طلاب في المكتبة
لندن ـ ماريا طبراني
يعيش أولياء الأمور دائمًا في حيرة نتيجة المشكلات التي يتعرض لها أبناؤهم من أجل إيجاد وسيلة أو حل سريع ينقذهم من بعض العقبات التي تقف أمام مستقبلهم وتحديد مسارهم في مراحل التعليم المختلفة، ففي البداية يتساءل طالب في السنة الثانية ويقوم بدراسة الأدب الإنكليزي، أنه "يحب دراسته و لكنه لا يرغب في العمل
الأكاديمي".
وأضاف الطالب أن "هناك الكثير من المخططات للدراسات العليا التي يتطلع إليها لا تتطلب مؤهلات مهنية، على الرغم من أنها تجذب عددًا كبيرًا من المتقدمين الذين يحملون شهادات ما بعد التخرج، إضافة إلى حاملي شهادة البكالوريوس فقط".
ويقول "هل يستحق حقًا قضاء الوقت والمال في الحصول على شهادة الماجستير في مادة غير أدبية"، أم يجب تقديم نفسي إلى الشركات كخريج جامعي حديث، مطيع، وقابل لتعلم الصناعة؟.
ويجيب الخبراء على هذه التساؤلات في أنه "يبدو أن هذا الشاب لم يرسم بعد حياته المهنية أو حتى قرر ما يتعين عليه عمله، وأن ما يحتاجه هو خبرة مباشرة تساعده في اتخاذ قراره".
وأضاف الخبراء "لا ننصح هذا الشاب بالانتظار حتى يحصل على الشهادة الجامعية، ولكن عليه أن يبدأ بالحصول على خبرات عملية ، وإذا أمكن يقوم بعمل شيء داخل الجامعة، وقد يكون من الجيد الحصول على تدريب بعد التخرج، كل ذلك يجعله وصاحب العمل أكثر قدرة على الحكم في ما هي المؤهلات الأخرى التي يتعين عليه الحصول عليها".
ويعتقد الخبراء أن "الانكماش الاقتصادي، إضافة إلى انخفاض قيمة الشهادة الجامعية بمفردها، أدى إلى أن أعدادًا كبيرة من الخريجين توجهت للحصول على الماجستير، أملين في أن يكونوا أكثر قدرة على دخول سوق العمل بسيرة ذاتية أكثر تميزًا".
ويرى الخبراء أن "هذا الشاب حتى الآن، ليس لديه إستراتيجية واضحة، ولذلك يجب عليه توفير المال والوقت حتى يبدو الأمر أكثر وضوحًا بالنسبة له".
وتتساءل إحدى السيدات، بأن "ابنتها تدرس حاليًا في مدرسة التمريض، ولكن نفكر دائمًا في تحسين مستوى تعليمها، لترتقي إلى طموحاتنا، على الرغم من ظروفنا المالية"، وتقول متسائلة "ماهو الاختلاف بين المدارس المجانية والأكاديمية، وما تقدمة بالمقارنة بغيرها".
ويجيب الخبراء بأن "الأكاديمية هي مدرسة مستقلة غير تابعة للحكومة، وعدد كبير من المدارس حاليًا تسعى إلى التحول إلى أكاديمية من أجل الحصول على منافع مالية، والتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية".
وأوضح الخبراء "بينما المدارس المجانية هي في الأصل أكاديمية، ولكنها لم تحل محل المدارس الموجودة، كما فعلت الأكاديمية، والتي تمت نشأتها، استجابة لطلب الآباء بعد تقييم الحكومة المتشدد، وهي توجد في المدن الكبرى التي تعاني من نقص المدارس الجيدة، ولأنها لا تزال جديدة، فمن الصعب التكهن بمدى نجاحها، بينما الأكاديمية موجودة منذ 10 سنوات، ويشهد الكثيرون بنجاحها،
ولكن من الأفضل ألا تحكم وفقًا للنظام المتبع في كل منهما، ولكن انظر إلى المنهج الدراسي، والنتائج، وأعداد، وجودة الأنشطة الإضافية، وجودة المعلمين، وآراء الآباء في كل منهما، ومن ثمَّ يمكنك اتخاذ القرار".
وتسأل سيدة ابنتها في المرحلة الثانوية، والتي تعيش في قلق بشأن الضغط الذي تعاني منه قبل كل امتحان، فهي تظل مستيقظة حتى وقت متأخر للمراجعة، كما أنها تجد صعوبة في النوم، كما أنها تنزعج كلما بحثت عن مدى صحة إجابتها بعد كل امتحان، على الرغم من توقع جميع معلميها بحصولها على درجات جيدة، ولكنني قلقة بشأن العصبية التي تعاني منها، فكيف أجعلها أكثر استرخاء وهدوءًا؟.
يحدد الخبراء الإجابة المختصرة، في أن "تمنعها عن المذاكرة حتى وقت متأخر، وتخبرها أن أفضل مراجعة، هي في الصباح الباكر، إذ لا يزال الذهن صافيًا".