غزة – محمد حبيب
شارك 3500 طالبًا وطالبة في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، في مسابقة نظمها مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" لأفضل رسمة حول حقوق الانسان في العام2014.
فاز 36 طالبًا وطالبة، من بينهم 17 طالبًا من المدارس الحكومية، برسومات تجسد ما عايشوه خلال 51 يومًا من الحرب والدمار، كانت بمثابة انطباعات نفسية لهؤلاء الطلبة خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة.
وكانت رسمة الطالب ياسين الأسطل من الصف الأول في مدرسة شهداء خانيونس المختلطة والفائز بالمركز الثاني على مستوى الصفوف الأولى، عبارة عن دبابة تقف على تلة عالية وطائرة في السماء تلقي حمم القذائف على المدنيين الآمنين، أما الطالبة حنين السدودي من الصف الثالث في مدرسة الشيخ عجلين، فرسمته ظهر فيها ام تحمل ابنها الجريح المدرج بالدماء, كما تظهر دبابة تقصف، وهناك أشجارًا مكسورة من شدة القصف.
من جانبه، الطالب حمزة شاهين من مدرسة الجنان الثانوية في خانيونس والفائز بالمركز الأول على مستوى فصول الـ 11، فرسمته لطفل يتعلم بالرغم من الدمار والقصف الذي لحق مدرسته وفصله.
بدوره، أبرز الطالب حسام قحمان من الصف الحادي في مدرسة بيت لاهيا في لوحته الفنية شدة الحرب وضراوتها، فرسم رجلًا يحمل طفله الجريح ويجري ويظهر في الخلفية غبار القصف ورعب الحرب وسيارات الدفاع المدني، أما الطالبة عائد درويش من الصف الثاني عشر في مدرسة عرفات للموهوبين فكانت رسمته حول الحصار المحكم على قطاع غزة، إذ يظهر في الصورة طفل مصاب على كرسي متحرك وسيارة إسعاف لا تستطيع السفر بسبب إغلاق معبر فح.
من جتهته، قال وكيل وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور زياد ثابت: "ليس غريبًا أن تكون معظم الرسومات معبرة عن الواقع الصعب الذي مرت به غزة من حرب عدوانية صهيونية إجرامية استهدفت جميع شرائح المجتمع الفلسطيني بشكل عام والأطفال بشكل خاص".
وتساءل ثابت: ماذا يتوقع هذا العالم من هؤلاء الاطفال أن يعبروا؟، ماذا يتوقع هذا العالم من هؤلاء الأطفال الذين عايشوا ثلاثة حروب خلال سبع سنوات؟ ماذا يتوقع العالم من هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في سجن كبير وحصار ظالم أنّ يعبروا ويرسموا؟.
وناشد ثابت، المجتمع الدولي للتدخل الحقيقي ووقف الحصار والعدوان على الشعب الفلسطيني، معبرًا عن شكره لجميع المراكز الحقوقية التي تتعامل مع الوزارة في سبيل التوعية في مجال حقوق الانسان، مقدمًا الشكر الخاص لمركز الميزان على هذه المسابقة وتعاونه المستمر مع الوزارة، كما هنأ الطلبة المشاركين والفائزين.
ودعا مركز الميزان إلى الاستمرار في هذه الجهود واستثمار هذه المسابقة وعرض الرسومات على المستوى الدولي لكي يعرف العالم كيف يفكر طلبة فلسطين ويعرف العالم المعاناة القاسية التي يعانيها هؤلاء الطلبة بسبب الاحتلال.
وبين ثابت، أنَّ الوزارة تعمل بشكل كبير على توعية الطلبة بحقوق الإنسان من حيث التعريف بهذه الحقوق وآليات توثيق انتهاكات حقوق الانسان إضافة إلى تعريف الطلبة بكيفية المطالبة بحقوقهم وذلك من خلال المناهج والأنشطة والتدريب.
في نفس السياق، قال مدير عام الأنشطة التربوية في وزارة التعليم زكريا الهور: ”مسابقة الرسم بالتعاون مع مركز الميزان هى واحدة من المسابقات والأنشطة التي تقوم بها الوزارة لاكتشاف المواهب الفنية وتعزيزها"، مبينًا أنَّ الطلبة قدموا إبداعات مميزة في هذه المسابقة وعبروا عما يدور في داخلهم لاسيما في موضوع العدوان.
كما أكّد مدير الدائرة الثقافية هاني الهور، إنَّ الوزارة حريصة على مواصلة تنفيذ مثل هذه المسابقات والأنشطة التربوية باعتبارها عامل أساسي لتعزيز المناهج الدراسية وافساح المجال للطلبة للتعبير عما بداخلهم.
وفيما يتعلق بنوعية الرسومات قال رئيس قسم الأنشطة أحمد الشامي، ”فرق الأنشطة عملت على تنفيذ العديد من البرامج الفنية والمسابقات في المدارس بعد العدوان، وكانت تهدف إلى إخراج الطلبة من الحالة النفسية التي عايشوها، ولاحظنا أن الطلبة في الأنشطة الفنية بشكل عام والرسومات بشكل خاص كانوا يتجهون لموضوع العدوان وأثره عليهم.
كما أكّد مدير مركز الميزان عصام يونس، أنَّ المسابقة يتم تنظيمها للعام الخامس على التوالي، لكن هذا العام كنت مختلفة عما سبق لأنها كانت بعد حرب فظيعة شنها الاحتلال على القطاع، ولاحظنا تأثر الأطفال بما عايشوه، كما أن هذه الرسومات يمكن أن توضع في إدانة الاحتلال على عملياته الاجرامية.
وبيّن يونس أنَّه سيتم نشر هذه الرسومات على المستوى الدولي لنظهر معاناة الطفولة وأهل فلسطين بسبب الاحتلال.
وعن رأي الأمم المتحدة، برسومات الطلبة وتوجهاتهم، قال رئيس فريق دعم العمليات ومنسق الحماية في وكالة الغوث أنطونيو زوبيلاغا: "إن الرسومات الصعبة لهؤلاء الاطفال تضعنا أمام المسؤولية بأهمية وقف استهداف الأطفال ورعايتهم بعد الحرب."
وتابع: ”العديد من الأطفال قتلوا وأصيبوا في المدارس وحتى مراكز الايواء، فيجب علينا أنّ نعي أن هؤلاء ليسوا أرقامًا، إنهم بشر وخلف كل هذه الحوادث التي تعرض لها الاطفال قصص وحكايات."