أبوظبي ـ العرب اليوم
افتتح مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، الملتقى الأول لأفضل الممارسات في تعلم اللغة العربية، الذي نظَّمه مجلس أبوظبي للتعليم، ضمن مبادرات المجلس، الرامية إلى تعزيز تعلم اللغة العربية تحت شعار "عين على العربية".
وحضر افتتاح الملتقى، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، الدكتور علي بن تميم، والمدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية، محمد سالم الظاهري، ومدير إدارة المناهج في المجلس، الدكتورة كريمة المزروعي، وعدد من المسؤولين، ومديري الإدارات، وحوالي 800 من المعلمين والتربويين في مدارس إمارة أبوظبي، إلى جانب وفود علمية، تُمثِّل الجامعات والمؤسسات المعنية بالتعليم.
وأكَّد الدكتور مغير الخييلي، في كلمة له، خلال الملتقى، على "أهمية اللغة العربية في اكتساب المعارف وبناء شخصية الطالب"، مشيرًا إلى أن "اللغة العربية هي جوهر هويتنا الوطنية، ومن الضروري أن يتعرف الطالب على تراثه وشخصيته العربية، وليفتخر بنفسه كعربي، وكمواطن إماراتي".
وأوضح الخييلي، أن "تطوير التعليم يجب أن يرتكز على إتقان اكتساب اللغة العربية، فالأمم تنهض بجودة تعليمها، وبمدى تمكن أبنائها من لغتهم الأم، بقدر لا يقل عن أي لغة أخرى"، مشيرًا إلى "أهمية الانتقال من التعليم القائم
على الكتاب إلى التعليم القائم على مخرجات تعلم المعايير، وكذلك بناء معايير تعلم عالية المستوى، تتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، وتتماشى مع معايير ومخرجات تعلم اللغة الأولى التي وضعتها منظمة التعاون الاقتصادي".
ولفت معاليه، إلى أن "هناك توجهًا واضحًا نحو تعريض الطلاب للنصوص المختلفة، ولاسيما النصوص السردية والحوارية والنقاشية بشكل دائم، بهدف تحفيزهم على التحدث باللغة العربية، وإجادتها، واستخدامها وفق قواعدها في الممارسات اليومية للطلبة".
ونوَّه إلى أن "هذا الملتقى يأتي ضمن سلسلة من المبادرات الرامية نحو الارتقاء باللغة العربية، مثل حملة "أبوظبي تقرأ"، والتي ستنطلق نيسان/أبريل المقبل، وحقيبة "ألفباء الإمارات"، وتعلم اللغة العربية من خلال "سكرابل"، وصحيفتي وغيرها، بالإضافة إلى ربط الطلبة في مادة اللغة العربية بالمشروعات التي تُعزِّز الهوية، مثل: مشروع بناء الأعشاش الصناعية للصقور، ومشروع تتبع طائر الحباري".
من جانبه، ثمَّن الدكتور علي بن تميم، في كلمة ألقاها خلال الملتقى، "جهود مجلس أبوظبي للتعليم في دعم وتعزيز برامج اللغة العربية في الميدان التربوي"، مؤكدًا على "أهمية عقد مثل تلك اللقاءات التي توجه بمواصلة الاهتمام نحو الارتقاء باللغة العربية، وإعطاءها المكانة الكبيرة التي تستحقها".
وشهد الملتقى مشاركة عناصر من مختلف القطاعات في العملية التربوية في إمارة أبوظبي من مديري الإدارات المختلفة في المجلس، واختصاصيي المناهج ورؤساء هيئات التدريس واختصاصيي التعليم والمعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية والخاصة.
وناقش الملتقى على مدى خمس جلسات أوراق عمل تربوية، تمثل تجارب ميدانية وبحوث إجرائية قدمها المعلمون والمعلمات، حيث كان الملتقى فرصة للمعلمين لطرح أفضل ما لديهم من موضوعات ذات صلة بالمناهج التعليمية، والطرائق التربوية الناجعة؛ لتحقيق المزيد من التطوير المستمر، مما سينعكس إيجابًا على مستوى طلابنا آخذين بعين الاعتبار زوايا مثلث التربية الرئيسة المتعلم والمعلم والمنهج في إطار جامع، ألا وهو الإبداع والتجديد والتفاعل في الحياة المدرسية.
وجاء اعتماد شعار "عين على العربية..عين على التعليم" لهذا الملتقى تأكيدًا على الالتزام بتوجيهات القيادة بأهمية اللغة العربية في التعليم واعتبارها منطلقًا أساسيًّا لعمليات التطوير المنشود، حيث يعمل المجلس على تطوير معايير تعلمها، وبناء قدرات معلمي اللغة العربية، ويرتكز على الاستراتيجيات الحديثة من خلال البرنامج الذي يلامس احتياجاتهم، وفق مقتضيات النموذج المدرسي الجديد.
من جانبها، أوضحت مديرة إدارة المناهج في المجلس، الدكتورة كريمة المزروعي، أن "المجلس في تنظيمه لهذا الملتقى سعى إلى أن يأخذ المعلمون أدوارهم في تنفيذ المناهج والبرامج ونقدها وتطويرها"، مشيرة إلى أن "الملتقى أفرز تجارب وممارسات تدل على وعي وقدرة على تنظيم المادة العلمية وعرضها".
ولفتت المزروعي، إلى أنه "ضل البرامج التدريبية المُكثَّفة التي يُقدِّمها مجلس أبوظبي للتعليم، وتركيزه على نقل وتبادل الخبرات أصبح لدى المعلمين قدرات علمية وآراء تربوية، تنبع من واقع الممارسة، كما يمكن لإدارة المناهج أن تستفيد منها في بناء المناهج وتطويرها".
من ناحيته، أوضح رئيس قسم المناهج العربية في المجلس، الدكتور علي عبدالقادر، أن "التجارب المعروضة جاءت متنوعة لتشمل المراحل التعليمة كافة، بدءًا من رياض الأطفال، وانتهاءً بالحلقة الثالثة من التعليم، وتضمنت التركيز على مهارات اللغة المختلفة؛ كالقراءة، والكتابة، وتنمية الرصيد اللغوي، والتركيز على التعليم الإليكتروني".
وفي الجلسة الأولى، التي أدارتها مريم النيادي، تحدثت صالحة البلوشي، عن "المقاييس القرائية التي تُشكِّل إستراتيجية تطبيق السجل القرائي بطريقة تثير دافعية المتعلمين، وتُعزِّز ثقتهم بأدائهم، وتعد مرجعًا سريعًا للمعلم، وولي الأمر، لمعرفة مستوى أداء الطلاب القرائي".
كما عرضت بخيتة الأحبابي ونادية الكعبي، لتجربتهما في تأليف كتاب "أنشطة في اللغة العربية لمرحلة رياض الأطفال والحلقة الأولي"، وهي التجربة التي طبقت في مدارس العين، وتطورت إلى برمجة ألعاب تعليمية تنمي اللغة العربية.
وكان تطبيق المعايير حاضرًا في ورقة عمل فاطمة العيسائي، التي قدمت المعايير ومؤشرات الأداء من خلال تجربتها الخاصة واضعة آلية تُعين المعلمين على كيفية تحقيق المعايير، والاعتماد على المصادر المتنوعة، وليس الكتاب المدرسي فحسب، وهو الموضوع نفسه الذي قدمت فيه انتصار إسماعيل ورقتها مع التركيز على عملية الكتابة عبر مراحلها المختلفة لمساعدة الطالب على التقدم في القراءة عبر مراحل محددة ومتدرجة، أما سعدية الدرعي فقد تناولت تطبيق المعايير في رياض الأطفال.
وفي الجلسة الثانية، التي أدارها الأسد المعمري، قدم المتحدثون تجارب ميدانية من الحلقة الثانية والثالثة في التركيز على مهارات الطلاب في اللغة حيث قدم الدكتور جمال شحود، تجربته في تطوير أداء الطلاب في مهارتي القراءة والكتابة، عبر برنامج فرسان القراءة والكتابة، وقدم عماد حمرة تجربته في برنامج حصائد الأقلام، وقدم رأفت عياش تجربته في تطوير مهارة الكتابة من خلال استخدام تقنية القصة المصورة.
وتضمَّنت الجلسة الثانية، ورقتي عمل بشأن التقييم، حيث قدم محمد عبدالجواد إستراتيجيات لحل الأسئلة، تنمي التفكير الإبداعي والناقد لدي الطلاب، وقدم أحمد المحمود برنامجًا للتقييم الشخصي، يسهم في عملية التعليم المستمر.
وفي الجلسة الثالثة، التي أدراتها عائشة العيسائي، قدمت الباحثة، إيمان النيادي، تجربتها في تقديم برنامج لرياض الأطفال والحلقة الأولى، بعنوان "سلمى تسأل"، وضعت فيها إستراتيجيات للتعامل مع أسئلة الطفل الخلاقة والاستكشافية وتطويرها وتقديم الإجابات التي تنمي فكر الطفل.
كما قدَّمت سحر الزعبي، وعائدة خالد، تجربة مشتركة في توظيف تعلم اللغة العربية، من خلال لعبة السكرابل، التي تنمي الحصيلة اللغوية، وتعمق علاقة الطالب بالمعجم اللغوي، وطرحت الورقة الثالثة لمها إبراهيم إستراتيجية الكلمات الخمس في تنمية الإملاء العربي في تجربة تسهل إلى حد كبير الصعوبات التي يواجهها الطلاب في الإملاء.
وكانت الورقتان الأخيرتان بشأن العناية بمواهب الطلاب في اللغة العربية، عبر تجارب قدمتها إيمان السيد، وخديجة القويطعي، في اتخاذ خطوات فعلية للترغيب في القراءة لأنه منطلق لكل موهبة أدبية.
وفي الجلسة الأخيرة، التي أدارها غزوان كيال، تم التطرق إلى محاور عدة، منها؛ دور ولي الأمر في تعليم اللغة العربية، عبر ورقة تضمنت مقترحات طرحتها ميسون بكري، ومحور التعلم من خلال اللعب عبر برنامج "قطار أصوات العربية"، الذي نفذته ليلى الهزايمة، ومحور التعليم الإليكتروني، الذي قدمت فيه أسماء الحمادي تجربة استخدام "الآيباد" في تعلم القراءة، وقدم فيه السيد طلبة، نماذج من مجالات توظيف التقنية في تعليم اللغة.
وفي محور التنمية المهنية للمعلم، قدمت الدكتورة ياسمين مغيب، دراسة بشأن أثر التنمية المهنية للمعلم في الرقي بالمستوى اللغوي والعلمي للطلاب، متبعة في ذلك المجالات التي أقرها مجلس أبوظبي للتعليم للتطوير المهني للمعلم.