لندن ـ كاتيا حداد تبحث مدرسة "أوكسفورد الثانوية للبنات"، في استخدام اختبار مادة الرياضيات لمنع الطالبات من أن يصبحن مهووسات بأن يصبحن "الفتاة المثالية". وستحصل الفتيات ممن بلغت أعمارهن11 عامًا، على اختبار علي الإنترنت، حيث ستكون الأسئلة فيه أصعب وأصعب، فبينما ستقدم الفتاة أعلى قدرة لها، ستواجه أسئلة لن تكون قادرة على الإجابة لتظهر أنها "لن تقدم أي إجابة صحيحة".
وستكون المدرسة الصباحية، التي تصل مصاريفها 4 ألاف جنيه إسترليني للفصل الدراسي، ووصلت معدلات النجاح فيها إلى 89 % ممن حصلن على درجات ممتازة، الأولى في تنفيذ هذه المبادرة، والتي سيتم تعميمها علي فتيات أخريات في باقي مدارس البنات في جميع أنحاء بريطانيا.
وقالت المدير التنفيذي لـ"داي سكول تراست" هيلين فريزر، لصحيفة "صنداء تايمز"، "إن هذه الخطط تهدف إلى مساعدة الفتيات على فهم أن تكون المثالية فهو عدو التعليم، وبالنسبة للفتيات اللاتي يحققن مستويات عليا، مثل اللاتي في مدارس (داي سكول تراست)، فنحن بحاجة إلى التأكد من أن تعليمهن يساعدهن على أن يصبحن أكثر مرونة، ومن أجل تشجيعهن على عدم الخوف من خوض المخاطر، وأن تكن أكثر ثقة بأنفسهن، وهناك عدد من المبادرات في المدرسة لدعم هذا الهدف، واحد منها هو اقتراح من رئيس  مدرسة (أكسفورد الثانوية) والذي يهدف إلى مستويات أعلى في الاختبارات، والمهام التي من خلالها ستحقق الفتيات أكثر مما كن يتخيلن".
وأضافت فريزر، "المهم في هذه المبادرة، هو ليس أن تحصل الفتيات على 100%، ولكن أن يتعلمن أن الفشل ليس النهاية المميتة، ولكن المهم هو ما يتعلمنه من الخبرة والفائدة التي تعود منها، ستُتبع المبادرة  من (اسبوع الفشل) في مدرسة خاصة أخرى هي مدرسة (ويمبلدون الثانوية للبنات)، لهدف تعليم الطالبات المرونة".
وقد رحب خبير التعليم البروفيسور آلان سميثرز، من جامعة باكنغهام، بفكرة الاختبارات الصعبة التي تجعل الحصول على الدرجات النهائية أمرًا مستحيلاً، وقال "إن فوائد ذلك سيكون تعليم  تدريس الفتيات كيفية التعامل مع الفشل، وأن الاختبارات الصعبة لكل من الفتيان والفتيات التي تتحداهم هي  حقًا فكرة جيدة، كما أن من الجيد أن تقدم لهم بعض الأسئلة القليلة جدًا، التي لا يمكنهم الإجابة عليها، وكلما كانت الأسئلة صعبة، كلما كان التلاميذ لديهم قدرة على تطوير قدراتهم للقدرة على حله، وبالتالي سيتعلم التلاميذ أنهم قد لا ينجحون في كل شيء، وإذا تعرضوا للفشل في شيء عقلاني يجب أن نسأل لماذا".
وأوضح البروفيسور سميثرز، "إنها خبرة الحياة التي نخوضها جميعًا، حيث أن هناك أشياءً نحب أن ننجح فيها، ولكن لم نتمكن من ذلك للمرة الأولى، هذه خبرة جيدة للتعلم عمومًا، ولكن ربما يكون أكثر قيمة من ذلك، حيث يمكن أن يطور قدرات الفتيات في الرياضيات في هذه الحالة، فالفتيات  ستتحدين أنفسهن من أجل تحسين قدراتهن للإجابة".
وقالت رئيس تحرير"سيكولوجي توداي" ومؤلف "ناشن أوف ويمبز" هارا استروف مارانو، إن الفتاة في سن الـ11 عامًا تكون قد وصلت إلى السن التي نضجت بما فيه الكفاية لتتعامل مع الفشل وتتعلم منه، ونحن نتعلم الكثير من الفشل أكثر من النجاح، وإن لم تتعلم من الفشل في سن صغير، ستعيش حياتك وأنت تخشى من الفشل، ستكون مرعوبًا من الفشل، وما سيحدث أنك ستعيش حياة دفاعية، ولن تتمكن من القيام بشيء إبداعي أو تشارك في مهام تتسم بالمخاطرة والمجازفة، إنه حقًا من المهم أن نتعلم التعامل مع الفشل، والمعتقدات الحالية هي أن الآباء لا يسمحون لأطفالهم بالفشل، ولذلك يجب أن يحرصوا على تعليمهم أن المدرسة هي الاختيار الثاني الأفضل".
وأكد مدير مدرسة "هيثر هان بوري"، في وقت سابق، "تحتاج الفتيات إلى تعلم كيف يفشلن جيدًا، وكيف يتغلبن على الفشل ويتعاملن معه، فالخوف من الفشل يمكن أن يكون سببًا حقًا في إلحاق الشلل ومنع الفتيات من القيام بالأشياء التي يرغبن فيها بالفعل".