أغادير - عبد الله أكناو
يعد الدخول الجامعي فرصة لأصحاب الشقق المفروشة والمعدة للإيجار، لرفع الأسعار، والتي تتركز في الأحياء القريبة من جامعة "ابن زهر" في أغادير، حيث ترتفع الأسعار بصورة قياسية، لاسيما مع كثرة الطلب و قلة العرض، وهو ما يجعل الطلبة، القادمين من ضواحي أغادير، والمقبلين على الدراسة في المؤسسة الجامعية، التي تغطي مجموع محافظات الجنوب المغربي بنسبة تفوق 55% من مجموع التراب المغربي ، يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد مأوى.و يؤدي العدد الكبير للطلبة الوافدين على مدينة أغادير إلى خلق ارتباك في صفوفهم، قصد الحصول على مأوى، حيث يضطر العديد منهم إلى اقتسام غرفة واحدة فقط، يجتمع فيها ما يقرب من 5 أفراد، لتوفير مبالغ مالية إضافية، لاسيما مع وصول ثمن إيجار الغرفة الواحدة إلى أكثر من 1000 درهم، دون اعتبار للفئات الاجتماعية المعنية، والتي تكون في الغالب من الأوساط الشعبية الهشة، التي لا تستطيع أسرها توفير مثل هذا المبلغ.بعض الحالات التي التقى "المغرب اليوم" تفاجأت من الارتفاع المهول في أسعار الشقق المعروضة للإيجار، حيث تقول فاطمة، طالبة جامعية من مدينة تيزنيت (100 كيلومترًا جنوب أغادير)، أنها "تفاجأت من الارتفاع المهول لأسعار الغرف، الذي وصل إلى 1000 درهم، وهي التي كانت تعول على مبلغ 500 درهم فقط، قبل أن تصدمها صاحبة منزل معدد للإيجار، وهي تطالبها بأداء المبلغ السالف الذكر، إن هي أرادت إيجار الغرفة، التي لا تتعدى مساحتها 20 مترًا مربعًا".عائشة، طالبة من مدينة طانطان (325 كيلومترًا جنوب أغادير) تقول "في طانطان يمكنك أن تجد منزلاً كاملاً فيه غرف كافية، وتستأجره بثمن لا يتعدى 600 درهم، و لكن هنا في أغادير الأمور مغايرة تمامًا"، وتضيف بكل حسرة "هذه أمور غير معقولة، من الأفضل في ضوء هذه الأزمة أن يبيت الطلبة في الشارع".أما محمد ورشيد ومحسن، من مدن شرق أغادير، لم يدخروا وقتًا طويلاً في البحث عن مأوى، مع إرخاء ليل أغادير سدوله على المدينة، بعدما تعبوا من البحث عن غرفة بثمن مقبول، حيث افترشوا الأرض في الحديقة القريبة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة "ابن زهر" أغادير، وأوضحوا بالقول "لقد اضطرنا إلى المبيت في العراء، بعدما لم نتمكن من إيجاد مسكن يأوينا، قطعنا أميالاً طويلة، ولا يمكننا العودة من حيث أتينا، في هذا الوقت".أمثلة أخرى كثيرة، وجدت نفسها أمام أبواب موصدة، وهي تطرق أبواب الشقق والمنازل المعدة للإيجار، في أحياء أغادير القريبة من الجامعة، لكنها في النهاية تتفاجئ بأمور أخرى، لتزداد معاناتها مع ما يسمى بـ"السماسرة"، الذين يدخلون على خط البحث عن المنازل، وإقناع أصحابها إما بإيجارها لهم، في انتظار أن يعيدوا هم أنفسهم إيجارها للطلبة، أو أن يطلبوا منهم تفويضًا بإيجارها، وهو ما يحتم على الطلبة دفع إتاوات إضافية، في أحسن الأحوال، إذا ما تمكن الطالب من إيجاد منزل بثمن معقول، إتاوات تختلف من شخص لآخر، ومن سمسار لنظيره.كل الطلبة الذين التقاهم "المغرب اليوم" عبروا عن استيائهم من عدم وجود عرض كاف للسكن في مدينة أغادير، فضلاً عن الاستياء من غلاء الأسعار، مطالبين السلطات الوصية والمختصة بضرورة التدخل، بغية إيجاد حل للمشكلة التي تؤرق بالهم في بداية كل موسم دراسي جامعي، وهو ما ينذر بأزمة سكن حادة بالنسبة للطلبة الوافدين على المدينة، ومن مناطق بعيدة، دون أن يجدوا ما جاؤوا من أجله، و هو أربع جدران تأويهم، وتجمعهم مع أصدقاء الجامعة.هي معاناة قديمة متجددة، تتكرر كل عام، و مع كل موسم جامعي جديد، بالنظر إلى الاكتظاظ الكبير، الذي تعرفه جامعة "ابن زهر" في أغادير، والتي تعتبر قِبلة للعديد من الطلبة الوافدين من محافظات الجنوب المغربي، الذي يتكون من أربع جهات، فيما تتكون جهة أغادير لوحدها من تسع محافظات.