لندن - كاتيا حداد
وصفت اليزيدية العراقية منيرة التي تبلغ من العمر 16 عامًا، كيف تم اختطافها واغتصابها بشكل متكرر من قبل أفراد من تنظيم "داعش" المتطرف، قائلة: "لقد اغتصبني، وكان اسمه أبو محمد، كان 60 عامًا، وكنت 15عامًا، وقالوا: "لنا إننا عبيدهم في الجنس".
تلك الرواية جعلت وجوه الطلاب في أكاديمية سالتلي في برمنغهام في صدمة وفي سكون تام، وكما بدأت قصص المواطنين البريطانيين الذين غادروا بلادهم للانضمام إلى "داعش" في الظهور، أطلقت "سالتلي" التي وجدت نفسها قبل عام غارقة في عاصفة "حصان طروادة"، حملة جديدة لمكافحة التطرف من خلال مواجهة دعاية التنظيم.
واستمعت مجموعة مختارة من الطلاب قصص لثلاث شابات يزيديات سافرن من مخيمات اللاجئين واللاتي يسمينها الآن موطنهم الجديد يسردن واقع الحياة في ظل حكم "داعش".
وأرسلت فتاة تدعى بشرى وتبلغ 21 عاما وترتدي حجابا من أجل إخفاء هويتها رسالة لأي فتاة قد تفكر في حياة العروس الجهادية قائلة: "أريد من الشباب، ألا يصدقوا ما يرونه في الفيسبوك"، مضيفة: "لا حياة مع داعش بصرف النظر عن الاغتصاب والقتل".
وأطلقت حملة "افتح عينيك" من خلال مؤسسات "برادفورد وبرمنغهام" الخيرية لمكافحة التطرف بدعم من مؤسسة "عمار"، وتهدف إلى القضاء على رسالة "داعش" باستخدام نفس أساليب الاتصال بوسائل التواصل الاجتماعية التي تم استخدامها على هذا النحو بأداة تجنيد فعالة وبقسوة من قبل الجماعة المتطرفة.
وقالت حنا راي من المشاركين في الحملة: "ما علينا سوى أن ننظر حولنا لنرى يعملون بصورة عاجلة جدا"، مضيفة أن "الآلة الدعاية لداعش" باتت واسعة بحيث يجب أن يكون هناك مواجهة لكبحها".
وتهدف الحملة إلى تجنيد 10 آلاف شاب للوصول إلى أولئك الذين يمكن استخلاصهم من قبضة "داعش"، وكذلك توفير منبر للضحايا ليروو قصصهم الخاصة.
وأوضحت راي، أنَّ الحملة دليل على الجهود المبذولة من قبل أعضاء المجتمع المسلم لمكافحة رسالة داعش التي ينشرها، مضيفة "أن الحكومة تقول أن المجتمع لا يفعل ما يكفي، لكنها لم تبذل أي جهد لمعرفة من يفعل ماذا، ونحن نفعل ما في وسعنا لمكافحة التطرف ولكن الاعتراف والتمويل لم يوفر بعد".
وأكدت النائب اليزيدي العراقي أمينة سعيد حسن، أنَّها ساعدت بالتعاون مع مؤسسة "عمار" في إنقاذ الفتيات وتقديمهن إلى المملكة المتحدة، وعن أهمية العمل قالت: "ليس لداعش أي علاقة بأي دين أو الأخلاق" مضيفة "إنه ينفذ جرائم شريرة ضد الأبرياء، ما أسفر عن مقتل كبار السن والرجال والأطفال، ويتناوبون على اغتصاب الفتيات ولديهم مئات السجناء، ولذلك فإن أي شخص لديه أي أخلاق كريمة وأخلاق لن ينضم لداعش ولكنه سيساعد أيضا في تحرير ضحاياهم".
وفي سالتلي، هناك جهود واضحة لتعزيز "القيم البريطانية"، وكتبت عبارة على جدار مدرسة ذات الغالبية المسلمة "أنا القديس جورج، أنا هنا للدفاع: التسامح وسيادة القانون وحرية التعبير، والجماعة، المساواة، نيابة عن الجميع".
وفرضت الهيئة البريطانية للمعايير التعليمية إجراءات خاصة على ست مدارس على الأقل في مدينة برمنغهام، بسبب اتهامات بخضوعهن لما يسمى "بعملية حصان طروادة" والتي تهدف إلى نشر التعاليم المتطرفة في هذه المدارس، وأن المدارس الست متورطة في مؤامرة "حصان طروادة" من قبل متطرفين يسعون إلى فرض فكر متطرف، بالإضافة إلى الفصل الطلاب عن الطالبات، وطرد مدرسين واستبدالهم بآخرين يؤمنون بفكرهم.
وقررت الهيئة البريطانية للمعايير التعليمية تصنيف المدارس على أنها "غير كفؤة" بعد عمليات التفتيش المفاجئة على مدى الأسابيع القليلة الماضية، ويتيح هذا التصنيف عادة اتخاذ "تدابير خاصة"، والتي بدورها تعطي الهيئة صلاحية التخلص من كبار المديرين أو حتى إغلاق المدارس.
وصنفت الهيئة البريطانية للمعايير التعليمية مدارس "بارك فيو" و"غولدن هيلوك" و"نانسين" و"أولد نو" و"سالتلي" في برمنغهام على أنها مدارس "غير كافية"، بالإضافة إلى مدرسة ألستون التي تم فرض إجراءات خاصة عليها بالفعل.
وتتخذ الهيئة أيضا إجراءات ضد تسع مدارس أخرى في المدينة، التي تشهد حالة من الغضب وموجة جدل كبير بسبب هذه المؤامرة، التي يشترك فيها داعية متطرف، يقوم بنشر أفكاره بين التلاميذ صغار السن.
الحالات تحت الدراسة
منيرة، 16 عاما
كانت منيرة تبلغ 15 عامًا فقط عندما أخذت بعيدا عن عائلتها عندما غزا مقاتلو "داعش" قريتها، وقالت "أنهم أبعدوني عن أخواتي الأطفال، وكانوا خمسة أشهر فقط، وأربعة، وأخي البالغ من العمر ثماني سنوات"، وأضافت: "كنت أريد أن أموت".
وأسرت منيرة من قبل عنصر في "داعش"، يبلغ من العمر 60 عاما يدعى أبو محمد الذي أبقاها في سجن في منزل بعيد. ومضت منيرة تقول "كانت صرخاتي عالية، صرخت وبكيت لم يكن هناك أحد لمساعدتنا، وعندما اغتصبني وقال لي: "أنتي عبده، أنتي اسيرة لدينا من الحرب".
وبيعت منيرة بعد ذلك الرجل عدة مرات، واغتصبت مرارا وتكرارا، وقالت: "كنت في الأسر لمدة ثلاثة أشهر و 20 يوما"، وأضافت: "كنت أريد الموت بدلا من العيش خلال ذلك، وكانت منيرة قد هربت بالقفز من نافذة من الطابق الثاني وتم لم شملها مع والديها في مخيم للاجئين، ولا تزال أخواتها الأصغر سنا في قبضة داعش.
وتابعت منيرة: "أنا أعيش في المخيم الآن مع عائلتي، وانتظر، لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، ليس لدي أمل في أي شيء أكثر من ذلك ، أريد عائلتي وجميع اليزيديين إلى أن يؤخذوا بعيدا الآن، لأن هذا سيحدث مرة أخرى، ومرة أخرى ومرة أخرى إلا إذا ابتعدنا. اليزيديين لا يشعرون بالأمان على الإطلاق ".
بشرى 21 عامًا
عندما اجتاح "داعش" إحدى القرى، فرَّت بشرى هي وعائلتها إلى الجبال، وقال لها شاب كان صديقا لإخوتها عودوا إلى دياركم وإنه لن يلحق بكم الضرر، وعندما رفض شقيقها الرجل وضع مسدسا إلى رأسه، بشرى، كانت وقتها 18 عاما، نقلت إلى مدينة غريبة وأخذت كأسيرة مع شقيقتها البالغة من العمر 14 عاما.
وبعد أن قيل لها أنها ستكون متزوجة، وتم اختيارها هي وأختها من قبل نفس الشاب الذي كان ذات مرة صديق للعائلة. وقالت: "اعتقدت أنه سيكون من الأفضل قتل أختي ونفسي، لقد وضعت وشاحا حول رقابنا، ولكني كنت خائفة جدا، وفي ليلة واحدة، كانت تتعرض للاغتصاب في منزله من قبل جندي آخر، وكانت تسمع شقيقتها تتعرض للاغتصاب من قبل صديق سابق في الغرفة المجاورة.
وقالت بشرى: "كنت أسمع صراخها يملأ أذني ولكن لم أستطع أن أفعل أي شيء لمساعدتها"، بشرى وأختها هربوا، ويعيشون الآن في مخيم للاجئين ولكن لا يزال تسعة من أفراد عائلتها في عداد المفقودين، وأوضحت: "أريد العالم كله أن يسمع قصتنا ويفعل شيئا حيال ذلك، للمساعدة في تحرير الشعب اليزيدي الذي ما زال في الأسر، أتمنى أن تعطونا اللجوء، لأنه لم يعد بإمكاننا العيش في العراق". نور 22 عامًا
كانت نور 18 عامًا عندما جاء "داعش" إلى قريتها، قتل كل الرجال وأخذ النساء الأصغر سنا، بمن في ذلك هي وابنة أختها البالغة من العمر 14 عامًا، بعيدا عبر حافلات، وأخذوها إلى مستودع مليء بالفتيات والنساء اليزيديات.
وأضافت نور: "جاءت امرأة وأبلغتنا أن كل يوم سيأتي رجال داعش ويختارون من الفتيات، وأخذوهن، واغتصبوهن، وباعوهن"، وكانت نور قد اختيرت من قبل زعيم، وأضافت: "ذهب للقتال، وعندما عاد وضع أصبع قدمه الكبير في وعاء من العسل، وغرسه في فمي، وبعد ذلك اغتصبني".
وحاولت نور الهرب من النافذة، ولكن تم القبض عليها، وتم اغتصابها من ستة حراس بجميع أنواع الطرق، وفعلوا كل شيء، بما في ذلك أشياء مثيرة للاشمئزاز، ولمدة يومين لم تستطع تحريك أي جزء من جسمها.
وقالت إنَّها كانت تباع بشكل متكرر إلى رجال آخرين قبل أن تنجح أخيرا في الهرب، وقالت نور: "لا يمكنك أن تتخيل ما كان الوضع عليه، أريدهم أن يعاقبوا، ليس لدي أي أمل للمستقبل، ما دام هناك نساء والفتيات يحتجزهم داعش".