معتصمو الرباط

استنكرت النقابة المستقلة للتعليم في المغرب القمع الوحشي، واعتقال عدد من الأساتذة المجازين وحاملي الماستر، المرابطين في الرباط، للمطالبة بحقوقهم العادلة، من بينهم أستاذة حامل، متسائلة عن ما إذا كانت هذه هي طريقة تكريم مربي الأجيال. واعتبرت النقابة، في بيان لها، الخميس، أن "الوحشية التي تعرض لها المعتصمون تتنافى مع الخطاب الملكي في 20 آب/أغسطس الماضي"، وأضافت متسائلة "هل أصبح رجال التربية مجرمين، يزج بهم في المعتقلات إلى جانب القتلة والمجرمين، في حين يترك أباطرة الفساد في قطاع التعليم يخربون القطاع، دون حسيب ولا رقيب، وهل هذه هي الصورة التي يريد صانعوا القرار الغاشم بقمع وضرب رجال ونساء التربية أن ينقلوها لأجيال الغد، وهل نسي مصدرو القرار الغاشم ومنفذوه فضل أسرة التعليم، التي أخرجتهم من الجهل الذي كانوا عليه".
ورحبّت النقابة بـ"الملاحم البطولية التي صنعتها الأسرة التعليمية في الرباط"، مؤكّدة رفضها لأسلوب القمع الهمجي الذي مورس ضد الأسرة التعليمية.
وندّدت النقابة باعتقال 17 من المناضلين، بينهم أستاذة حامل، منذ الاثنين، 2 كانون الأول/ديسمبر الجاري، إلى غاية تقديمهم للمحاكمة، الأربعاء، الرابع من الشهر ذاته.
وقدّمت النقابة تهنئتها للمعتقلين المناضلين، والأستاذة المناضلة، على إطلاق سراحهم، رغم قرار النيابة العامة متابعتهم في حالة سراح، على أن تعقد الجلسة الأولى في 8 كانون الثاني/يناير المقبل، مؤكّدة تقديرها لمؤازرة مجموعة من هيئة المحامين، ضمّت 30 محام ومحامية، للأساتذة المعتقلين.
ورفضت النقابة المحضر الذي وقعته نقابات مع الوزارة الوصية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، والذي أقر بتنظيم المباراة لموظفي الوزارة الحاصلين على الشهادات الجامعية، ابتداء من كانون الثاني/ يناير المقبل، مشدّدة على أن "المحضر لا يمثل الشغيلة التعليمية في شيء، وإنما يمثل أصحابه، والدليل هو الملاحم البطولية للأسرة التعليمية في الرباط".
وأعربت النقابة عن اعتزازها بالخطوة النضالية، التي أقدم عليها الكاتب الوطني للنقابة، المتمثلة في دخوله في اعتصام أمام مقر الوزارة، يومي 5 و6 كانون الأول/ديسمبر الجاري، تضامنًا مع الأساتذة المرابطين في العاصمة، وللمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والاستجابة للملف المطلبي لهم.
وطالبت النقابة الجهات المعنية بوقف المسرحية الهزلية التي عمرت عقودًا من الزمن، منذ القرن الماضي، والتعامل بجدية مع الملفات المطلبية الملحة للأسرة التعليمية، ووضع حد لدعم رموز الفساد في الجسم التعليمي، داعية الشغيلة التعليمية إلى "وحدة الصف والتصدي لكل أساليب التفرقة، التي يحاول البعض زرعها في الساحة التعليمية"، مؤكّدة عزمها على اللجوء إلى خطوات نضالية، سيتم الإعلان عنها لاحقًا.