برلين - العرب اليوم
تعرف شعب التكنولوجيا والعلوم والهندسة والرياضيات هيمنة ذكورية في الكثير من الجامعات الألمانية. ومن أجل تحقيق بعض من التوازن ورفع نسب النساء فيها، ارتأت جامعة هومبولت في برلين تخصيص أقسام للنساء فقط. ويشار إلى أنّ عدد الطالبات اللواتي يدرسنّ في الكليات العلميّة في ألمانيا لا يتجاوز 30 بالمائة. وتلتحق نسب قليلة من الطالبات في الجامعات الألمانيّة في الشعب العلميّة بسبب الأمومة أو التقاليد
أو طبيعة المرأة أو غيرها من الأسباب، وهو ما جعل الرجال يستحوذون على الأخيرة. وجينيا غيراسيموفا، طالبة روسية مقيمة في ألمانيا، كانت تنوي دراسة علوم التربية، وهي شعبة نسوية بامتياز. والدتها كانت أيضًا تعمل في مجال مشابه، لذا فدراسة مادة مثل تكنولوجيا المعلوماتية لم يكن أمرًا واردًا بالنسبة لها. وتغير هذا الأمر، عندما علمت بوجود برنامج لدراسة المعلومات والاقتصاد في جامعة هومبولت في برلين لتقرر الالتحاق به، موضحةً "قدراتي جيدة في مجال المعلوماتية، لذا وجدت أن استكمال الدراسة في هذا المجال ليست فكرة سيئة خصوصًا في أقسام مخصصة للنساء فقط، هذا الأمر مريح بالنسبة لي".
وتوجد في ألمانيا 5 أقسام مخصصة للنساء فقط، وتهدف إلى تشجيع النساء على دراسة هذه المواد العلمية ليكون بمقدروهن الحصول على وظائف عمل في هذه المجالات التي يسيطر عليها الرجال. ذلك أنه لم تتجاوز نسبة النساء، اللواتي يدرسن الشعب العلمية المذكورة، ثلاثين بالمائة في ألمانيا، وهو عدد ضئيل مقارنة مع نسبتهن في دول أخرى متقدمة.
ويذكر أنّ بعض النساء في هذا البرنامج لديهن أطفال، فقد كانت سبع نساء من بين الأربعين طالبة في الدورة السابقة من البرنامج أمهات، لهذا تحاول الجامعة أن تخلق فضاءً مريحًا ومناسبًا لهن، فأوقات الدراسة تمتد من التاسعة والنصف صباحًا إلى الثالثة والنصف بعد الظهر. بالإضافة إلى أنها خصصت أماكن للعب والنوم خاصة بأطفالهن.
وتؤكّد إحداهنّ وهي فاطمة الحسان، أنّ وضعها العائلي كأم شابة هو الذي جعلها تختار هذا البرنامج بدلاً من دراسة الطب، كما كانت تنوي، موضحةً "بعد حصولي على الباكلوريا دخلت في عطلة أمومة امتدت لسنة كاملة، ثم أخبرتني صديقة عن هذا البرنامج وأن دراستي فيه لن تتعارض مع الرعاية التي يحتاجها طفلي، بالإضافة إلى أنني مولعة بعالم الكمبيوتر وهكذا تقدمت إلى البرنامج".
لكن رغم كل الامتيازات والتشجيع يبقى الحصول على مقعد في هذا برنامج المعلوماتية والاقتصاد الخاص بالنساء أمرًا ليس بالسهل، فقد تقدمت أكثر من مائة طالبة بطلب الانضمام للبرنامج الذي يوفر 40 مقعدًا فقط.
أما جدول المواد فهو ذاته المعتمد من طرف الأقسام العادية في الجامعة. الفرق، كما تقول مديرة برنامج الهندسة والمعلوماتية والاقتصاد في جامعة هومبولت ببرلين، أنّ الجامعة تخصص من خلال هذا البرنامج سنة دراسية كاملة من أجل تقديم هذه المواد بالنسبة للنساء واستئناسهن بها، وبالتالي تشجيع انضمامهن إلى الأقسام العادية في المستقبل.