دمشق - جورج الشامي
دفع الاستهداف المستمر للمدن من طرف قوات النظام، وما نجم عن ذلك من تدمير للممتلكات والمنازل، الأهالي الذين لم يستطيعوا النزوح إلى البحث عن بديل يؤويهم، فأقاموا في المدارس كحل موقت.
إشغال المدارس، ناهيك عن استهدافها بالقصف من طرف قوات النظام، رتّب مشاكل أخرى على القطاع
التعليمي، الذي تضرر أيضاً، بعدما عمد النظام إلى فصل واعتقال كل مدرس يتعاطف مع الثورة، ومطالب الشعب، وذلك حسب الهيئة العامة للثورة السورية، التي ركّزت في تقريرها على معرة النعمان في ريف إدلب، والتي يعاني فيها القطاع التعليمي كبقية المدن السورية.
وأطلقت بعض المؤسسات والجمعيات الأهلية مبادرات متواضعة لحل ما يمكن حله من مشاكل، بغية دفع العملية التعليمية، ولاستمرار العجلة التربوية، كما أن بعض الأهالي عمد إلى تدريس أبنائهم في منازلهم، على الرغم من صعوبة تأمين الكتب والقرطاسية لهؤلاء الأطفال.
وفي هذا السياق، يوضح رئيس مكتب التربية والتعليم في المجلس المحلي في معرة النعمان الأستاذ شريف رحوم "نجد صعوبة بالغة في إيجاد المدرسين لتعليم الطلاب, الأمر الذي حال دون إتمام العملية التعليمية على أكمل وجه".
وأضاف "في المدينة أكثر من 20 عشرون مدرسة، قصف النظام معظمها، ولم يعد هناك سوى 6 مدارس صالحة للاستخدام، وموزعة بين أحياء المدينة".
وبشأن التزام الطلاب بدوامهم والتحاقهم بالمدرسة، أشار رحوم إلى أن "الأهالي يتخوفون من إرسال أبنائهم إلى المدرسة، كما إننا حاولنا كثيراً إقناعهم بضرورة ذلك، لكن دون جدوى".
ويضيف أحد الآباء "أنا لا أرسل أبنائي إلى المدرسة خوفاً من قصف قوات النظام لها، وأنا أعلم أن ذلك سيؤثر على مستقبلهم! لكن، حرمانهم مدارسهم أهون علينا من حرماننا أرواحهم".
ويقول الأستاذ أبو محمد، مدير مدرسة "إحدى أهم المشاكل التي نواجهنا هي تأمين الكتب اللازمة لتعليم الطلاب, كما أن هناك صعوبة في تأمين القرطاسية (أقلام ودفاتر)، وكل ذلك بسبب اعتماد هذه المدارس في المدينة على ما يقدمه الأهالي والجمعيات والمؤسسات المدنية، يضاف إلى ذلك صعوبة تأمين رواتب للمدرسين الذين يعملون بأجور رمزية".
يُذكر أن الأطفال في سورية يواجهون، حسب "اليونيسيف"، تحديات في الذهاب إلى المدرسة، منها العنف وصعوبات في اللغة، وإمكان الوصول والأمان، والفقر والتوتر العام، مشيرة في تقرير لها حمل عنوان "النزاع في سورية يترك جراحاً غير مرئية عند الأطفال"، إلى أن العنف والتشريد وفقدان الأصدقاء وأفراد الأسرة وتدهور الأحوال المعيشية والإجهاد المتراكم، كلها أدت إلى إصابة أطفال سورية بجراح غير مرئية.