حلب – هوازن عبد السلام
حلب – هوازن عبد السلام
شهدت سورية منذ أكثر من سنتين عمليات عسكرية واسعة وممنهجة من قبل قوات الحكومة، ما أدى إلى حدوث دمار واسع طال المنشآت العامة والخاصة، و البنى التحية من خزانات مياه الشرب وطرق وشبكات المياه وشبكات الهاتف والكهرباء.. وكان لمدارس سوريا النصيب الكبير من التخريب والقصف والتدمير، وما شهدته مدارس محافظة حلب من قصف وتدمير يندا له الجبين،
فقد تم توثيق ما يقارب 150 مدرسة في محافظة حلب طالها القصف المباشر، فضلاً عن المدارس التي سرقت ونهبت وتضررت بشكل غير مباشر.
ونقل أحد مواقع المعارضة عن الدكتور المهندس أبو علي الحسيني رئيس تجمع المهندسين الأحرار بحلب تأكيده إن "إعادة إعمار سوريا يتطلب تضافر الكثير من الجهود ويحتاج لكثير من الوقت، وتعتبر عملية مسح الأضرار وتوثيقها وحساب تكاليف إعادة التأهيل والإعمار الخطوة الأولى نحو إعادة تأهيل المدارس المتضررة، ونحذر من أن عدم تأهيل المدارس سيؤدي إلى انتشار الجهل بين أبنائنا في زمن أصبح الجهل هو العدو الحقيقي للإنسان".
وأضاف الحسيني: أما مدارس الريف الحلبي فلم يكن حظها أفضل من مدارس مدينة حلب فقد تضررت الكثير من المدارس في كثير من مدن وبلدات الريف الحلبي إلى تخريب وتدمير، خاصة في بلدة منغ شمالاً ومسكنة شرقاً إلى الاتارب غربا ونحو خناصر جنوباً.
وأوضح الحسيني أنه تم توثيق:/ 150/ مدرسة متضررة بالريف والمدينة والضرر بين كلي وجزئي جميعها كان سبب الضرر هو القصف الممنهج من قبل قوات الحكومة من خلال القصف الجوي والمدفعي وغيره من وسائل القصف وهذه المدارس قدرتها الاستيعابية /300/ألف. وعن الكلفة التقديرية لإعادة أعمارها أوضح الحسيني تبلغ كلفة إعادة تأهيل المدارس من ناحية البناء حوالي 4 ملايين دولار وتبلغ كلفة إعادة فرشها(أثاث) ما يقارب مليوني دولار في محافظة حلب الحرة، وبالتالي نحتاج إلى 6 ملايين دولار لإعادة تأهيل مدارس محافظة حلب المدمرة بشكل جيد.
وانطلاقا من ضرورة استمرار مسيرة العلم في تنوير عقول الصغار والحد من أضرار الحرب على الأطفال ورسم البسمة على وجوههم، ولكي لا نحصل على جيل منحل علمياً واخلاقياً لا يملك أي هدف، ومع عمليات القصف الأمر الذي أدى إلى إغلاق المدارس لفترات طويلة وحرمان الطلاب من حقوقهم في الدراسة كل هذا وغيره كان لابد من وجود جهة تولي اهتماما بهذا الموضوع لتهيئ ما أمكن من المدارس ووضعها بالخدمة.
عن هذا الموضوع قال" الحسيني" لقد أطلق تجمع المهندسين الأحرار في حلب المشروع الترميمي الأول لمدارس محافظة حلب ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل 34 مدرسة في مناطق محافظة حلب المحررة بهدف استيعاب حوالي 70ألف طالب، وأوضح الحسيني الآثار الإيجابية للمشروع بقول: أولاً استيعاب 70 الف طالب في مختلف مراحل الدراسة، ثانياً تأمين فرص عمل للعمال السوريين العاطلين حالياً عن العمل لأنّ تنفيذ هذا المشروع سيمكن من استخدام القوى العاملة في حقل البناء كالمزرقين والكهربائيين، ثالثاً تأمين دخل مادي للعمال السوريين في المناطق المنكوبة.
وأكد الحسيني أنه تم اختيار المدارس ذات كلفة إعادة التأهيل والترميم المنخفضة نسبيا أقل من 15000 ألف دولار، وتم اختيار مدرسة أو كثر في كل حي من أحياء مدينة حلب المحررة بالإضافة إلى بعض القرى و مدن الريف الحلبي و ذلك بالتنسيق مع المكتب التعليمي في مجلس محافظة حلب الحرة حيث تحتاج هذه المدارس ال / 34/ إلى 205873 دولار المجموع (مئتان وخمسة آلاف وثمانيمائة وثلاثة وسبعون دولار امريكي).
وعن أهم التحديات التي تواجه عملية الترميم قال الحسيني عدم وجود واردات مالية لمجلس محافظة حلب الحرة و مجلس مدينة حلب الحرة الأمر الذي يؤدي إلى عدم توفر السيولة المالية اللازمة لترميم المدارس، وعدم طرح مشاريع اصلاح و ترميم المدارس في جداول أعمال المعارضة، فيما لا تولي المنظمات الدولية أي اهتمام يذكر بموضوع إعادة تأهيل المدارس.
أما عن المقترحات أشار الحسيني تأمين مبلغ مالي مقداره مئتا الف دولار للمباشرة بالمشروع الترميم الأول لمدارس محافظة حلب.
وتأمين دعم مادي وعيني غير مشروط سياسياً لترميم بعض المدارس ذات الأضرار البسيطة في سوريا.
وعقد مؤتمرات محلية ودولية لتأمين تمويل لإعادة تأهيل المدارس في سوريا.
وقيام فصائل المعارضة كافة باللقاء بالمسؤولين في اليونيسكو واليونيسيف والمنظمات الدولية والجهات المانحة من أجل تأمين منح خاصة بإعادة تأهيل المدارس.
وتأمين دعم مادي غير مشروط سياسياً لتجمع المهندسين الاحرار في حلب من أجل استمراره في دراسة المشاريع الحيوية.
وأشار عزام خانجي رئيس مكتب التربية والتعليم بمجلس محافظة حلب الحرة أن مدارس حلب التي لم يطالها القصف تحتاج إلى /500/ ألف دولار لصيانتها وتجهيزها من مقاعد ونوافذ وأبواب وغيرها كونها استوعبت نازحين ما ألحق بها الضرر.