غزة – محمد حبيب
لم تتورع قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حربها على قطاع غزة عن استهداف المؤسسات التعليمية في القطاع، بغية النيل من المسيرة التعليمية الذي عمد الاحتلال بوسائله المختلفة، في الأعوام الماضية، على تقويض تطورها.
وقصف الاحتلال المؤسسات التعليمية على الرغم من تأكده من خلوها من أيّ مظهر من مظاهر المقاومة، فلم تكن المدارس الخاضعة لإشراف وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، ولا حتى الجامعات الفلسطينية، في منأى عن صواريخ وقذائف الآلة العسكرية التي واصلت ضربها للمساجد والمنازل.
وأوضح رئيس الجامعة الإسلاميّة الدكتور كمالين شعت أنَّ "التقديرات الأولية للخسائر الناتجة عن استهداف مبنى الإدارة في الجامعة الإسلامية قد تصل إلى مليون ونصف مليون دولار".
وأشار شعت إلى أنَّ "الاستهداف طال مبنى الإدارة الرئيس في الجامعة الإسلاميّة، الذي يقع في قلب الجامعة، ويضم المكاتب الإدارية لرئاسة الجامعة ونواب الرئيس وعمداء الكليات، ومكتب الشؤون الأكاديمية والتعليم الإلكتروني وشئون الموظفين وعمادة الجودة والتخطيط و كليات الآداب والتربية والهندسة والشريعة والقانون والدراسات العليا، إضافة إلى غرف الاجتماعات المختلفة".
وأضاف "نظرًا إلى شدة القصف الذي وقع على هذا المبنى فقد تأثرت بعض المباني المحيطة، لاسيما مبنى المؤتمرات الكبرى وقاعة استقبال كبار الزوار".
ودعا شعت جميع الجهات الأكاديمية والدولية ومؤسسات حقوق الإنسان، والجامعات التي تربطها بها علاقات شراكة واتفاقات تعاون إلى "الإعراب عن الاستنكار الشديد لهذا الاعتداء الآثم على مؤسسة أكاديمية عريقة، وعن السخط والغضب نحو قوات الاحتلال الغاشمة ومطالبتها بالكف عن جرائمها واحترام الاتفاقات الدولية، وتجنيب المدنيين والمؤسسات المدنية ويلات الحرب والتدمير".
من جانبه، استنكر وكيل وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور زياد ثابت قيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف عدد من المدارس والجامعات والكليات الجامعية في قطاع غزة، الأمر الذي وصفه بالجريمة.
وأبرز ثابت أنَّ "الاحتلال استهدف ما يزيد عن 150 مدرسة، وتم تدميرها ما بين جزئي وكلي" لافتاً إلى أنَّ "هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يمارسها الاحتلال في حق الطلبة والمؤسسات التربوية".
وأردف "الاحتلال استهدف كل شيء في قطاع غزة دمر الحجر والشجر والبشر لعدم تمكنه من مواجهة المقاومة، فانتفل إلى استهداف المؤسسات الحيوية يريد أن يدمر القطاع أمام صمت دولي وعربي مهين، وهذا ما يبرهن على همجية الاحتلال وسياساته الرامية إلى محاربة التعليم الأمر الذي يشكل انتهاكاً خطيراً للحق في التعليم".
ورأى أنَّ "الذي شجّع وأعطى الضوء الأخضر للاحتلال في الاستمرار في جرائمه هو استمرار الصمت الدولي، ووقوف الأمم المتحدة إلى جانب الاحتلال دون أي دليل"، مشدّدًا على أنَّ "وزارته ستعيد بناء كل المؤسسات التي دمرها الاحتلال وإعداد جيل جديد لمعركة النصر الكبرى".
واستطرد ثابت "الاحتلال يريد تدمير المدارس لأنها خرّجت جيلاً قادرًا على تمريغ أنف الاحتلال في تراب غزة، والدفاع عن حياض الأمة، يريد أن يقول لأهل غزة سنخرجكم من هذه الحرب ولن تجدوا شيئًا صالحًا للحياة".
إلى ذلك، استنكر المستشار الإعلامي لـ"الأونروا" عدنان أبو حسنة استهداف الاحتلال لمدارس الوكالة، والذي كان آخرها استهداف مدرسة للوكالة تؤوي 3 آلاف من النازحين في رفح.
وأشار إلى أنَّ "عدد اللاجئين في مدارس الأونروا التسعين المنتشرة في أنحاء قطاع غزة بلغ، حتى صباح الأربعاء، نحو 260 ألف لاجئ، تقدم لهم الأونروا الطعام والشراب والأغطية والأدوات الصحية، رغم وجود نقص كبير في هذه المواد، بسبب الأعداد الكبيرة التي تتدفق يوميًا على مراكزها".
وفي سياق متّصل، استنكرت وزارة التربية والتعليم العالي، الأربعاء، قيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف عدد من المدارس والجامعات والكليات الجامعية في قطاع غزة، الأمر الذي وصفته بالجريمة البشعة التي تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يمارسها جيش الاحتلال في حق الطلبة والأطفال والمؤسسات التربوية.
وأوضحت وزير التربية والتعليم العالي الدكتورة خولة الشخشير أنَّ "استهداف الجامعة الإسلامية، وجامعة القدس المفتوحة، والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وجامعة فلسطين، خلال الساعات الماضية، وكذلك مدارس وكالة الغوث يبرهن على همجية الاحتلال وسياساته الرامية إلى محاربة التعليم الأمر الذي يشكل انتهاكاً خطيراً للحق في التعليم ووصول الطلبة الآمن إلى مدارسهم وجامعاتهم ورياض الأطفال".
وبيّنت الوزارة، في بيانها، أنَّ "انتهاكات الاحتلال الجسيمة في حق التعليم واستهداف الطلبة، ومؤسساتهم، وحرمان طلبة المدارس من التمتع بالعطلة الصيفية يؤكد على بشاعة الاحتلال وفظاعة ممارساته التي تعد وصمة عار في جبين الإنسانية".
ودعت الوزارة المؤسسات والمنظمات الدولية والمناصرة للحق في التعليم والجامعات العربية والهيئات الحقوقية إلى "فضح هذه الممارسات والتدخل الفوري لحماية الطلبة والمؤسسات التعليمية"، لافتةً إلى قيامها بإطلاق مناشدة إنسانية تربوية عاجلة إلى المؤسسات والمنظمات الشريكة والداعمة، العربية والإسلامية والدولية، بغية توفير الدعم وتلبية الاحتياجات الأساسية في ضوء الظروف الراهنة الصعبة التي يمر بها أهلنا في القطاع المحاصر.
وشدّدت الوزارة على "ضرورة العمل بغية تهيئة الظروف لضمان التحاق الطلبة بالمدارس والجامعات، وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، وتوفير الاحتياجات والمستلزمات الضرورية، وكذلك العمل على تهيئة الطلبة والعاملين في القطاع التربوي نفسياً؛ للتخفيف من حدة الخوف والرعب والقلق والتوتر الذي أصابهم والذي يلاحقهم في صحوهم ومنامهم، لا سيما أنهم باتوا على أبواب افتتاح العام الدراسي الجديد الذي غابت كل مقومات افتتاحه في ضوء الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة ومواطنيه".