دبي - العرب اليوم
ارتفاع نسبة الحرائق صيفاً، دفع مجموعة من طالبات كلية تقنية المعلومات في جامعة الإمارات العربية المتحدة، إلى البحث عن أنظمة حديثة تداركاً لخطر الحرائق أثناء وقوعها، من خلال تطوير جهاز إنذار حرائق ذكي باستخدام الأنظمة المدمجة التي أمست جزءاً لا يتجزأ من منظومة حياتنا الذكية المستخدمة في مختلف جوانب الحياة بدءاً من الجانب الترفيهي ووصولاً إلى الجوانب الطبية والحيوية، التي باتت تشكل كذلك أحد المكونات الرئيسية في تطوير المدن الذكية، وذلك من خلال توفير البنية التحتية اللازمة للتواصل، وجمع ومعالجة المعلومات، الهادفة إلى التقليل من أخطار الحرائق عبر إبلاغ فرق الإطفاء في أسرع وقت.
قالت الطالبة بلقيس البريكي، إن الفريق يهدف إلى تطوير الخدمات الذكية في الدولة من خلال ابتكار جهاز إنذار يعمل بشكل آلي، مما يساعد على تقليص دور العنصر البشري في الإبلاغ عن الحرائق في المنازل، وزيادة سرعة الاستجابة لها عن طريق تحديد أماكن وقوعها بدقة عالية، عبر استخدام نظم المعلومات الجغرافية، مما يساهم في تقليل الاضرار البشرية والمادية الناجمة عن بطء الاستجابة والوصول لمكان الحرائق.
وأضافت: إن الجهاز حصيلة العمل على مشروع تخرج الفريق، وتناول المشروع ضمن المرحلة الاولى دراسة أسباب وأماكن حدوث الحرائق، والاسباب المساهمة في زيادة آثارها وبطئ الاستجابة لها في الدولة، ثم العمل على تطوير جهاز ذكي يهدف الى زيادة سرعة وفاعلية الاستجابة للحرائق أثناء وقوعها.
وأشارت الطالبة مريم الشامسي، إلى أن الجهاز يتكون من ثلاثة مكونات رئيسية تتضمن وحدة الاستشعار، كونها تعتبر المسؤولة عن جمع المعلومات والإشارات الناتجة عن الحريق، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو انبعاث الغازات، وإرسالها إلى وحدة المعالجة في النظام المدمج، إذ تستقبل هذه الإشارات والمعلومات ثم تعالجها وفق آلية معينة تحدد حالتها من حيث الخطورة، لإخطار الدفاع المدني والجهات المعنية الأخرى بواسطة نظام الاتصالات في الدولة، عبر تزويدها بإحداثيات موقع الحريق لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وذكرت الشامسي أن فريق المشروع يستعد الآن لتطوير الجهاز، عبر تزويده بخصائص أخرى مثل إضافة أجهزة استشعار جديدة الى وحدة الاستشعار الحالية تساهم في الكشف عن وجود أشخاص أثناء وقوع الحريق، مفيدة أنهن شاركن بالمشروع ضمن المعرض الوطني الثاني للمشاريع العلمية الشبابية «بالعلوم نفكر» الذي عقد تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة مئات الشباب من جميع أنحاء الإمارات، وحصلن على المركز الثاني عن فئة نظم السلامة والنظم الذكية على مستوى الجامعات في الدولة من بين 550 مشروعا مشاركا في المعرض.
ولفتت الطالبة منى المزروعي، إلى أن هذا الجهاز يعتبر البداية وحسب، وهناك رغبة في المشاركة بمشاريع أكبر في المستقبل، تركز على استخدام التقنيات والتطبيقات الحديثة لخدمة المجتمع في مجال إدارة الكوارث، مشيرة إلى أنهن يهدفن إلى المساهمة في التقليل من آثار الحرائق الضخمة بخفض زمن الاستجابة بنسبة تصل إلى 75٪ مقارنة مع النظم العادية الموجودة في المنازل مما يساهم بشكل كبير في الحد من الخسائر البشرية والمادية التي قد تنجم نتيجة بطء الاستجابة وعدم دقة تحديد أماكن حدوث الحرائق.
وأوضحت الطالبة نورة النيادي، أن تحديد مكان الحريق بدقة عالية يقلل زمن الاستجابة، إذ يزداد حجم الحريق بصورة طردية كل دقيقة حسب ما أشارت إليه الدراسات. وقالت إنه إضافةً الى ارسال إحداثيات مكان الحريق، يرسل الجهاز رقم المنزل أو الشقة ورقم صاحب المنزل للتواصل معه عن طريق الجهات المختصة، مما يساعد على تحديد الموقع بدقة عالية.
وأضافت: إن جهاز إنذار الحرائق الذكي، يعد تتويجاً لسنوات الدراسة النظرية والتطبيقية في كلية تقنية المعلومات، ويعتبر مثالاً استثنائياً في استخدام التقنية الحديثة للحد من الخسائر البشرية والمادية التي قد تنجم عن الحرائق، مفيدة أن أبرز التحديات التي واجهت فريق العمل أثناء تطوير المشروع هي عملية دمج المكونات الرئيسية للمشروع مع بعضها، والتي تم التغلب عليها بفضل المثابرة وروح الفريق.
وأشار الدكتور فكري خرباش المشرف العام على مشروع الطالبات، إلى أن الإحصاءات تظهر مراراً وتكراراً، أن سرعة الإبلاغ عن الحرائق ودقة تحديد أماكن حدوثها تلعب دوراً حاسما في التقليل من أضرارها مما يبين أهمية الجهاز الذي قامت الطالبات بتطويره. وقال: إن جامعة الامارات وكلية تقنية المعلومات توفر لطالبتها الفرصة لاكتساب المهارات والخبرات مما يمكنهن من تقديم الحلول والرؤية العلمية والقدرات الإبداعية لمشاريع تخدم المجتمع، وهذه الخبرات والمهارات تمكنهم من النجاح في سوق العمل.