيم اليدين والمحافظة على النظافة الشخصية.
قد يهمك أيضَا :
مدارس السلطنة تهتف يعيش السلطان هيثم المعظم
البحث العلمي يؤكد علي اكتمال الاستعدادات لتنظيم الملتقى السنوي السابع للباحثين