فتيات في مدرسة منفصلة
لندن ـ رانيا سجعان
يوجد شيء ما يجعلني أتعجب حينما يتعلق الأمر بالتعليم المنفصل بين الفتيات والأولاد، إذا اتخذت والدتي القرار الصحيح في ما يخصني، فهي التحقت بمدرسة ريجات كونتي للبنات في ساري، حيث هناك اتجاهات على غرار أسرة تيودور، والتي تعني أن التلميذات لم يكن مسموحًا لهن بالاقتراب ثلاث أقدام من جدار المدرسة، في حالة
تحدثن للأولاد في المدرسة المجاورة، وبناءً على ذلك، فقد رفضت والدتي إرسال شقيقاتي وأنا إلى مدرسة الفتيات، حيث تثبت بعض الدراسات أن الفتيات تقدمن الأفضل حينما لا يصرف الأولاد انتباههن في البيئة المحيطة .
.
وكانت هذه لعبة من التطرف معها، حيث إنها ذهبت من مدرسة للفتيات فقط إلى كلية "إمبريال Imperial" في لندن، حيث هناك كما تقول، كانت نسبة الجنس في السبعينات حوالي سيدة لكل 20 رجلاً.
وأتساءل: هل الأمهات هي الأعلم؟ نعم، في الكثير من الطرق، فيمكن للأمهات الشعور بالمتلازمة السابقة للحيض بسرعة وبسهولة، ويمكنها في الغالب منح الراحة حينما تكون الصديقات مشاكسة ويكون الفتيان أغبياء.
وكانت والدتي تقول دائمًا بالنسبة إلى كثير من الفتيات في مدرستي الخاصة بالفتيات فقط يكون انخراطهن في العالم الحقيقي أمرًا صعبًا للغاية.
ولكنها هل هي كانت على صواب؟ هل شقيقاتي وأنا سنكون أفضل حالاً عند التحاقنا بمدرسة الفتيات في البلدة المجاورة، بدلاً من مدرستنا الشاملة المختلطة الجيدة جدًا في هيرتفوردشاير؟ أم هل قائمة "باذفيد Buzzfeed" لـ23 إعلانًا لمدرسة فتيات لوصف مميزاتها، حيث عصا الهوكي المرحة، وتركيز الرغبة الجنسية على المعلمين الذكور، ستكون القاعدة
- هل المدارس المنفصلة "المخصصة للفتيات فقط أو الأولاد فقط هي الموضة حاليًا؟
تشهد المدارس المنفصلة تراجعًا في بريطانيا ففي العام 1966 كان هناك 2،500 مدرسة منفصلة، وفي العام 2006 كان هناك فقط 400 مدرسة منفصلة، ووفقًا لوزارة التعليم هناك حاليًا 505 مدرسة للفتيات، تابعة للحكومة وخاصة، ابتدائي وثانوي.
ومنذ أسابيع قليلة، أعلنت مؤسسة "ستيفن بيرس" المستقلة في كامبريدجشاير، التي تضم مدرسة بيرس للفتيات، مصدر إلهام فيلم
"سانت ترينيان St Trinian’s"، أنها ستقبل الأولاد في مدرستها الإعدادية العام 2014، وفي مدرستها الثانوية في العام 2018. وسيتم تعليم الفتيان والفتيات في عمر التاسعة والسادسة عشرة في فصول منفصلة، ولكن في الموقع نفسه.
- أحد أكبر مخاوف والدتي كانت أننا سنكون مدللين في مدرسة الفتيات.
أعتقد أنه كان لديها وجهة نظر. قالت إحدى طالبات السياسة في جامعة أكسفورد إن مدرستها كان لها تأثير على علاقتها مع الرجال.
وأضافت "لقد كنت ساذجة للغاية بشأن الرجال حينما جأت إلى هنا" أي "الجامعة". كانت الخبرة بالكامل محبطة، والتي فيها لم تتمكن من الدخول في العلاقة التي كنت ترغب فيها مع الأولاد، إما بسبب أنك لم تشاهدهم بما فيه الكفاية، أو لأنه لم يكن مقبولاً أن تكون هناك علاقة صداقة بين الفتيات والأولاد، أو لأنه حينما كنا في مجموعة معًا، كان بعض الأشخاص يتعاملون بطريقة غريبة ومبالغ فيها، كما لو أنهم جميعًا يعلمون كيف يتعاملون مع الجنس الآخر، بينما لم يكونوا يعلمون أو يفعلون ذلك."
وقالت إنها لاحظت كيف أن التعليم المنفصل أدى بعض صديقاتها إلى استخدام الاولاد في تشكيل وتجسيد إحساسهم الذاتي.
وأضافت "هناك بعض الفتيات التي عرفت أنها ما زالت مهووسة ببدعة التعرف على الأولاد، ويضطرون إلى تجميع الاولاد مثل التذكار. فهن غير قادرات على ان يكون لديهن اصدقاء من الذكور، حيث إنهن تستخدمن الاولاد لتحسين ودعم صورة الذات وتقدير الذات. والأولاد، في اذهانهن، هنا لمغازلتهن والحكم على قيمهمن بشأن كيف الكثيرات منهن يمكنهن متابعتهم".
- كيف تؤثر المدارس المنفصلة على العلاقات مع الرجال؟
تقول مدير تنفيذي العلاقات العامة، البالغة من العمر 23 عامًا، التي كانت تلتحق بمدرسة ريبستون هول الثانوية للبنات Ribston Hall High School سام سمرز، إن تعليمها جعل من السهل عليها حقًا أن تقوم وتلائم علاقتها مع الجنس الآخر. قالت "ان الأولاد هم أشخاص أمينة، ومن السهل قراءة افكارهم ، بينما الفتيات لديها جوانب عدة مختلفة. فأنت ترين الفتيات ترهبن وتضايقن زميلاتهن الأخريات بسبب ملابسهن، إثارتهن الجنسية، ولكن بشكل اساسي بسبب الغيرة . فلن تجد ذلك يحدث مع الاولاد، اذا واجه الاولاد مشكلة فإنهم يبوحون بها على الفور."
مديرة سانت ماري، والآن المدرسة الوحيدة للبنات تركت في كامبريدجشاير، شارلوت أفيري، تصر "بشكل لا يثير الدهشة" بأن المدارس المنفصلة لا تترك الفتيات في الخلف. وتقول" نجد أن فصل التلاميذ في سن المراهقة خلال سنوات التغيير الكبير في الجسم والشخصية يكشف عاملاً واحدًا في خليط معقد من الهرمونات، اكتشاف الذات والضغوط الاجتماعية، بما في ذلك وسائل الإعلام الرقمية وثلاثة أجهزة من الاختبارات العامة في ثلاث سنوات متعاقبة."
ولكن أنا أتساءل، هل الفتاة لا تحتاج لتعلم كيفية الحياة في العالم الحقيقي، على سبيل المثال، في عالم فيه الرجال؟
وتفسر أفيري "إن العالم الحقيقي يختلف عن عالم المراهقين وتحديدًا لأن الشباب هم في مرحلة انتقالية صعبة من التطور تقع بين مرحلة الطفولة والبلوغ، في كثير من الأحيان تكون مثيرة للاهتمام.
وتقول "إذا ظل المراهقون مراهقين، على سبيل المثال، اي لم ينضج المراهقون، أعتقد أننا سنجد فصلاً وتمييزًا أكثر من ذلك بكثير في مرحلة البلوغ "العالم الحقيقي" أيضًا.
- القضية المشاكسة والحقد:
وهنا مشكلة الحقد "أخشى من عدم وجود وسيلة أخرى لوصفها". بعض السيدات اللاتي أتحدث إليهن يعتقدن أنه كان عمقًا لطيفًا في مدارس الفتيات، والأخريات تعتقدن أن التعليم المختلط يقود الجنسين إلى الرياء أمام الجنس الآخر، والذي أد إلى تفاقم التوترات.
وتقول خريجة الحقوق من جامعة دورهام، والتي كانت في مدرسة الراهبات، وبعد ذلك التحقت بكلية مشتركة أليس ماكريس، ان الفتيات كانت في الواقع أكثر شرا في البيئة المختلطة. "والمثير للدهشة، عندما انتقلت إلى مدرسة مختلطة حينما بلغت 16 عامًا، ولقد وجدت الفتيات هناك تتحدث بشكل غير لائق كثيرًا عن صديقاتهن، ربما بسبب وجود الأولاد والمنافسة الملحوظة من الفتيات الأخريات".
وتضيف كاتيا بالين، 23 عامًا، والتي كانت تلتحق بمدرسة "الين Alleyn" المختلطة في جنوب لندن في الفترة من خمس سنوات إلى 16 عاما، "حينما بلغت سن البلوغ ، بدأ كل شيء مثل فيلم "مين جيرلز Mean Girls"، بصراحة. كانت الفتيات هناك أسوأ من الاولاد، الكثير من المزاح بشأن الحصول والخروج مع أولاد بعينهم".
لكن نيسا كارسون (22 عامًا)، التي حصلت على منحة للدراسة في أكاديمية بلفيدير للبنات في ليفربول، تقول إنه كان مزيجًا من التمييز الطبقي والبيئة المنفصلة بين الجنسين التي أدت إلى أن الحقد الشديد أصبح موجودًا بشكل كلي في تجربتها.
- ما هي المزايا الأكاديمية؟
يستشهد أنصار التعليم المنفصل باعتقاد أن الفتيات تقدم الافضل على المستوى الاكاديمي حينما لا يكون الأولاد موجودين في البيئة المحيطة لصرف انتباههن. وبسهولة فإن أكبر هوس في الفصل اثناء التعليم الثانوي ، لا أصدق أنني أكتب هذا. ولكن، قد تكون المدرسة ليست كل شيء عن الحصول على أعلى الدرجات . وبشكل جزئي، قد تكون المدرسة هي حقًا مهيجة بسبب الاولاد في دروس الفيزياء، والضحك على من يعجب بهم، والشعور بالحرج امام الجنس الآخر يوميًا.
وتعتقد خريجة الحقوق أليس ماكريس أن درجاتها كانت تتأثر بشكل سلبي حينما تكون في بيئة مختلطة. "في الماضي، لست متأكدة عما إذا كنت قد حققت الدرجات التي حققتها إذا كنت مشغولة الذهن بالأولاد في سن صغير".
ولكن وجدت دراسة للبروفيسور آلان سميثرز والدكتورة باميلا روبنسون، لمركز التعليم وبحوث التوظيف في جامعة باكنغهام، العام 2006، ان التعليم المنفصل لا يؤدي بالضرورة إلى انجاز اكاديمي اكبر. وخلصت الدراسة إلى أنه "بينما هناك بعض مدارس الفتيات الجيدة ومدارس اولاد جيدة ، فإنها لا تعتبر جيدة لانها منفصلة".
وهذا من دون أن ننسى، بطبيعة الحال، أن العديد من مدارس البنات في القطاع الخاص، مع امتحانات القبول - لذلك لا عجب أنها تقوم بالأفضل. وحتى تلك الفتيات في القطاع المحافظ وغالبًا ما تكون مدارس الصرف – لذلك تكون انتقائية مرة أخرى.
وفي الوقت نفسه، فإن بحث البروفيسور سميثرز الذي تدعمه الدراسات السابقة ، لم يجد الدليل على الادعاء بأن الإناث في مدارس الفتيات تكن أكثر ميلاً إلى اختيار مواد "ذكورية" مثل العلوم والرياضيات. وبدلاً من ذلك، فقد وجد البحث أن الفتيات والاولاد حينما تتوفر لديهم القدرة على الاختيار، بغض النظر عن نوع المدرسة، فإنهم يميلون إلى اختيار مواد مختلفة".
ولم يجد البروفيسور سميثرز الكثير لصالح بيئة التعليم المشتركة . فقد اخبرني أن الناس لديها آراء قوية جدا عن التعليم المنفصل. الأدلة البحثية ليست قوية بما فيه الكفاية لقلب أفكار عميقة الجذور - فبعض الناس يفضلون بيئة التعليم المختلط، والبعض الآخر يفضلون التعليم المنفصل. يمكنك حشد الأدلة في اي من الاتجاهين، ولكن العوامل الأكثر أهمية هي قدرات الأطفال، وجودة التعليم، ونوع القيادة ".
وتعترف شارلوت أفيري بأن "المدارس هي مدرسة عريقة بسبب اتجاهتها ومعتقداتها، ومديريها، وتقاليدهم، وجودة المعلمين، وأنا أزعم أن كل هذه العوامل تلغي وتبطل المناقشة بشأن التعليم المنفصل أم المختلط".
ويقول الأستاذ سميثرز أيضًا إن الآباء شككوا في بحثه، كما فعلت والدتي. أولئك الذين التحقوا بمدرسة للتعليم المختلط كانوا أكثر احتمالاً لرؤية أطفالهم يسيرون في الطريق نفسه، في حين أن 65 في المائة من أولئك الذين التحقوا بمدرسة منفصلة يفضلون بيئة مختلطة لأطفالهم.
ومن المثير للاهتمام أن جميع النساء اللاتي تحدثت إليهن ممن التحقن بمدارس منفصلة، لا يستبعدن إلحاق أطفالهن بالتعليم المنفصل في المستقبل، على عكس والدتي. وكانت الكثيرات منهن يفضلن ذلك ويشعرن بإيجابية تجاه ذلك، مشيرات إلى تلك الدرجات الغاية في الأهمية من أي وقت مضى. ولكن البعض منهن فضلن المدرسة المختلطة لاطفالهن.
وتقول نيسا كارسون "بالنسبة إلى الفتاة، فأنا أبدأ بالمدارس الحكومية المختلطة، بغض النظر عن ما نجنيه، أعتقد أن الطفل سينمو لأن يكون إنسانًا أفضل إذا خاضوا خبرات في مرحلة مبكرة مع مجموعة طبيعية من الأشخاص".
"مدرسة حكومية منفصلة نادرة مثل مدرستي" مدرسة بلفيدير في ليفربول" هي حقًا قد تكون احتمالية في ذهني لمدرسة ثانوية، على الرغم من خبرة الحقد التي عشتها فيها".
وتقول طالبة أخرى، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، والتحقت بمدرسة الملك إدوارد السادس الثانوية للبنات في برمنغهام إنها تعتقد أن المدرسة المختلطة تقدم "تجربة أكثر واقعية".
وتقول "إنها تقود إلى علاقات أفضل وصحية أكثر مع الجنس الآخر، فضلاً عن كونها عمومًا تجربة أقل إحباطًا".
أعتقد أن والدتي كانت محظوظة حينما اختارت مدرسة لي ولأشقائي، فهناك مدرسة مختلطة ممتازة قريبة. لست متأكدة بشأن ما كنت ستفعله إذا كانت المدرسة الوحيدة المجاورة لنا كانت مدرسة منفصلة. أُلقي نظرة على علامات 23 لـ"Buzz Feed" لمدارس الفتيات، يبدو رقم 10 غير واقعي للغاية في هذه الأيام: "كان هناك على الأقل فتاة واحدة في الصف المدرسي التي لم تكن تتحدث أبدًا إلى شاب". إذا كان ذلك صحيحًا فسأجري ميلاً من أقرب مدرسة فتيات.
ومع ذلك، فيبدو أن هناك بعض المزايا المهمة وهي أن فتيات محددة أعلنت صحة الذهاب لمدرسة فتيات، بعيدًا عن الحاجة إلى إزالة شعر ساقيها من أجل حصة أو درس الرياضة البدنية في المدرسة.