مسقط -عمان اليوم
تم في جامعة السلطان قابوس مناقشة أول رسالة دكتوراه للطالبة لينغ لي وانغ من الجمهورية الصينية بعنوان" إيقاع الشعر بين المتنبي و" لي باي"، وقد تمت المناقشة عبر الاتصال المرئي من خلال برنامج "زووم" وذلك بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية.
حول أهمية هذه الموضوع ذكر الدكتور محمد جمال صقر أستاذ مشارك بالقسم والمشرف على هذه الأطروحة: " هذه الطالبة الصينية هي محاضرة جامعية اختارت دراسة الدكتوراه في جامعة السلطان قابوس، ومقيمة حاليا في بكين ومن خلال دراستها لمقررات برنامج الدكتوراه وجدنا لديها ميول لدراسة الإيقاع وبعد مناقشة جادة تم اختيار هذا العنوان وأما الشاعر لي باي فهو عند الصينيين في المنزلة نفسها التي يحتلها المتنبي عند العرب، ولديه مشاركات سياسية ومطامح" مضيفا بالصدد نفسه بأن الطالبة لينغ لي قد أصدرت كتابا باللغة الصينية حول علم العروض لدى العرب وهو أول كتاب من نوعه وهي تجيد العربية والصينية والإنجليزية، كما أشاد الدكتور صقر بجهود هذه الطالبة في مجال تخصصها.
تتطرق هذه الأطروحة إلى الإيقاع وهو مبدأ أساسي للكيان الطبيعي وصفة مشتركة بين الفنون جميعا وهو بمثابة القاعدة التي يقوم عليها أي عمل من أعمال الأدب والفن. هذه الحقيقة تسوّغ دراساتنا في موضوع إيقاع الشعر بين المتنبي و" لي باي" وهي تهدف إلى الوقوف على الشعرين العربي والصيني لوصف مظاهر الإيقاع فيهما وكشف أوجه التماثل والتخالف منها بينهما. وللإجابة عن هذه الأسئلة قمنا بتحديد البنية الإيقاعية في الشعر مستندا إلى الدراسات السابقة، وجعلنا المتنبي و"لي باي" ممثّلي الشعرين واصطفينا من ديوانهما عدّة أزواج من العينات على أن تكون مختلفة البنية العروضية وممثّلة لصيغتها وكل زوج منها بالغرض نفسه، ووصفنا المظاهر الإيقاعية في هذه العينات وحلّلناها من مجالين مجال علم العروض التقليدي ومجال الفنون البلاغية.
توصلت الدراسة إلى نتائج قيمة منها: إن إيقاع الشعر يتضمن الإيقاع الخارجي الذي يتسبّب من الخصائص الخارجية للغة الشعرية، وله جانبان، أحدهما الإيقاع السمعي الذي ينتج عن الخصائص الصوتية اللغوية ويضم الإيقاع العروضي والإيقاع الحر وتسهم فيه الفنون البلاغية اللفظية، والآخر الإيقاع المرئي الذي ينجم عن الصور الكتابية للغة الشعرية؛ والإيقاع الداخلي وهو يحوي الإيقاع المعنوي الذي يترتّب عن تكرار المعنى وتسهم فيه الفنون البلاغية التي تتعلق بالتكرار والإيقاع العاطفي الذي ينتج عن تموّج العاطفة في الشعر وهو يتّبع للإيقاع المعنوي لكنهما ليسا متحدين في كل الأحيان.
وأما في ناحية الإيقاع الخارجي فيتوافق الشعران العربي والصيني في تشكّل الإيقاع العروضي من ثلاث دوائر وهي النظم والوزن والقافية غير أنهما يتفارقان في مكوّنات هذه الدوائر، ويتّفقان في تعزيز الإيقاع الخارجي بواسطة الفنون الصناعية؛ وفي ناحية الإيقاع الداخلي يتفقان في تحقيقه وتقويته من خلال توزيع الجمل والأنساق والفنون الصناعية، غير أن لكلاهما تفضيل على بعض من هذه الفنون وانزياح عن البعض الآخر نظرا لخصائص اللغتين.
ضمت لجنة المناقشة كل من الدكتور حسني نصر "رئيسا" والدكتور محمد جمال صقر "مشرفا" والدكتور فضل يوسف " ممتحنا داخليا" بالإضافة إلى الأستاذ الدكتور سعد مصلوح " ممتحنا خارجيا" والأستاذ الدكتور تشي منغ فو " ممتحنا خارجيا".
في نهاية المناقشة قررت اللجنة منح طالبة الدكتوراه لينغ لي وانغ درجة الدكتوراه في مجال تخصصها.
وقال الدكتور نبهان الحراصي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية: "نبارك للطالبة لينغ لي وانغ حصولها على درجة الدكتوراه من قسم اللغة العربية وآدابها كأول سيدة صينية تحل على هذه الدرجة من جامعة السلطان قابوس، إن استقطاب الطلبة الدوليين يأتي دائما ضمن سياق تعاون جامعة السلطان قابوس مع المؤسسات الأكاديمية والدبلوماسية، وتفعيل برامج التبادل الطلابي والالتحاق ببرامج الدراسات العليا يسمح بوضع مقارنات تتعلق بالأدب والثقافة كما هو في موضوع رسالة الطالبة لينغ التي تقارن إيقاع الشعر بين الشاعر العربي المعروف "المتنبي" والشاعر الصيني "لي باي". هذه المقاربات تسهم كذلك في ايصال النص العربي للمتذوق الأجنبي بلغته الأصلية كون هذه الأطروحات تكون عرضة دائما للترجمة".
قد يهمك ايضًا:
تدشين برنامج الحاضنة العلمية في جامعة السلطان قابوس