غزة ـ محمد حبيب
تحتَلّ الجامعة الإسلامية في غزة والتي تأسَّسَت في العام 1978م المرتبة الأولى في الجامعات الفلسطينية على مستوي قطاع غزة، حيث تعتبر مؤسسة أكاديمية مستقلّة من مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، وتعمل بإشراف وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، وهي عضو في: اتحاد الجامعات العربية، ورابطة الجامعات الإسلامية
، ورابطة جامعات البحر الأبيض المتوسط، والاتحاد الدولي للجامعات، وتربطها علاقات تعاون بالكثير من الجامعات العربية والأجنبية. ويقَع المقر الرئيسي للجامعة في منطقة الرمال الجنوبي في مدينة غزة على مسافة لا تزيد على كيلومتر واحد عن شاطئ البحر. وتتميز تلك المنطقة بحيويَّتها العالية حيث توجد فيها العديد من المؤسسات الأخرى سواء الحكومية أو الخاصة، بل توجد فيها جامعتان أخريان هما جامعة الأزهر في غزة وجامعة الأقصى. وللجامعة الإسلامية في غزة ثلاثة مواقع أخرى في قطاع غزة وهي: مركز الجنوب ويوجد في ضاحية معن شرق مدينة خان يونس، وحرم النصيرات ويقع غربي أرض النصيرات على أرض محاذية لشاطئ البحر كانت في السابق مستوطنة للاحتلال الإسرائيلي، وحرم في شمال القطاع. بلغ الإجمالي العام لعدد طلاب الجامعة الإسلامية في غزة حوالي 20000 طالب وطالبة موزعين على مختلف البرامج والدرجات الدراسية. وتهدف الجامعة حسب رسالتها المعلنة إلى توفير جو أكاديمي لطلبتها ملتزم بالقيم الإسلامية ومراعي لظروف الشعب الفلسطيني وتقاليده، وتسعي لوضع كل الإمكانات المتاحة لخدمة العملية التعليمية، وتهتم بالجانب التطبيقي اهتمامها بالجانب النظري، كما وتهتم بتوظيف وسائل التكنولوجيا المتوفرة في خدمة العملية التعليمية. وهي مؤسسة أكاديمية تسعى للنهوض بالمستوى العلمي والثقافي والحضاري، تعمل على مواكبة الاتجاهات الحديثة في التعليم العالي والتطور التكنولوجي، وتشجع البحث العلمي وتساهم في بناء الأجيال، وتنمية المجتمع في إطار من القيم الإسلامية". وتواكب الجامعة الحضارة العالمية والعطاء الإنساني والإنجازات العلمية والتكنولوجية، ومن أجل ذلك تسعى بشكل دائم لتحديث مناهجها لمواكبة التطور العلمي الذي تشهده حقول المعرفة في كل مكان من العالم، وللجامعة الإسلامية ثقافة تدعو إلى الإبداع والتطوير والتنمية، الأخذ بسبل التقدم العالمية. وتُعنَى الجامعة الإسلامية باللغة العربية الفصحى، وتوظيف استخدامها في الميادين العلمية، وتستخدم اللغة الإنكليزية في تدريس بعض التخصصات.
وتهتم الجامعة بالتعاون وتبادل الخبرات والأساتذة المتخصصين مع الجامعات الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا، وللجامعة علاقات وطيدة تربطها بالكثير من الجامعات، وتنظم علاقتها اتفاقيات تعاون وتوأمة مع عدد من الجامعات. وتعتمد الدراسة في الجامعة على نظام الساعات المعتمدة الذي تُقسم السنة الدراسية بموجبه إلى فصلين دراسيين مدة كل منهما (16) أسبوعًا دراسيًا، بالإضافة إلى الفصل الصيفي، ويستطيع الطالب أن يُسجل كحد أقصى (20) ساعة في الفصل الواحد، و(12) ساعة كحد أدني. وتَشمَل المساقات الدراسية متطلبات الجامعة ومتطلبات الكلية ومتطلبات التخصص حيث يتخرج الطالب من الجامعة بعد أن ينهي بنجاح عدد الساعات المطلوبة في خطته، وهي حوالي (140) ساعة معتمدة لدرجة البكالوريوس في جميع الكليات، عدا الهندسة، (175) ساعة معتمدة، والطب (260) ساعة معتمدة. من جهته، أكد النائب جمال الخضري رئيس مجلس أمناء الجامعة، أن فوز الجامعة الإسلامية في غزة بجوائز دولية عدَّة كان آخرها جائزة البنك الإسلامي للتنمية عن مؤسسات البحث العلمي الأكثر إنجازاً يعد اختراقًا مهمًا للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وأعلن الخضري "أن توقيت هذا الفوز دلالة مهمة على أن الإرادة الفلسطينية والصمود الفلسطيني أقوى من الحرب والحصار". وأَوضَح "جاء هذا الفوز المهم للجامعة بعد حصار مشدَّد على غزة تسبَّب في منع إدخال الأجهزة العلمية اللازمة لتطوير البحث العلمي، كما أنه جاء بعد قصف مبنى المختبرات العلمية، ومبنى المختبرات الهندسية في الحرب، وتدمير مختبرات الجامعة التي تقدم الخدمة للطلبة، والتي يُجري من خلالها الأساتذة أبحاثهم العلمية. وبيَّن أنه على الرغم من تدمير كل هذه المختبرات ومنع الحصار إدخال أجهزة بديلة، فقد جاء فوز الجامعة الإسلامية ومن قلب الحرب والحصار والدمار ليؤكِّد أن إرادة العمل والبناء أقوى من إرادة الحرب والدمار والحصار. وأكَّد الخضري "إن ما ورد في إعلان البنك عن المؤسسات الفائزة ليؤكد حجم الإنجاز الذي حققته الجامعة وأساتذتها وعلماؤها على الرغم من ظروف الحرب والحصار". وجاء في إعلان البنك الإسلامي للتنمية أن كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية قد أحرزت أعلى درجات التقييم لمجموعة المؤسسات المتنافسة لنيل جائزة البنك للعلوم والتكنولوجيا للمؤسسات التي تقوم بإنجازات مشهودة". وجاء أيضًا أن كلية الهندسة تقدم مستوى تعليميًا جيدًا، كما تقوم بنشاط بحثي متميز على الرغم من ظروف الحصار الصعبة لقطاع غزة، كما أنتجت الكلية عددًا من المنتجات لتنمية المجتمع المحيط، وأوجدت حلولاً بديلة لندرة مواد البناء بسبب الحصار، وذلك من خلال تدوير واستخدام مخلفات البناء والدمار كمواد بناء. وأكَّد الخضري أن الجامعة تتمتع بشبكة علاقات قوية على الصُّعُد: العربية، والإسلامية، والدولية، وأثنى على الجهد الكبير الذي يبذله رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور كمالين كامل شعث في ترسيخ المفاهيم الرائدة والمبدعة في إدارة الجامعة، ونسج علاقاتها الخارجية، وأشاد في الوقت ذاته بالرؤية المتكاملة لرئيس الجامعة الإسلامية السابق الأستاذ الدكتور محمد عيد شبير. ووردت أقوال والنائب الخضري في برنامج لقاء خاص الذي تبثه قناة الكتاب الفضائية، التابعة للجامعة، وخُصِّصت حلقة الأسبوع الماضي للحديث عن مسيرة وإنجازات الجامعة الإسلامية، وذلك لمناسبة قرب انتهاء العام 2013م. وكَشَفَ النائب الخضري أنه سيتم تزويد مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بطاقات جديدة، من منطلق إثراء الخبرات والتجارب، وتعزيز تطوير الجامعة الإسلامية. وشدَّدَ النائب الخضري على أن الجامعة الإسلامية تحظى بسمعة طيبة في الأوساط الأكاديمية داخل فلسطين وخارجها، ولفت إلى أن الوفود التي تزور الجامعة الإسلامية تؤكِّد على أنها تقدم نموذجًا يحتذى به للمؤسسة الأكاديمية من حيث نظامها، وتميزها العلمي، والمعماري. وعن المشروعات المستقبلية للجامعة الإسلامية، بين النائب الخضري أن الجامعة تنطلق انطلاقة واعدة في بناء المستشفى الجامعي، الذي يُعَد الأول من نوعه في قطاع غزة، ووصفه أنه نواة لعمل طبي متميز، وقدر لدولة رجب طيب أردوغان اهتمامه وتوجيهاته الكريمة تجاه المستشفى الذي سيضم (160) سريرًا، كما وتحدث الخضري على مجموعة من الإنجازات الإستراتيجية للجامعة الإسلامية، مثل: مشروع إرادة، وفضائية الكتاب، وإذاعة القرآن التعليمية، والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية الذين يتبعون للجامعة الإسلامية.